واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنّه اتخذ قرارًا بشأن كيفية الرد على مقتل ثلاثة جنود في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف القوات الأميركية في الأردن، الأمر الذي من المرجّح أن يتخذ شكل "عدّة" عمليات انتقامية.
وردًا على سؤال بشأن إيران، قال الرئيس الأميركي "أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنّهم يزوّدون الأسلحة للأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)".
ولم يقدّم الرئيس الديموقراطي، الذي يواجه ضغوطًا شديدة من خصومه الجمهوريين للرد بحزم على طهران، مزيدًا من التفاصيل خلال محادثة سريعة مع الصحافيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته للقيام بحملته الانتخابية في فلوريدا (جنوب شرق).
غير أنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لاحقًا للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، "من الممكن جدًا أن تشهدوا مقاربة متدرّجة في هذه الحال، ليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتخاذ إجراءات عدّة".
ويأتي ذلك غداة إشارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمليات انتقامية "على مستويات عدّة، يتم تنفيذها على مراحل".
"عودة جثث الجنود"
قبل مغادرته إلى فلوريدا حيث سيقوم بجمع الأموال لحملته، تحدّث الرئيس الأميركي مع عائلات الجنود الثلاثة الذين قُتلوا.
وقال كيربي إنّه بالاتفاق معهم، سيتوجّه بايدن إلى قاعدة دوفر (شمال شرق) الجمعة، لحضور مراسم إعادة رفات الجنود.
وجاء ذلك فيما أكّد الثلاثاء أنّه لا يريد "حربًا أوسع نطاقًا" في الشرق الأوسط، في تكرار للفكرة التي يشدّد عليها الأميركيون منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأسفر الهجوم بطائرة مسيّرة الأحد على قاعدة لوجستية أميركية تقع في الصحراء الأردنية على الحدود مع العراق وسوريا، إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات بجروح، وفقًا للجيش الأميركي.
وكان ذلك كافيًا لإعادة إحياء انتقادات اليمين في الولايات المتحدة لاستراتيجية جو بايدن تجاه إيران.
ترامب
ومن هذا المنطلق، ردّ الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشّح الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية لحزبه، الأحد، منتقدًا "ضعف" خلفه.
بدوره، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أنّ "العالم كلّه ينتظر ليرى ما إذا كان الرئيس سيقرّر أخيرًا استخدام القوة الأميركية لإجبار إيران على تغيير سلوكها".
الجيش الأميركي
وتعرّضت الولايات المتحدة لضربات عدّة طالت مواقع تابعة لها في الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، لكنّها لم تعلن عن أي خسائر بشرية قبل الأحد.
وكان الجيش الأميركي قد ردّ على الضربات، عبر استهداف الجماعات الموالية لإيران في العراق وسوريا، تمامًا كما استهدف المتمرّدين الحوثيين في اليمن، الذين تدعمهم طهران والذين يضاعفون هجماتهم ضدّ السفن في البحر الأحمر.
ولا يريد بايدن الانجرار إلى صراع إقليمي واسع النطاق في منتصف عام انتخابي. وقد امتنع حتى الآن عن شنّ ضربة مباشرة على إيران، سواء من خلال استهداف أراضيها أو كبار مسؤوليها العسكريين.
روسيا والصين
وفيما كان الرئيس الأميركي، الذي يقدّم نفسه على أنّه الضامن للنظام والديموقراطية على المستوى الدولي، يواجه انتقادات الجمهوريين في الداخل، فقد قوبل أيضًا بدعوات للتهدئة من قبل خصمي واشنطن الرئيسيَين، روسيا والصين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردًا على أسئلة الصحافة بشأن مخاطر عمليات انتقامية أميركية ضدّ إيران، "نعتبر أنّ مستوى التوتر مقلق للغاية، وأنّ الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات لنزع فتيل التوتر".
من جهتها، دعت بكين "جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".