ليس تصنيف «التايمز» هو الوحيد لقياس أفضل الجامعات في العالم، لكنه واحد منها، ومن أشهر هذه التصنيفات تصنيف «كيو إس»، وبالمقارنة بين نتائج التصنيفين لهذا العام (2024)، سنجد فروقات، لكنها طفيفة، وهذا أمر طبيعي، لأن مثل هذه التصنيفات الموثوقة تعتمد معايير يّعتد بها، تكاد تكون واحدة، وهي تحدد الجامعات الأفضل في العالم، بينها السمعة التعليمية، نسبة الموظفين إلى الطلاب، نسبة الدكتوراه إلى البكالوريوس، نسبة الدكتوراه إلى أعضاء هيئة التدريس، الدخل المؤسسي، البيئة البحثية: السمعة والدخل والإنتاجية والجودة، وتشمل هذه الأخيرة قوة البحث وتميّزه وتأثيره، وغير ذلك من المعايير.
حسب تصنيف التايمز للجامعات العالمية في هذا العام، سنجد أن جامعة أكسفورد البريطانية حلت أولاً، وتليها هارفارد الأمريكية، ثم كامبريدج البريطانية، كما احتلت ست جامعات أمريكية المواقع الآتية: ستانفورد، معهد ماساتشوستس للتكولوجيا، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، برينستون، كاليفورنيا بيركلي، يال، فيما حلت عاشراً جامعة إمبريال كوليدج البريطانية، وكما نلاحظ فإن الغلبة الساحقة في المواقع العشرة الأولى كانت لجامعات أمريكية.
اشتمل تصنيف أفضل 30 جامعة على 6 دول أخرى غير أمريكا وبريطانيا، في مقدمتها الصين، التي لم يكن لديها سوى جامعتين ضمن أفضل 100 جامعة منذ 6 سنوات، لكنها الآن تشارك ب 7 جامعات، كما صعدت جامعتان لها ضمن أفضل 20 جامعة في العالم، وفي خلال عام صعدت جامعة بكين من المركز ال17 إلى المركز ال14، بينما تقدمت جامعة تسينغهوا من المركز 16 إلى المركز 12.
قبل أن نعرج على جامعاتنا العربية، يجدر أن نذكر بأن منظمة اليونيسكو صنفت جامعة القرويين بمدينة فاس في المغرب كأقدم جامعة في العالم مازالت تعمل حتى الآن، وشُيدت الجامعة عام 859 ميلادي، وتخرج فيها كثير من رموز الدين والعلوم والأدب العربي، كما تعتبر أول مؤسسة علمية أنشأت الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية، وتضمّ الجامعة أنفس وأقدم الكتب في العالم.
يوصف تصنيف مؤسسة «كيو إس»، الذي سبقت الإشارة إليه، للجامعات العربية للعام 2024 بالأكبر من خلال تقييم المؤسسات بناءً على السمعة العالمية وقوة البحث العلمي، إذ ضمّ 223 مؤسسة من 18 دولة عضو في جامعة الدول العربية. اشتملت قائمة أفضل 10 جامعات عربية على 3 جامعات إماراتية: جامعة الإمارات، جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة الأمريكية في الشارقة، و3 جامعات سعودية: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، كما ضمّت الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة قطر والجامعة الأردنية وجامعة السلطان قابوس في عمان.
يظل الحلم قائماً بأن يأتي اليوم الذي تنافس فيه جامعاتنا جامعات العالم الكبرى.