: آخر تحديث

الذكاء الاصطناعي والأمم المتحدة

16
16
18
مواضيع ذات صلة

كما نعرف أن الذكاء الاصطناعي لديه قدرات تحاكي القدرات الذهنية البشرية ومجالات عملها، حيث يسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كأنه إنسان خارق الذكاء، بما يمتلكه –من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي من معلومات وبيانات– فيصبح قادراً على إنتاج تنبؤات، وحل المشكلات، في جميع العلوم دون استثناء، مهدداً بتقليص عدد الوظائف المتاحة للقوى البشرية في العالم، إضافة للدخول في أنشطة خطيرة يراها العلماء خرقاً للنواميس والقوانين الإنسانية، بل يهدد وجود البشر على الأرض، على الرغم مما يقدمه للبشرية من إنجازات في العلوم والاختراعات والصناعات المبتكرة، ومؤخراً زرع الشرائح الدقيقة في أدمغة البشر؛ بدعاوى المساهمة في علاج أمراض خطيرة كالشلل والإعاقات الحركية، والعمى الوراثي، ومازال الجدل قائماً، رغم الموافقة على إجراء التجارب على الإنسان من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، وهذا ما دعا الأمم المتحدة تطلق تحذيرات من تلك التقنية الحديثة.

فقد أشار الأمين العام غوتيريش إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف على أنماط العنف ومراقبة وقف إطلاق النار وتعزيز جهود حفظ السلام والوساطة والجهود الإنسانية، ولكنه يخشى أن تستغل قوى بشرية من استخدام الذكاء الاصطناعي في أغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دول معينة، يمكن أن تتسبب في الدمار وسهولة القتل وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور، فبقدر ما يحمله الذكاء الاصطناعي من خير للإنسانية، وقدرته على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون هناك عواقب خطيرة جدًا على السلام والأمن الدوليين، لذا دعا غوتيريش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إعداد وثيقة ملزمة قانونيًا بحلول عام 2026 لحظر استخدام الأسلحة الذاتية المميتة، التي يدخل في صياغتها تقنياً الذكاء الاصطناعي الذي يشكّل خطراً على السلم والأمن الدوليين، داعياً الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.

إن ما يدعو له الأمين العام للأمم المتحدة يمثل نداءً أخلاقياً؛ لتجنب أخطار مستقبلية، تتمثل في استخدام تلك التقنية في صناعة الأسلحة الفتاكة من قبل شركات يتحكم فيها الروبوتات ذات القدرات الخارقة، ومن ثم يهدد الوجود الإنساني على كوكب الأرض، لذلك كانت دعوته لوضع ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي فيما يخدم البشرية لا إبادتها.. فهذا العلم الجديد سيكون له تأثير -لا ريب- على جميع مناحي الحياة، آملاً أن يعزز وجوده الاستقرار الاستراتيجي العالمي لا إشعال الحروب والفتن، بل نشر العلم ومساعدة الشعوب على الابتكار وتنفيذها على أرض الواقع بما يحقق رفاهية الإنسان وجودة الحياة، لا فنائها.

إننا أمام واقع أثبت وجوده، يتم استخدامه في شتى مناحي الحياة، بل بدأت شركات عملاقة في استخدام البيانات والمعلومات اقتصادياً؛ لتغذية الحواسب الإلكترونية، كي تكون مؤهلة للاستخدام من قبل تقنية الذكاء الاصطناعي، كما أننا في حاجة لوضع ضوابط لاستخدامه؛ لحماية الإنسان ومساعدته علمياً للارتقاء بالإنسانية، وليس الإسراع في إبادتها.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد