طرابلس: وصلت وزيرة الخارجية الإيطالية جورجيا ميلوني السبت إلى طرابلس في ثاني زيارة تقوم بها هذا الأسبوع إلى بلد من جنوب حوض البحر المتوسط، لبحث مسائل متعلقة بالطاقة وكذلك موضوع الهجرة الشائك.
وهي أول زيارة لرئيس دولة أو حكومة أوروبية إلى ليبيا منذ زيارة سلفها ماريو دراغي في نيسان/أبريل 2021.
كان في استقبال ميلوني رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة عبد الحميد الدبيبة، وفق مشاهد تلفزيونية وزعتها الحكومة الليبية.
وبعد عزف النشيدين الوطنيين، توجهت ميلوني والدبيبة إلى صالون فندق فخم في طرابلس لإجراء محادثاتهما على انفراد.
شريك تجاري مهم
تعد إيطاليا، القوة المستعمرة السابقة، شريكاً تجارياً مهماً لليبيا، ولا سيما في مجال المحروقات، ومجموعة "إيني" الإيطالية العملاقة من أكبر الشركات الناشطة في البلد الذي يحتوي على أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا.
ويرافق رئيس "إيني" كلاوديو ديسكالزي رئيسة الوزراء التي ستحضر مراسم توقيع اتفاق بين المجموعة النفطية الإيطالية والمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا لتطوير حقلين للغاز قبالة السواحل الليبية.
وأعلن فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، هذا الأسبوع في تصريح تلفزيوني أن إيني ستستثمر 8 مليار دولار لتطوير الحقلين البحريين اللذين يتوقع ان "يبلغ إنتاجهما 850 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم"، بحسب قوله.
وتساهم إيني في إنتاج أكثر من ربع الإنتاج اليومي من النفط الخام الذي يتخطّى 1,2 مليون برميل.
كما تعدّ إيني أكبر شريك أجنبي في استخراج الغاز الطبيعي في ليبيا، والذي يؤمن أكثر من ثلث احتياج استهلاك إيطاليا.
في الاقتصاد
وإلى الشق الاقتصادي، ستتركز المحادثات على مسألة الهجرة التي تعنى بها إيطاليا مباشرة في ظل تدفق المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء ودول عربية وجنوب آسيا انطلاقا من السواحل الليبية سعيا للوصول إلى أوروبا.
تولت حكومة ميلوني اليمينية المتطرفة مهامها في تشرين الأول/أكتوبر ومن ضمن وعودها الانتخابية وقف الهجرة غير القانونية إلى إيطاليا، حيث تخطى عدد الوافدين بحرا إلى البلد 105 آلاف مهاجر في 2022 بحسب أرقام وزارة الداخلية الإيطالية.
والبحر المتوسط هو أخطر طريق للهجرة في العالم بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة التي أحصت مقتل وفقدان 1377 مهاجرا أثناء هذه الرحلة في 2022.