: آخر تحديث

مفهوم الأسرة في بيئة العمل

13
10
15
مواضيع ذات صلة

إذا قيل عن بيئة عمل إنها كالأسرة فهذا يعني أنها بيئة تمارس فيها قيم الدعم والوفاء والتعاون والأهداف المشتركة.

يحدث في أي بيئة عمل أن يتعرض أحد الزملاء إلى ظروف صعبة عائلية أو صحية تؤثر سلبياً على أدائه. في بيئة العمل التي تعمل كأسرة لن يتعرض هذا الزميل للإهمال، سوف تقف معه الإدارة ويقف معه زملاء العمل، سيقدرون ظروفه، سيدعمونه حتى يتجاوز ظروفه.

في هذه البيئة حتى الزميل السلبي غير المنتج لن تتخلى عنه أسرة المنظمة بسهولة، لن تتجه الإدارة فوراً لنظام العقوبات، سوف تدرس الإدارة حالته بأسلوب التفكير الإيجابي الذي يركز على الحلول وليس العقبات، سوف يشخصون المشكلة ويتوصلون إلى حل إيجابي مشترك متفق عليه مع الزميل. في حالة أخرى قد يكون زميل العمل (عضو الأسرة) مميزاً وحيوياً ومخلصاً وصاحب إنجازات رائعة ثم تراجع الأداء، فكيف يكون موقف الإدارة وزملاء العمل؟ الموقف في بيئة العمل (الأسرة) هو الوفاء والدعم.

هذه البيئة (الأسرة) تعطي أهمية قصوى للجوانب الإنسانية مهما كانت طبيعة عملها دون إهمال للجوانب المهنية وجودة الأداء؛ بل إن تعزيز الجوانب الإنسانية هو الجو النفسي المحفز على الإنتاجية والإبداع وتقديم المبادرات، هو الذي يعزز الانتماء والولاء للمنظمة (الأسرة).

في بيئة العمل (الأسرة) يتم التعامل مع الأخطاء بطريقة إيجابية، ويشجع التنافس البناء، وتطبيق مبدأ العدالة في المسؤوليات وفرص التطوير واكتساب الخبرات، وتتاح فرص المشاركة للجميع، ويتم البحث عن الإيجابيات قبل السلبيات، وتكون توقعات القيادات الإدارية واضحة وإيجابية، ويستمعون للجميع وليس لفئة محدودة، ويوفرون الظروف المناسبة للنجاح، ويكتشفون قيادات المستقبل.

الأمر الطبيعي هو وجود فوارق فردية في بيئة العمل بين الزملاء في القدرات، والطموح، ومهارات التواصل، والمهارات القيادية، والقدرة على العمل الجماعي. هنا تكمن مهارة القيادة في استثمار الموارد البشرية حسب الفوارق الفردية بحيث يمارس كل عضو العمل الذي يتفق مع معارفه ومهاراته وسماته الشخصية مما سيجعله يمارس عمله بكل حب وإخلاص وانتماء لأسرته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.