كييف (أوكرانيا): كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة "إن قتل مدنيين وتدمير منشآت مدنية تعد أفعالا إرهابية. تواصل أوكرانيا المطالبة برد حازم من المجتمع الدولي على هذه الجرائم".
ودمّرت ضربات روسية في مختلف أنحاء أوكرانيا الأربعاء شبكة الكهرباء المتضررة بالأساس وخلّفت العديد من القتلى وتسببت بفصل ثلاث محطات للطاقة النووية عن الشبكة ما أدّى إلى انقطاع "هائل" للتيار الكهربائي في مولدافيا المجاورة.
تُرك نظام الطاقة الأوكراني في حالة يرثى لها، وانقطع التيار الكهربائي عن الملايين بعد أسابيع من القصف الروسي. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الأولوية لأوكرانيا هذا الشتاء ستكون "النجاة".
وأعلن سلاح الجو الأوكراني الأربعاء أن روسيا أطلقت نحو 70 صاروخًا عابرًا على أوكرانيا أسقط 51 منها.
كوليبا
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذه الضربات الأخيرة ردًّا على اعتماد البرلمان الأوروبي الأربعاء قرارًا يصف روسيا بأنها "دولة راعية للإرهاب" على خلفية هجومها على أوكرانيا ودعوته دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه.
وقال كوليبا "نظرًا لعدم قدرتها على الفوز في معركة عادلة مع الجيش الأوكراني، تشن روسيا حربًا إرهابية جبانة ضد المدنيين"، داعيًا داعمي كييف الغربيين إلى توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لكييف.
وفاقمت الضربات الأربعاء الضغط على شبكة الكهرباء الأوكرانية، وتعطّلت إمدادات الطاقة في المناطق الجنوبية والشرقية، وانقطع التيار الكهربائي والمياه عن العاصمة كييف.
وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تلغرام "قُتل ثلاثة أشخاص نتيجة للضربات الصاروخية اليوم على العاصمة. من بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا"، مشيرًا إلى إصابة 11 شخصًا من السكان.
ورأى مراسلو وكالة فرانس برس في موقع إحدى الضربات في كييف بقايا متفحّمة من سيارتين وجثث شخصَين قُتلا في الانفجار الصاروخي.
وقالت الشرطة الأوكرانية لوسائل إعلام محلية إن ستة أشخاص قُتلوا في أوكرانيا من جراء هذه الضربات.
وتستهدف روسيا بشكل منهجي منشآت الطاقة في أوكرانيا، ما ألحق أضرارًا جسيمة بنحو نصف منشآت الطاقة في البلاد.
ونتيجة لذلك، "سيهدّد (الشتاء) حياة" ملايين الأشخاص في أوكرانيا، حسبما حذّرت منظمة الصحة العالمية.
مولدافيا
وتشهد مولدافيا "انقطاعًا للتيار الكهربائي على نطاق واسع" الأربعاء عقب الضربات الروسية على منشآت للطاقة الأوكرانية، على ما قال نائب رئيس الوزراء المولدافي أندريه سبينو.
وكتب سبينو على فيسبوك "نتيجة القصف الروسي لنظام الطاقة الأوكراني خلال الساعة الماضية، نشهد انقطاعات كبيرة في الكهرباء في كل أنحاء البلاد" فيما كانت مولدافيا تواجه أصلا مشاكل كبيرة في الطاقة لأسباب مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
من جانبها، قالت مايا ساندو، رئيسة مولدافيا المقربة من الاتحاد الأوروبي الأربعاء بعد الجولة الأخيرة من الهجمات الروسية، "روسيا تركت مولدافيا في الظلام".
أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الأربعاء أن محطات الطاقة النووية الثلاث التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية انفصلت عن شبكة الكهرباء، بعد قصف جوي روسي جديد.
وقالت إنيرجواتوم (Energoatom) إن الضربات أدت إلى تفعيل بروتوكولات الطوارئ في محطات ريفننسكا وبيفدينوكرانسكا وخميلنيتسكا وأنه "نتيجة لذلك ... انفصلت جميع المفاعلات تلقائيا" عن شبكة الكهرباء.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الهجمات الممنهجة الأخيرة على شبكة الطاقة تتسبب بأعطال كبيرة في مستشفيات أوكرانية.
يعد قرار البرلمان الأوروبي إعلان روسيا "دولة راعية للإرهاب" خطوة سياسية رمزية ليس لها تداعيات قانونية.
وفي النص الذي أقر في ستراسبورغ قال النواب الأوروبيون إن "الهجمات والفظائع المتعمدة التي ارتكبها الاتحاد الروسي ضد السكان المدنيين في أوكرانيا وتدمير البنية التحتية المدنية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ترقى إلى أعمال إرهابية".
هجوم سيبيراني
وتعرّض موقع البرلمان الأوروبي الإلكتروني لهجوم سيبيراني الأربعاء بعد وقت قصير من موافقة النواب على القرار الذي قوبل بترحيب أوكراني.
وصرّح زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "يجب عزل روسيا على كافة المستويات ومساءلتها من أجل وضع حد لسياستها القديمة المتمثلة بالإرهاب في أوكرانيا وفي أنحاء العالم".
الكرملين
من جهته، أعرب الكرملين عن ثقته في "نجاح" عمليته في أوكرانيا.
من جهة أخرى أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية الأربعاء إنها صادرت "مطبوعات مؤيدة لروسيا" وأموالا واستجوبت عشرات الأشخاص خلال عمليات دهم لعدد من الأديرة الأرثوذكسية.
وقالت أجهزة الأمن إنها حققت مع 850 شخصا من بينهم روس وأوكرانيون، مضيفة أن "أكثر من 50 منهم خضعوا لاستجوابات معمقة في إطار مكافحة التجسس".
وأعلن وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الاربعاء ان الولايات المتحدة ستقدم مساعدة عسكرية اضافية لاوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار "للدفاع عن نفسها من هجمات الكرملين".
ومن جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيجري "اتصالًا مباشرًا" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة" بشأن الطاقة النووية المدنية ومحطة زابوريجيا التي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفها.