إيلاف من دبي: قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العام المقبل، أخرج النظام الإيراني العديد من الأعضاء الحاليين في البرلمان، في خطوة حطمت وهم من يسمون أنفسهم بـ "الإصلاحيين" داخل النظام، الذين كانوا يأملون في العودة إلى السياسة بعد تطهيرهم من المجلس في عام 2021.
يقول الكاتب الإيراني المعارض ماهين هوري إن الإصلاحيين اعتقدوا أن المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي سيمنحهم على الأقل دورًا بسيطًا من أجل إظهار نفوذه، "مع ذلك، وبناء على أمره، تم استبعادهم، ليس من قبل مجلس صيانة الدستور فحسب، لكن من مجلس الانتخابات التنفيذي التابع لوزارة الداخلية، بحيث تكون مهمة إزالة الأعضاء الباقين أسهل وأكثر سلاسة لمجلس صيانة الدستور، وهي الهيئة التي تتأكد من أن قرارات الهيئة التشريعية تتماشى مع أيديولوجية النظام وسياساته الشاملة"، كما يقول هوري.
استغلال الدم الفلسطيني
يضيف: "بالتالي، يستغل خامنئي الحرب في غزة لتعزيز مشروعه الخاص المتمثل في تقليص السلطة داخل الدائرة الضيقة من الموالين له، والذي بدأه بتعيين إبراهيم رئيسي رئيساً. ويمكن رؤية هذه السياسة بوضوح في صلاة الجمعة، حيث يذرف ممثلو خامنئي دموع التماسيح على ضحايا غزة، بينما يعبرون في الوقت نفسه عن ارتياحهم للحرب المستمرة".
في الوقت نفسه، انخرط هؤلاء الإصلاحيون في نوبات غضب متصلة بالحرب في غزة، "وأهانوا زعماء الدول التي لم تنحز إلى تكتيكات خامنئي المخادعة، لخلق جو من الإثارة لانتخابات مجلس النواب وانتخابات مجلس الخبراء"، كما يقول هوري، مكررًا انتقاد أحمد الخميني لخطباء الجمعة الذين يعكسون آراء خامنئي، ومتسائلا: "لماذا لجأتم إلى الصمت القاتل؟ لماذا لا تطالبون على الأقل بإنهاء الغارات على غزة؟".
سعيد بالمجازر
اتبع علي رضا عرفي، إمام صلاة الجمعة في قم، نمطاً مماثلاً وأعرب عن سعادته بالحجم المروع للمأساة والدمار والقتل في غزة. وقال: "إن هذه المرحلة الجديدة وتشكيل جبهة جديدة داخل فلسطين ومحور المقاومة إنجازات عظيمة تستحق كل هذه المصاعب والصعوبات التي يتحملها الشعب الفلسطيني وتتحملها الأمة الإسلامية"، كما يقول، ثم طرح موضوع الانتخابات وشدد على الأوضاع الحساسة في المنطقة، وأكد أن "المشاركة في الانتخابات واجب إسلامي ووطني وثوري وعقائدي وأخلاقي علينا جميعًا. حتى أن صوتًا واحدًا، أو حتى زيادة بنسبة واحد في المئة في الأصوات، يمكن أن يكون له تأثير كبير على التقدم المأمول للبلاد والخطاب المشرق للثورة الإسلامية، في المنطقة وإيران والعالم".
وبحسب هوري، أشارت شخصيات أخرى، مثل محمد مختاري إمام الجمعة في بيرجند، إلى المرشحين المستبعدين الموجودين حالياً في "برلمان الثورة" ونعتهم بأنهم "مجموعة من المرتزقة الأجانب". وقال: "ما زلنا ضعفاء في الانتخابات… أولاً، يجب أن نصل إلى نقطة لا تتوقف فيها حركة الثورة كل أربع أو ثماني سنوات، ولا تجلب مجموعة من المرتزقة الأجانب الأصوات. ومن ثم يمكننا تمكين جبهة المقاومة وإنقاذ الشرق الأوسط والأمة الإسلامية".
ويختم هوري بالقول إن المقاومة الإيرانية تعتقد أن الهدف الرئيسي لإثارة الحرب التي يقوم بها خامنئي في المنطقة هو "منع الانتفاضة الحتمية للشعب الإيراني". لكنه في الوقت نفسه يريد استخدام الصراع في غزة لتحقيق أهداف أخرى، أحدها هندسة انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء، خصوصًا أن قضية خلافة خامنئي الخطيرة أصبحت على المحك.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها ماهين هوري ونشرها موقع "أوراسيا ريفيو"