طالبت الحكومة الأوكرانية مواطنيها بتقليل استخدام الكهرباء خلال فترات الظهيرة، بعد الضربات الصاروخية الروسية التي أوقفت عمل محطة الكهرباء الرئيسية قرب العاصمة كييف.
وقال المسؤولون إن الكهرباء قد عادت للعمل في أوكرانيا، بعد وقت قليل من الغارات الصاروخية الروسية، التي استهدفت مؤسسات الطاقة، والبنية التحتية.
لكن شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية، لا تزال تطالب المستخدمين بترشيد استهلاك الكهرباء، بين الخامسة مساء، و الحادية عشرة قبل منتصف الليل، وحذرت من إمكانية تكرار انقطاع الطاقة.
- ماسك يلوح باحتمال وقف تمويل توفير الإنترنت عبر ستارلينك في أوكرانيا
- أوكرانيا تطالب الصليب الأحمر بزيارة سجن سيء السمعة
وقال كيرلو توميشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إنه ينبغي على سكان مدينتي زيتومير، وشيرنيهيف، أيضا أن يرشدوا استخدامهم للكهرباء.
وأضاف على حسابه على تليغرام: "لو تجاهلتم هذه الإرشادات، فسوف نواجه أوقاتا صعبة، وسوف نضطر إلى استخدام الشموع".
وحثت شركة الطاقة الأوكرانية "أوكرينيرجو"، المواطنين على ترشيد استهلاك الطاقة، بعدم استخدام الإضاءة في أوقات النهار، وتجنب استخدام الأجهزة التي تستهلك الكثير من الطاقة، واستخدام الغسالات فقط في أوقات الليل.
ورغم هذه التعليمات، يقول مراسل بي بي سي، بول أدامز، إن شوارع كييف تبدو أكثر ظلاما من المعتاد خلال ساعات الليل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه المعارك الشرسة شمالي مدينة خيرسون، التي يسيطر عليها الروس.
وقال كيريل ستريموسوف، عمدة مدينة خيرسون، الذي عينته السلطات الروسية، إن القصف الأوكراني يستهدف المدينة من مواقع القوات الأوكرانية على الضفة الأخرى من نهر دينيبرو.
ووردت تقارير تفيد بأن القوات الأوكرانية، المتقدمة، قصفت الجسور على النهر، بهدف عزل القوات الروسية داخل مدينة خيرسون جنوبي البلاد.
ويطالب قادة المدينة الذين عينتهم روسيا، بدعم من موسكو، بنقل الأسر خارج خيرسون عبر جسر جوي، بسبب الغارات الأوكرانية المكثفة على المدينة.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن خيرسون، وثلاث مدن أوكرانية أخرى، جزءا من الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي لم تعترف به أوكرانيا، أو الغرب، بعد الاستفتاء الذي وُصف بـ "المزيف" الذي تعتقد روسيا أنه يخول لها ضم هذه المدن إلى أراضيها.
في الوقت نفسه، اتهم الادعاء الأوكراني، الجنود التابعين للقوات الروسية بقتل أحد مديري مسرح خيرسون، بعد إطلاق النار عليه في منزله.
وتتداول وسائل الإعلام الأوكرانية نبأ مقتل يوري كيرباتينكو، بالرصاص في منزله، دون تقديم مزيد من التفاصيل، باستثناء ما يقال عن رفضه التعاون مع سلطات الاحتلال الروسي.
حريق مستودع نفط روسي
ولليوم الثاني على التوالي، يعلن عمدة مدينة بيلغورود الروسية، التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود الأوكرانية، استهداف قذائف (أوكرانية) قادمة عبر الحدود مواقع في المدينة.
وأصابت إحدى القذائف مستودعا للنفط، وتسببت في اشتعال النار فيه، حسب ما قال فيشيسلاف غلادكوف، والذي أكد لاحقا أن قوات مكافحة الحرائق تمكنت من إخماد الحريق.
وأكد المسؤول نفسه، على حسابه على تليغرام، أن القصف الأوكراني، تسبب الجمعة في إشتعال النار في محطة فرعية للكهرباء في المدينة، ولم تعلق السلطات الأوكرانية على هذه الأنباء.
وقال بوتين يوم الجمعة إنه لا يرى حاجة للمزيد من الغارات ضد أوكرانيا في الوقت الحالي، على نفس نمط، وكثافة الغارات التي تمت يوم الإثنين الماضي.
وتعرضت كييف وعدة مدن أخرى إلى غارات جوية مكثفة، ما أدى لمقتل نحو 20 مدنيا، وقال بوتين إن الغارات تأتي ردا على الهجوم الذي استهدف جسر كيرش، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية، ويربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
ويجري القتال أيضا حول مدينة زابوريهزهيا، جنوبي البلاد، والتي قال المسؤولون الأوكرانيون، إنها تعرضت لقصف روسي، تم بعضه باستخدام مسيرات "شاهد" الإيرانية، خلال ساعات الليل، وهو ما تسبب في دمار بعض محطات الكهرباء، والبنية التحتية في المدينة.
ويقع مفاعل زابوريهزهيا، النووي، وهو الأكبر في أوروبا، جنوبي المدينة، ولا يزال تحت السيطرة الروسية، وقد تسبب القصف المتكرر في المنطقة، في زيادة المخاوف من وقوع كارثة نووية.
ومن ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بقيمة تزيد عن 725 مليون دولار، بينها ذخيرة، ومعدات، وأنظمة صواريخ هايمارس، وبطاريات مدفعية، وأسلحة مضادة للدبابات، وسيارات مدرعة.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا حتى الآن بقيمة تتعدى 17 مليار دولار، منذ بداية الغزو الروسي الذي يقترب من شهره الثامن.
وقالت بيلاروسيا، الواقعة على الحدود الشمالية لأوكرانيا، إنها تلقت أسلحة روسية جديدة تساهم في حماية الحدود. وتستضيف بيلاروسيا قوات روسية شاركت في المعارك في أوكرانيا، لكنها لم ترسل أي جنود من قواتها للمشاركة في المعارك.