تسود حالة من التوتر في صفوف حزب الله مع توالي تقارير عن انشقاقات وفرار لعناصره من جبهة الجنوب، حيث تدور معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي. بينما تتوالى التعزيزات النوعية، يُكشف عن تصدّع في وحدة التنظيم نتيجة الخسائر البشرية وضغوط القتال. ظاهرة الانشقاق، التي قد تمتد لمناطق أخرى، تكشف عن ضعف جديد يهدد الهيكل التنظيمي لحزب الله.
إيلاف من لندن: مصادر مطلعة قالت لـ"إيلاف" إنه منذ إطلاق إسرائيل عملية "سهام الشمال"، يرسل حزب الله تعزيزات نحو الجنوب بدفعات تضم مجموعات صغيرة، مع التركيز على الكوادر النوعية لمواجهة العمليات البرية، بهدف سد الفجوات في القوات الناتجة عن الضربات التي تعرض لها، خاصة بعد الخسائر البشرية جراء هجوم "البيجر" على عناصر حزب الله وإخراج آلاف منهم عن الخدمة.
يقوم حزب الله، وتحديدًا قوات "الرضوان"، بعمليات نوعية وكمائن تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر ليست بالقليلة، خاصة بالأرواح، إلى جانب اشتباكات متواصلة ومحاولات لإعاقة تقدم الجيش في المحاور المختلفة على طول الحدود.
وتزامنًا مع ذلك، كشفت المصادر أن وحدات مختلفة في جبهة الجنوب تشهد ظاهرة "انشقاق" بعض العناصر، حيث تتجلى هذه الظاهرة على أشكال مختلفة، تتمثل بتهرب بعض العناصر من المواقع التي نُصبوا فيها أو عدم حضورهم بعد استدعائهم. كما غادر بعض العناصر مع أفراد عائلاتهم جنوب لبنان، حيث انتقل بعضهم إلى الأراضي السورية. ويبدو أن معظم هذه الانشقاقات حدثت بسبب الخوف على السلامة، وتشمل أيضًا العناصر النظاميين.
تلتقط امرأتان صورة سيلفي بجانب جدارية في تل أبيب تظهر زعيم حزب الله الذي قضت عليه إسرائيل مع عبارة "Game Over"
وأكدت المصادر أن الفجوات في قدرة الوحدات على التواصل مع العناصر تسهّل عملية الانشقاق، لا سيما لغير النظاميين منهم. وتشيع ظاهرة الانشقاق بشكل خاص في جبهة الجنوب، لكنها قد تتسع بطبيعة الحال إلى مناطق أخرى.
ولا يملك الحزب حاليًا قوة لضبط هذه الظاهرة، ويحول الضعف الذي يعانيه دون تحرك الأجهزة الأمنية لضبط التجنيد كما كان مخططًا سابقًا عند الحاجة، وهو ما تدرب عليه حزب الله في السنوات الأخيرة، حيث كان يجري مناورات تجنيد وتكثيف وتعزيز القوات في مناطق مختلفة، أهمها الجنوب.