إيلاف من لندن: أعلنت دول الخليج وجوار العراق من بغداد عن انطلاق مشروع القناة الجافة لربط الشرق بالغرب بكلفة 17 مليار دولار.
ويعكف وزراء النقل لدول الجوار العراقي ودول مجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر ينطلق في بغداد السبت المقبل على بحث مشروع القناة الجافة لربط الشرق بالغرب بدءا من ميناء الفاو العراقي الجنوبي الى الحدود التركية وصولا إلى القارة الأوروبية.
موانئ ومدن صناعية وسكنية ومطارات
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون النقل ناصر الأسدي أن "الدول المشاركة في المؤتمر ستعلن من بغداد إطلاق مشروع طريق التنمية.. منوهاً الى أن "هذه الدول مهتمة بهذا المشروع الاقتصادي المهم".
وأضاف المسؤول العراقي في تصريحات نقلتها الوكالة العراقية الرسمية وتابعتها "ايلاف" أن "المشروع سيتضمن فقرات متعددة تزيد من كفاءة أداء الاقتصاد العراقي ومجتمعات الدول المجاورة".. مشيراً الى أن "الخارطة الاقتصادية في المنطقة هي تبادل تجاري مهم بين الشرق والغرب والعراق يقع في جزء مهم بهذه المنطقة".
وبين أن "المشروع سيوفر كمرحلة أولى 100 ألف فرصة عمل وممكن أن يصل الى مليون فرصة عمل عند إنجازه".. لافتاً الى أنه سيتضمن إنشاء موانئ ومدن صناعية وسكنية جديدة إضافة الى المطارات"، موضحاً أن "تنفيذ المشروع سيكون باتجاه الصحراء بهدف استصلاح الأرض للزراعة وللصناعة وللتجارة كما أن مسار القطار ضمن المشروع سيمر في 13 محافظة عراقية".
القناة الجافة تربط الشرق بالغرب
ويقول العراق ان طريق التنمية "القناة الجافة" الذي يعمل على انجازه وجذب دول المنطقة للمساهمة فيه سينطلق من ميناء الفاو الى الحدود التركية وصولاً إلى القارة الأوروبية ليكون رابطاً بين الشرق والغرب.
وأكدت وزارة التقل العراقية في بيان صحافي تابعته "ايلاف" أن "طريق التنمية لا يتعارض من حيث التصميم مع أي مشروع اقتصادي تنموي وإنما هو نواة التنمية الاقتصادية للعراق الذي سيصبح قبلة للاقتصاد العالمي بمجرد إنجازه.
وأشار مدير الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة النقل ميثم الصافي الى أن" الحكومة العراقية وجهت دعوة إلى جميع دول المنطقة للانضمام إلى المشروع، الذي ينطلق من ميناء الفاو (جنوب العراق) حتى الحدود التركية وصولاً إلى القارة الأوروبية ليكون رابطاً بين الشرق والغرب".
ميناء الفاو
وأضاف الصافي إن ميناء الفاو هو أقرب نقطة للحمولات البحرية نحو أوروبا وبالتالي فان الدول المصدرة ترغب في تصدير سلعها ومنتجاتها عن طريق ميناء الفاو الكبير الأمر الذي يعني توفير موارد اقتصادية إضافية كبيرة ومهمة لخزينة الدولة وتشغيل آلاف الأيدي العاملة من العراقيين.
ومنتصف كانون الثاني/ يناير الماضي أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال ترؤسه اجتماعاً خُصص لبحث سير العمل في مشروع طريق التنمية أنّ "هذا المشروع يندرج ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تركز عليها الحكومة".
ويشير السوداني الى أن مشروع ميناء الفاو الكبير سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخطاً للسكك الحديدية ويمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويمتد إلى الحدود التركية في إطار مساعي العراق لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا.
نقل البضائع
ومشروع القناة الجافَّة وفقاً لوزارة النقل العراقية هو الخط البري الدولي الذي يربط جنوب العراق بشماله حيث ترغب ادارة الموانئ العراقية بربط ميناء الفاو بهذه القناة، حتى تستطيع أن تنقل البضائع الواصلة من الهند وشرق آسيا والخليج العربي والتي تضع بضائعها داخل ميناء الفاو الكبير لنقلها الى شمال العراق ومن ثم الى تركيا وبعدها الى المخزن الأوروبي في المانيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد اتفقا في آذار/ مارس الماضي على إنشاء "طريق سكك حديد" من البصرة إلى تركيا سيستفيد منه "ملايين الأشخاص في منطقة جغرافية واسعة من أوروبا إلى الخليج" من فوائده، و"سيعزز التعاون الإقليمي ويطور التجارة ويقوي في الوقت نفسه علاقاتنا الإنسانية".
ومن جهته أعلن مدير عام شركة السكك الحديد العراقية يونس خالد الأسبوع الماضي عن اكتمال التصاميم الخاصة بإنشاء خط سكك بين مدينة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي جنوبي العراق وصولاً إلى الأراضي التركية شمالاً ضمن الاتفاق العراقي التركي المبرم أخيراً لإنشاء طريق التنمية التجاري بين البلدين.
17 مليار دولار كلفة مشروع التنمية
وتبلغ تكلفة القناة الجافة 17 مليار دولار بشقيها سكك الحديد والطريق البري السريع وهذه التكلفة لا يمكن للعراق أن يتحملها لوحده حتى إذا استمرت أسعار النفط بهذا المستوى لذا من المتوقع أن يتفاوض مع تركيا من أجل أن تشارك ببعض التكاليف.
وما يزال العمل جار في ميناء الفاو الكبير من قبل الشركة الكورية "دايو" بعد أن حصلت على العقد عقب لغط كبير أثير بين منحها العقد أو للشركة الصينية المنافسة وذلك في عام 2020 حيث من المؤمل إنجازه عام 2024 .
تحقيق الأمن والتنمية
وعن أهمية المشروع على مستقبل العراق والمنطقة يقول خبراء إن "طريق التنمية سيغير وجه المنطقة، كونه سيربط الشرق بالغرب وهو طريق مهم وحيوي يكون بمثابة المشغل الحقيقي لميناء الفاو ومحقق التنمية في المنطقة كافة".
وأشاروا الى أن "مشروع طريق التنمية يمثل نقطة التقاء مهمة لدول الجوار وبالتالي سينعكس على الوضع السياسي والأمني بشكل عام".