حثت شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية المواطنين على "شحن كل أجهزتهم" بحلول الساعة 07:00، بحسب التوقيت المحلي الخميس بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتوقع عقب الضربات الصاروخية الروسية.
وقصفت صواريخ روسية محطات الطاقة مرة أخرى الأربعاء في موجة جديدة من القصف الذي بدأته 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مشغلة الشبكة، أوكرينيرغو، إن انقطاع التيار الذي يصل إلى أربع ساعات في المرة الواحدة سيؤثر في البلاد بأكملها الخميس.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية التي ضمتها. كما دخلت الإجراءات الأمنية المشدّدة حيز التنفيذ في روسيا - في المناطق الواقعة على طول الحدود الأوكرانية.
وناشدت أوكرينيرغو الأوكرانيين تخزين المياه، والتأكد من أن لديهم "جوارب دافئة وبطانيات" وأن يحتضن أفراد الأسرة والأصدقاء بعضهم بعضاً، وحثهم على ضرورة شحن الهواتف، وبنوك الطاقة، والمشاعل والبطاريات.
- "لا أستطيع ترك أوكرانيا، فكيف أنقل عائلتي من حرب إلى حرب؟"
- انقطاع الكهرباء والمياه في أنحاء أوكرانيا بعد هجمات روسية
وقد تعرض ما يصل إلى 40 في المئة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لأضرار جسيمة، وفقاً لما ذكره أولكسندر خارتشينكو، مستشار وزير الطاقة.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن ثلاث منشآت للطاقة دمرت الأربعاء، وإن شركات الطاقة تستعد "لكل السيناريوهات الممكنة" لفصل الشتاء.
وكان من المقرر أن يلقي زيلينسكي كلمة أمام قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي الذين يحاولون التوصل إلى اتفاق بشأن خفض أسعار الغاز.
وأبلغ عن أضرار جسيمة حدثت في منشآت الطاقة في كريفي ريه في وسط أوكرانيا وبورشتين في الغرب.
وقالت شركة أوكرينيرغو إنه كان هناك عدد أكبر من الهجمات في الأيام العشرة الماضية، مقارنة بالفترة السابقة بأكملها منذ الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط.
وأضافت أنها ستستخدم "قيود الاستهلاك المحسوبة والمضبوطة" وحذر من انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء أوكرانيا من الساعة 07:00 إلى 22:00. ونصح المواطنين بالتحقق من المواقع الإلكترونية لمشغلي الشبكات الإقليمية لمعرفة كيفية تطبيقها عليهم.
وأثر الحجب المتقطع للتيار الكهربائي بالفعل على أجزاء من العاصمة كييف والعديد من مناطق أوكرانيا.
ودمرت الصواريخ الروسية البنية التحتية في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك مدن مثل لفيف الواقعة في الغرب، بعيداً عن القتال.
وحثت السلطات الأوكرانيين على تقليل استخدامهم للطاقة في المساء.
وندد زعماء غربيون بقصف البنية التحتية.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على تويتر تقول إن "هجمات روسيا على البنية التحتية المدنية، خاصة الكهرباء، جرائم حرب".
وأضافت: "حرمان الرجال والنساء والأطفال من الماء والكهرباء والتدفئة مع قدوم الشتاء - إرهاب خالص".
أحكام عرفية
تطبق روسيا الآن الأحكام العرفية في مناطق أوكرانيا التي ضمتها في الفترة الأخيرة - وهي خيرسون، وزابوريجيا في الجنوب، ودونيتسك ولوهانسك في الشرق.
ويقول الكرملين إن هذه المناطق هي الآن جزء من روسيا - وهذا ادعاء ترفضه معظم دول العالم وتدينه.
وتعني الأحكام العرفية تشديد الرقابة الأمنية والقيود على الحركة في المناطق المتضررة. لكن الحرب حدت بالفعل من حقوق وحريات الأوكرانيين الرازحين تحت الاحتلال.
- الجيش الأوكراني يشيد بالطائرات المُسيرة التركية
- ما مدى خطورة الوضع في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا؟
وإضافة إلى ذلك، لم يتضح بعد ما تعنيه الأحكام العرفية، التي أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً بها الأربعاء - إذ إن الجيش الروسي لا يسيطر بشكل كامل على تلك المناطق الأربع.
وتدخل تلك الإجراءات الأمنية المشددة حيز التنفيذ في جميع أنحاء روسيا - وستكون هناك قيود جديدة على الحركة في المناطق الواقعة على طول الحدود الأوكرانية، ولا سيما بريانسك، وبيلغورود، وكراسنودار. والأمر نفسه ينطبق على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن خيارات فلاديمير بوتين تنفد في أوكرانيا.
وأضاف: "يبدو أن أداته الوحيدة المتاحة له هي تعنيف المواطنين في أوكرانيا لمحاولة ترهيبهم ودفعهم إلى الاستسلام".
وتنقل روسيا عشرات الآلاف من المدنيين والمسؤولين الذين عينتهم روسيا إلى خارج منطقة خيرسون، مع اقتراب القوات الأوكرانية من العاصمة الإقليمية.
وتقول روسيا إن الناس على الضفة الغربية لنهر دنيبر (الذي يطلق عليه الأوكرانيون دنيبرو) معرضون بشكل خاص لخطر القصف الأوكراني.
وقال فلاديمير سالدو، رئيس المنطقة الذي عينته موسكو، إن جميع الإدارات والوزارات التي عينتها روسيا ستعبر النهر، إلى جانب ما بين 50 و60 ألف مدني.
لكن المسؤولين الأوكرانيين تساءلوا: هل تجلى بالفعل أعداد كبيرة من الناس أم لا، مما يشير إلى أن صور الحشود التي تجمعت على ضفاف النهر تهدف إلى الاستعراض إلى حد كبير.
ودعت أوكرانيا السكان إلى تجاهل الخطوة الروسية.
ويعد نقل روسيا لبعض السكان أو إبعاد المدنيين من الأراضي المحتلة جريمة حرب.