: آخر تحديث
كل شيء مرهون بتغير دراماتيكي في الحرب

بعد غزة: الشرق الأوسط أمام سيناريوهات خمسة

12
11
12

تقول صحيفة "لكسبرس" الفرنسية إنه منذ هجوم 7 أكتوبر، أصبح الوضع أكثر تعقيدا، وإن الشرق الأوسط المأزوم يقف أمام مفترق طرق خطر

إيلاف من بيروت: "في رؤيتي للسلام، في هذه الأرض الصغيرة، يعيش شعبان بحرية، جنبًا إلى جنب، في صداقة واحترام متبادل. وسيكون لكل منهما علمه الخاص، ونشيده الوطني، وحكومته الخاصة. ولن يهدد أي منهما السلام أو بقاء الآخر". كان بنيامين نتنياهو هو من قال هذه الكلمات في يونيو 2009، في جامعة بار إيلان في تل أبيب، لكنه لم يفع شيئًا مما قال.

لاحقا، واصل "بيبي" تشديد موقفه، مؤكدا في عام 2015، في منتصف الحملة التشريعية، أن لا دولة فلسطينية ما دام في منصبه. ولم يؤد دخول اليمين إلى حكومته في نهاية عام 2022 إلا إلى تطرف موقفه.

أجيال جديدة من "الإرهابيين"

تقول صحيفة "لكسبرس" الفرنسية إنه منذ هجوم 7 أكتوبر، أصبح الوضع أكثر تعقيدا. تحتدم الحرب بين الدولة اليهودية وحماس، متسببة في سقوط آلاف الضحايا من بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودمار كبير. نزح أكثر من 80 في المئة من السكان، معظمهم إلى الجنوب، حيث الوضع الإنساني مروع. والأمل في إطلاق سراح رهائن جدد يتضاءل يوما بعد يوم.

تضيف الصحيفة: "وسط القنابل والمعاناة، لا يستطيع أحد التنبؤ بنتيجة هذا الصراع الرهيب. تستكشف سيناريوهاتنا الخمسة السبل الممكنة لما بعد الحرب، من الأسوأ  أي الحرب المستمرة إلى الأفضل أي السبيل الوحيد الممكن لضمان السلام: التعايش بين دولتين، إسرائيلية وفلسطينية بين الأردن والمتوسط".

قبل أي نقاش، يجب أن يتوقف القتال وهذا بعيد المنال الآن. كما أن ضباب الحرب لا يوشك أن يتبدد، ولا حتى ضباب السلام. بحسب الصحيفة الفرنسية، من شأن تصفية مقاتلي حماس، إذا نجحت القوات الإسرائيلية في ذلك، أن تضع حداً للقتال، لكنها لن تمحو إيديولوجيا حماس. "علينا أن نمنع خلق أجيال جديدة من الإرهابيين، فمعاناة شعب في غياب منظور سياسي ستؤدي إلى اليأس والعنف"، كما يؤكد وزير الخارجية الفرنسية السابق جان إيف لودريان.

قادة جدد في المعسكرين

يقول غيث العمري، المفاوض الفلسطيني السابق والباحث في معهد واشنطن: "إذا هُزمت حماس، فستمر فترة يظل فيها الناس في غزة متمسكين بأفكار متطرفة، من دون أن يكونوا قادرين على تنفيذها. يجب أن نستخدم هذه الفترة لاقتراح بديل سياسي أكثر جاذبية وبدء عملية السلام". لكن إذا لم يتم إعادة بناء غزة، فإن السلطة الفلسطينية ستظل ضعيفة وفاقدة للصدقية، وسوف تظهر حماس جديدة.

ويقول عمر شعبان، مدير مركز بال ثينك للأبحاث ومقره غزة: "سيكون ضروريًا تنظيم انتخابات في فلسطين، وفي إسرائيل، لصعود قادة جدد في المعسكرين قادرين على مواصلة الطريق نحو السلام". في إسرائيل، ينتظر الكثيرون أن تسكت المدافع للمطالبة بالمحاسبة، فأقل من واحد من كل خمسة إسرائيليين يدعم "بيبي". إلا أن هذا السبعيني أثبت في كثير من الأحيان قدرته على الصمود. 

بحسب "لكسبرس"، هناك خطر أعظم ينتظر المنطقة: امتداد الصراع. "فمع استمرار الحرب في غزة، يواصل حزب الله المدعوم من إيران تهديد إسرائيل على حدودها الشمالية. ويقول يوناتان فريمان، خبير العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس: إذا كانت حماس حقاً على حافة الهاوية، فقد يصبح حزب الله أكثر تورطاً، وربما إيران أيضاً".

كذلك، ربما يتفاقم الوضع أيضًا في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 260 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر، وفقًا للسلطة الفلسطينية. يتابع فريمان: "مكن أن تسعى حماس إلى فتح جبهة أخرى مع الجيش الإسرائيلي". كما يتصاعد التوتر في بعض الدول العربية، مثل الأردن، حيث تتزايد التظاهرات مطالبة بوقف إطلاق النار.

يختم العمري: "في حال هزيمة حماس، يمكن تحالف دولي بمشاركة الدول العربية أن يحكم غزة حتى يتم إعادة بنائها وإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية". فكل شيء مرهون بهزيمة حماس.

المصدر: صحيفة "لكسبرس" الفرنسية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار