ومن ذكريات المدارس في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتحديدًا في المرحلة الابتدائية، كان تدريس اللغة الإنجليزية له طابع خاص وعبق مميز، فبالإضافة إلى الجانب الشفهي هناك ممارسات تؤكد على الكتابة في صورة تعميق الفهم عند الطلبة، من مثل اللغويات (Linguistics) والتعبير الكتابي (Dictation) والقراءة (Reading) والتهجي (Spelling) والتعبير (Composition) والمحفوظات (Recitation)، ولكل مهارة دفتر خاص وتقويم خاص بها، وعادة ما تُحفظ هذه الدفاتر عند المعلمين وخاصة في صفي الرابع والخامس الابتدائي، أما في الصف السادس الابتدائي فيضاف إليها دفتر آخر وهو (Note Book) الذي من شأنه يتم حصر الكلمات الصعبة وحفظها في هذا الدفتر، عطفًا على قيام إدارة المعارف - وزارة التربية والتعليم حاليًا - بصرف كراسة الخط المتقدم (Progressive Hand Writing Book)، وذلك لتعويد الطلاب على مهارة الخط الصحيحة بطريقة شبك الخطوط (Script)، وقد يتفنن معلمي ومعلمو اللغة الإنجليزية في طرائق تدريسها وتوصيل مهاراتها إلى الطلبة، كما يتسابق المعلمون في إبراز طلبتهم من خلال إلقاء بعض الكلمات والمحاورات باللغة الإنجليزية بين الطلبة، أو تسميع بعض المحفوظات باللغة الإنجليزية في الطابور الصباحي.
وهناك من المعلمين من يقوم بتكليف الطلبة بتسجيل بعض الكلمات التي يصادفونها في الإعلانات سواءً أكانت في الصحف أو على الشوارع وخاصة تلك الإعلانات الدعائية، حيث يقوم الطالب بتسجليها في دفتر خاص يسمى (Home Work Book)، هذا الدفتر ينظر فيه المعلم في نهاية الشهر حتى يرصد نشاط الطالب في هذا الشهر، حيث تُسجل درجات الطالب شهريًا.
ولمادة اللغة الإنجليزية مفتش يُدعى الأستاذ أمين حافظ رحمه الله الذي كان يركز على تطبيق المهارات السابقة في أسئلته، حيث كان ماهرًا في توجيه الأسئلة التعجيزية التي يخشاها الطلبة وخاصة الطلبة ذوو المستوى المتدني، إذ يستلهم من بين الطلبة في الصف، ويكافأ الطالب المتميز بوضع علامة في دفتر العلامات، كما يركز على تسميع المحفوظات التي درسها الطالب، ومن المحفوظات التي درسناها (I have two eyes, and I can see, the book and pen in front of me…) ومحفوظة (OH! Look at the moon, she is shining up there…) ومنها عرفنا أن القمر أنثى وأن الشمس ذكر كما في اللغة الإنجليزية، وبذلك نكون قد أزحنا الستار عن ذكريات المدراس، وإلى ذاكرة أخرى.