ايلاف من لندن: توصل خبراء أمميون وعراقيون الاربعاء الى آليات لمواجهة تحديات تغير المناخ في العراق والاثار السياسية والامنية والاقتصادية السلبية الناتجة عنه اضافة إلى ندرة المياه والتصحر والتملح وبما يهدد الأمن الغذائي.
وأنهى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ووزارة البيئة العراقية فعالية استشارية وطنية لمدة ثلاثة أيام تهدف إلى تعزيز جهود التكيف مع المناخ في البلاد من خلال تعزيز نظام المعلومات المناخية في العراق بهدف الحصول على بيانات موحدة في جميع أنحاء العراق وتعزيز آليات الإنذار المبكر.
التوقع والاستجابة لتغيرات المناخ
واتفق المشاركون بالإجماع على أن إنشاء لجنة فنية مشتركة بين الوزارات ووضع خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف هو أمر في غاية الأهمية حيث تمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في جهود العراق الوطنية لمعالجة تداعيات أزمة المناخ وتمهيد الطريق لنهج أكثر شمولاً وفعالية لإدارة المعلومات المناخية في البلاد.
وشارك في الفعالية خبراء تقنيون من الوزارات الاتحادية وإقليم كردستان العراق الذين يساهمون في جمع البيانات المناخية وتحليلها واستخدامها لتسهيل اتخاذ القرار الفعال وتعزيز قدرة البلاد على التوقع والاستجابة لتأثيرات المناخ.
تحديات
وأكد نائب الوزير الفني للبيئة العراقية اسم عبد العزيز على الحاجة الملحة للتعاون بين الوزارات لمعالجة آثار التغير المناخي في العراق. وأشار إلى أن العمل بمعزل عن الآخرين لم يعد مجديًا لأن تغير المناخ يجلب تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تؤدي إلى ندرة المياه والتصحر والتملح، وكلها تهدد الأمن الغذائي.
ولمواجهة هذه التحديات أكد عزيز على ضرورة إنشاء مركز بيانات مناخية يجمع ويحلل وينشر جميع البيانات إلى المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة مما يسهل اتخاذ القرارات المستنيرة.
تطوير نظام معلومات مناخي شامل
من جانبه، قال علي رضا قريشي ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في العراق ان"برنامج الأغذية العالمي ملتزم بدعم تطوير نظام معلومات مناخي شامل.
وشدد على ان هذا أمر في غاية الأهمية للعراق اذ سيوفر بيانات متكاملة ودقيقة وذات صلة بشأن تغير المناخ يمكن الوصول إليها لصانعي القرار بما في ذلك الحكومات المحلية وصانعي السياسات والوزارات ذات الصلة.
وأضاف: "سيعمل برنامج الأغذية العالمي أيضًا جنبًا إلى جنب مع الحكومة لإطلاق العنان لمختلف آليات التمويل القائمة على التنبؤات الإقليمية والدولية لتحقيق الإنذار المبكر والإجراءات الاستباقية في البلاد".
كما أكد مبعوث العراق للمناخ، الدكتور فريد ياسين، على الحاجة إلى كسر الحواجز التي تحد من مشاركة البيانات المناخية والمعلومات بين الوزارات المختلفة لتعزيز مكانة البلاد داخل المنطقة وعلى الصعيد الدولي في امتلاك نظام معلومات مناخي موثوق وقوي.
مخاوف وجودية
يشار الى ان الامم المتحدة كانت قد حذرت خلال مؤتمر المناخ المنعقد في مدينة البصرة العراقية الجنوبية في 12 من الشهر الماضي من ان التحديات البيئية تشكل خطراً محدقاً وغالباً للعراق.
وقالت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) جينين بلاسخارت إن ملوحة المياه والتربة والتصحر واختفاء الأراضي الزراعية ليست بأقل من مخاوف بيئية وجودية ففي العراق، أزمة المياه أمر حقيقي.
أضافت أن تغير المناخ وندرة المياه من العوامل التي تضاعف التهديد وإذا تركت دون معالجة، فإنها ستزيد من خطر الفقر وانعدام الأمن الغذائي وفقدان التنوع البيولوجي والنزوح والهجرة القسرية وانعدام الاستقرار والصراع.. وشددت بالقول إن العراق معرض للخطر الشديد.
الأكثر تأثرا سلبا بالتغير المناخي
يذكر أنه مع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم وفق الأمم المتحدة.
كما ان العراق يعاني كذلك من انخفاض مقلق لمستوى نهري دجلة والفرات حيث تتهم بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيها لا سيما بسبب بنائهما لسدود على النهرين.