قد يتساءل بعض الآباء والأمهات عن الحلول أو الطرق أو المجالات، التي يمكن إشغال أبنائهم بها خلال إجازة العطلة الصيفية، وهناك عدة مجالات حيوية ومهمة جداً، وتكون أيام وليالي العطلة الصيفية مناسبة فعلاً لخوضها، مثل: تصميم وتخطيط رحلات برية وميدانية للأسرة كاملة، مرة لقضاء بعض الوقت في إحدى الحدائق العامة الكبرى، ومرة تكون للتخييم وقضاء بعض الوقت على شاطئ البحر، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشاطئ في المدينة، حيث يمكن التوجه نحو الشواطئ الخارجية والتخييم وطهي الطعام وقضاء بعض الوقت في السباحة. أيضاً يمكن زيارة المتاحف؛ وهي متعددة وكثيرة ولله الحمد في بلادنا، ولا ننسى مراكز العلوم والمكتبات العامة والقرى التراثية، أيضاً من الأنشطة زيارة حديقة الحيوانات، ولدينا عدة حدائق، فضلاً عن حدائق النباتات وغيرها.
ولا ننسى جانباً مهماً وهو تمضية الوقت داخل المنزل، في جلسات عائلية، تتم خلالها عدة أنشطة، مثل وضع الألغاز وحلها، والألعاب الفكرية التي تنمي التفكير وتقوي الذاكرة، وهناك ألعاب رياضية لكنها تعليمية تعزز مهارات الحساب والرياضيات، ولا ننسى الجلسات التي تتم فيها رواية القصص القصيرة، من تأليف الشخص، وفي لحظتها هذه، تقوي السرد والتخيل والذاكرة، وأيضاً تسهم في الضحك الجماعي، وتحدث مفارقات جميلة خلال الجلسة. وأيضاً هناك الالتحاق بالورش التدريبية، سواء في الكتابة أو التأليف أو نحوهما من المجالات التي تنمي الإبداع وتقوي الخيال والذاكرة.
وهناك أنشطة تتعلق بالزراعة، وتقليب الأرض، وقد يعتقد الفرد أنه بسبب عدم وجود مساحة لديه في المنزل، فإن هذا النشاط غير ملائم له، وهذا غير صحيح، حيث يمكن التوجه لأي بقعة أرض مناسبة للزراعة، وغرس النبتة فيها، وأن تكون رعايتها مهمة يقوم بها الطفل. وإذا كان الطفل لديه موهبة في الجوانب الفيزيائية والرياضية، ونحوها من العلوم، فإن على الأب والأم تنميتها وتشجيعها، من خلال إحضار نماذج للتدريب، وهناك صناديق ألعاب علمية.
الحقيقة أن العطلة الصيفية فرصة ثمينة، لمشاركة الأبناء الأنشطة والاهتمامات، بل لتنمية اهتماماتهم وتوجيهها التوجيه الأمثل، والخطوة الأولى لنجاح هذه المشاركة، هو إشراك الابن أو الابنة، في المشاريع والمهام، التي سيتم تنفيذها أو العمل عليها خلال العطلة. امنح ابنك فرصة ليضع الجدول، ويقدم أفكاره ورؤيته، هذه الخطوة الأولى نحو المشاركة الناجحة.
www.shaimaalmarzooqi.com