: آخر تحديث

مصر: مساعٍ حكومية لمشاركة شعبية في مواجهة الفساد والإرهاب

83
76
67
مواضيع ذات صلة

 رحاب عليوة 

بات المصريون معنيين بمواجهة الفساد والإرهاب في بلادهم، ليس فقط كمتابعين يقظين لتحركات الدولة بمؤسساتها الرسمية في اجتثاثها سواء عبر ضربات هيئة الرقابة الإدارية (المعنية بالرقابة على المؤسسات) أو من خلال عملية القوات المسلحة والشرطة الشاملة في سيناء، بل كفاعلين ومشاركين في تلك الجهود، ضمن خطة للدولة لتفعيل «المسؤولية المجتمعية».


وخصصت هيئة الرقابة الإدارية أرقاماً لتلقي بلاغات المواطنين عن وقائع الفساد، تمهيداً لفحصها وتوقيف مسؤوليها، وناشدت المواطنين في بيان التفاعل لتقويض الفساد، سواء عبر الهاتف أو عبر التوجه إلى مقارها في المحافظات.

واكتسبت هيئة الرقابة الإدارية شعبية جماهيرية أخيراً بضرباتها المتلاحقة ضد الفساد والتي طاولت مسؤولين بارزين. وأوقفت الهيئة قبل نحو أسبوعين رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية علاء فهمي، ومسؤولين في وزارة التموين في قضية رشوة، فيما يخضع محافظ المنوفية السابق هشام عبدالباسط للمحاكمة الجنائية بعدما أوقف قبل شهور في قضية رشوة.

تجدر الإشارة إلى أن مناشدة الرقابة الإدارية للمواطنين بالتعاون، ليست الأولى التي تخرج فيها جهة رسمية لحضهم على دعم قضايا وطنية، إذ سبق وخصص الجيش المصري أرقاماً لتلقي بلاغات أهالي سيناء عن البؤر الإرهابية أو أي معلومات تساعده في مواجهته الشاملة ضد الإرهاب.

وعلى رغم عدم توافر بيانات رسمية توضح حجم التفاعل مع مناشدات الجيش ومدى فاعلية المساعدات الشعبية للجهود الحربية المنظمة، بدا أن تفاعل أهالي سيناء مع تلك المناشدات كان كبيراً وذا أثر، إذ أشاد الناطق العسكري باسم الجيش في مؤتمرات صحافية عدة منذ إطلاق العملية العسكرية في 9 شباط (فبراير) الماضي بدعم أهالي المحافظة وتعاونهم مع القوات.

وأشادت أستاذة علم الاجتماع في «جامعة عين شمس» الدكتورة سامية خضر بتوجه الدولة في إشراك المواطنين في القضايا الكبرى ذات الصلة بالأمن القومي بما ينعكس في تفعيل المسؤولية المجتمعة للمواطن تجاه قضايا بلده، خصوصاً في ظل شعوره صدق جهود تنميتها ومواجهة الإرهاب والفساد فيها.

وأوضحت خضر في تصريح إلى «الحياة» أنه على مدى 30 عاماً ومع تفشي مظاهر الفساد والاستيلاء على الأراضي بوضع اليد وتزاوج المال بالسلطة، فقد المصريون شعورهم بالانتماء وتخلوا عن أدوارهم المجتمعية وارتفعت مستويات القلق المجتمعي من وقوعهم ضحايا فساد أو سطوة مسؤولين». وأشارت إلى أنه «عقب ثورتي كانون الثاني (يناير) 2011 وحزيران (يونيو) 2013، ومع جهود الدولة لمواجهة الإرهاب والفساد وإقامة مشاريع تنموية، عاد مؤشر المسؤولية المجتمعية والتفاعل بين الشعب وسلطته إلى الارتفاع».

ولفتت خضر إلى «أهمية دور المواطنين في دعم تلك القضايا، خصوصاً الإرهاب»، مؤكدة أن «الرقابة الشعبية على المجتمعات السكنية ورصد أي تحركات مريبة فيها والإبلاغ عنها، تساعد الأجهزة المعنية في توجيه ضربات استباقية إلى تلك الجماعات».

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد