إيلاف من القدس: يبدو أن شباب العصر الحالي يؤمنون أن "الوطن" هو الأمن وفرص الحياة والعمل، ومن المؤكد أنهم ليسوا على استعداد لجعل أنفسهم رهينة لتحقيق الطموحات السياسية لبنيامين نتانياهو، أو التضحية بحياتهم مقابل فكرة معنوية أو دينية تتعلق باسرائيل، فالصراعات تبدو بلا نهاية، ودائرة الحرب لن تتوقف قريباً، وهي في الأساس لم تعرف التوقف يوماً ما.
الإسرائيليين يهاجرون إلى الخارج بأعداد لم تحدث من قبل، آخذين معهم أموالهم وتعليمهم ومهاراتهم المهنية، وتشير الأرقام التي تقف وراء هذه الحركة إلى الضرر الذي قد يلحق بإسرائيل على المدى البعيد، حتى بعيداً عن مناطق الصراع في الشمال والجنوب.
في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، غادر إسرائيل 40.600 إسرائيلي، أي بمعدل 2.200 أكثر كل شهر مقارنة بعام 2023.
ووفقاً لتقرير "جيروزاليم بوست" قامت دائرة الإحصاء المركزية بتحديث أسلوبها في حساب المغادرين والعائدين على المدى الطويل للإسرائيليين، وذلك باعتماد المعايير الدولية لقياس الهجرة وتطوير أسلوب إحصائي جديد ضمن قسم الديموغرافيا والتعداد.
في عام 2023، جاء 39% من المهاجرين من المناطق الأكثر ثراءً في إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والمنطقة الوسطى، في حين غادر 28% من حيفا والشمال، و15% من الجنوب. وحتى القدس ساهمت بنحو 13% من إجمالي المهاجرين، وشكلت يهودا والسامرة 5%.
7300 مهاجر كل شهر
ارتفعت معدلات الهجرة إلى الخارج بشكل حاد خلال الصيف. ففي حين غادر 5200 شخص في المتوسط شهريًا في الأشهر الخمسة الأولى من العام، ارتفع هذا العدد إلى 7300 شخص شهريًا في الصيف.
ارتفع عدد "المهاجرين طويلي الأمد"، كما حدده المكتب المركزي للإحصاء، بنسبة 59% في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023.
الهجرة للخارج "شبابية"
بلغ متوسط أعمار الرجال المهاجرين في عام 2023 حوالي 31.6 عاما، بينما بلغ متوسط أعمار النساء 32.5 عاما، ويشكل الأشخاص في العشرينات والثلاثينيات من العمر 40% من المهاجرين، على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى حوالي 27% من السكان.
وهذا يعني أن إسرائيل تفقد قوة بشرية كبيرة في سن يدخل فيه الكثيرون سوق العمل، أو يتابعون الدراسة، أو يتلقون التدريب في الخارج. ومن بين المهاجرين، كان 48% من الرجال و45% من النساء عازبين.
وهاجر حوالي 41% مع شريك، مما يعزز فكرة أن الكثيرين قد انتقلوا بشكل دائم.
في عام 2023، ولد 59% من المهاجرين في الخارج، بينما ولد 41% منهم في إسرائيل. ومن بين المولودين في الخارج، جاء 80% من أوروبا، والأغلبية العظمى (72%) من الاتحاد السوفييتي السابق.
باعوا مساكنهم المدعومة
وقد تلقى العديد من هؤلاء المهاجرين مساعدات حكومية سخية عندما وصلوا لأول مرة إلى إسرائيل، بما في ذلك الإسكان المدعوم من الحكومة والرهن العقاري، فقط لجني الفوائد الآن من بيع تلك الممتلكات بأرباح كبيرة.
المسيحيون الروس
يشكل المسيحيون غير العرب، وهم في الأساس المهاجرون من الاتحاد السوفييتي السابق الذين خضعوا لقانون العودة الإسرائيلي من خلال الأقارب أو الأزواج، 32.4% من المهاجرين في عام 2023، على الرغم من أنهم يشكلون 4.9% فقط من عامة السكان.
ويزعم بعض المنتقدين أن هؤلاء الأفراد، الذين شعروا بالتهميش في المجتمع الإسرائيلي لعدم كونهم يهودا، استغلوا الآن الفرصة للمغادرة بمكاسب مالية كبيرة.
عرب اسرائيل لا يفضلون الهجرة
ولم يساهم العرب المسلمون والمسيحيون إلا بنسبة ضئيلة في موجة الهجرة، حيث لم يمثلوا سوى 6.2% من المهاجرين رغم أنهم يشكلون 21.3% من السكان.
والجدير بالذكر أن نحو 9% من المهاجرين ولدوا في الولايات المتحدة ونحو 4% في فرنسا.