: آخر تحديث

مخرجو السينما المصرية

14
16
14
مواضيع ذات صلة

ربما كان الإنجاز الأهم للمخرج السينمائي حسين فوزي هو اكتشاف الممثلة والراقصة المعجزة نعيمة عاكف التي أتى بها من شارع محمد علي وخلق من موهبتها الفذة نجمة شهيرة قلب بها موازين السينما المصرية رأسا على عقب، بل وجعل الصحافة المصرية لا تتحدث على مدار أكثر من شهر إلا عنها وعنه، خصوصا بعد عرض فيلمها الإستعراضي الأول «العيش والملح» سنة 1949 من إخراج مكتشفها ومن بطولتها مع سعد عبدالوهاب.

لم يكتفِ فوزي باكتشاف نعيمة عاكف وإنما أراد تجهيزها تجهيزا محكما كي يخوض بها الميدان ويكسب أقصى ما يستطيع، فأحضر لها من يدربها على أصول وحركات الرقص الشرقي، وأتى بمن يعلمها أصول الإتيكيت والمخاطبة والإلقاء والقراءة والكتابة وطريقة المشي والأكل السائدة في الأوساط الأرستقراطية، وهي من جانبها أدهشته بذكائها وسرعة تعلمها واصرارها حتى على تعلم الإنجليزية والفرنسية.

وكعادة المخرجين المصريين حينما يكتشفون نجمة تبيض لهم ذهبًا، قرر فوزي أن يحتكر موهبة نعيمة عاكف السينمائية، فلا يدع غيره يخرج لها أفلامًا. وزيادة في الحيطة والحذر قرر أن يقترن بها في عام 1953 ليشكل هذا الزواج الثاني له من بعد زواجه الأول من السيدة اليوغسلافية «بالميرا توبش» عام 1931، وقبل زواجه الثالث من الفنانة ليلى طاهر عام 1959، إذ إن زواجه من نعيمة عاكف لم يدم سوى خمس سنوات تخللتها خلافات وخصومات وحالات طلاق وتصالح متكررة بسبب غيرته الشديدة عليها وفارق السن وخلافه.

ولد حسين فوزي في الرابع من سبتمبر 1904 بالمنصورة، وتوفي بالقاهرة في التاسع من أغسطس 1962. وهو الأخ الأوسط لكل من أخيه الأكبر المخرج أحمد جلال (1897-1947) وأخيه الأصغر المخرج عباس كامل (1911-1985).

حصل على دبلوم مدرسة الفنون الجميلة الإيطالية بروما، ثم أكمل دراسته في باريس، قبل أن يعود إلى مصر ويبدأ مسيرته المهنية التي بدأها عام 1927 كممثل إلى جانب عزيزة أمير من خلال فيلم «ليلى» الذي اخرجه في ذلك العام استيفان روستي. اتجه بعد ذلك إلى العمل في الصحافة كرسام لعدة سنوات آثر بعدها أن يعود مجددا للعمل في السينما فعمل مساعد مخرج  للممثل والمخرج عمر وصفي في فيلم «بنت الليل» التي أنتجته ومثلته صديقته الفنانة أميرة عزيز. كما سافر مع عزيزة أمير سنة 1936 إلى باريس من أجل تصوير فيلم «بسلامته عاوز يتجوز» من بطولتها مع نجيب الريحاني، لكن فوزي قرر البقاء في باريس للبحث عن ذاته فدرس هناك كل مراحل العمل السينمائي، بدءًا من كتابة السيناريو والحوار وانتهاء بمرحلة الإنتاج والتصوير والمونتاج، والإخراج، الأمر الذي مكنه من اتقان الفنون السينمائية. وحينما عاد إلى مصر مرة أخرى لم يجد الفرصة المناسبة ليظهر من خلالها مواهبه الفنية التي جمعها في باريس، فاضطر للعودة إلى الرسم ولكن هذه المرة تخصص في رسم ملصقات الأفلام السينمائية (الأفيشات).

في عام 1939 حدثت نقلة في مسيرته، وذلك حينما أقنع عزيزة أمير بالعودة إلى التمثيل من خلال فيلم «بياعة التفاح» الذي قام بكتابته واخراجه بنفسه، والذي حقق نجاحا جماهيريا في حينه. غير أن نقطة التحول الأهم في حياته جاءت في عام 1949 حينما تبسم له الحظ باكتشافه النجمة نعيمة عاكف كما ذكرنا آنفا، فاحتكر جهودها وقدمها كبطلة امام أحمد رمزي ورشدي أباظة وفايزة أحمد في «تمر حنة»/‏‏1957، وأمام شكري سرحان في «مليون جنيه»/‏‏1953 و«لهاليبو»/‏‏1949 و«أحبك يا حسن»/‏‏1958 و«بابا عريس»/‏‏1950، وأمام أنور وجدي وزكي رستم في «النمر»/‏‏1952، وأمام رشدي أباظة ويوسف وهبي في «بحر الغرام»/‏‏1955، وأمام عماد حمدي وفريد شوقي في «عزيزة»/‏‏1954، وأمام عبدالعزيز محمود في «جنة ونار»/‏‏1952، وأمام محمد فوزي في «يا حلاوة الحب»/‏‏1952، وأمام إبراهيم حمودة في «فتاة السيرك»/‏‏1951، وأمام كارم محمود في «نور عيوني»/‏‏1954، وأمام محسن سرحان وعبدالسلام النابلسي وعباس فارس في «فرجت»/‏‏1951، وأمام سعد عبدالوهاب في «بلدي وخفة»/‏‏1950.

ومن الواضح أن طلاقه من نعيمة عاكف أفقده ألقه الفني ونجاحاته السينمائية بدليل أن الأفلام التي أخرجها بعد انفصاله عنها لم تحقق نفس الدوي والجماهيرية كأفلامه السابقة زمن ارتباطهما، عدا استثناءات قليلة كفيلم «ليلى بنت الشاطئ» الذي أخرجه عام 1959 من بطولة محمد فوزي وليلى فوزي، وفيلم «مفتش المباحث» في العام نفسه من بطولة رشدي أباظة وشريفة فاضل ويوسف وهبي، وفيلم «يا حبيبي» في عام 1960 من بطولة رشدي أباظة وليلى طاهر.

من أعمال فوزي الأخرى: «بحبح في بغداد» و«أحب الغلط» في عام 1942، و«نادوجا» في عام 1944، و«الصبر طيب» و«أحب البلدي» في عام 1945، و«يوم في العالي» و«هدمت بيتي» و«اكسبريس الحب» في عام 1946، و«لبناني في الجامعة» و«صباح الخير» و«زهرة السوق» و«أنا ستوتة» في عام 1947، و«بلبل أفندي» في عام 1948، و«نص الليل» في عام 1949، و«سيبوني أغني» و«أختي ستيتة» في عام 1950، و«عروس لبنان» في عام 1951، و«عفريت عم عبده» في عام 1953، و«حب وانسانية» في عام 1956، و«غرام في السيرك» في عام 1960، و«عاشور قلب الأسد» في عام 1961، وفيلمه الأخير «حلوة وكذابة» في عام 1962 من بطولة رشدي أباظة ومها صبري وعبدالسلام النابلسي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد