الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا، وذلك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حضرته روسيا.
وقال بلينكن أما نظرائه خلال الاجتماع إن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت" من المحاسبة.
وأكد بلينكن أن "خيار الرئيس بوتين هذا الأسبوع صبّ الزيت على نار أشعلها بنفسه" عبر تدابير أبرزها إعلان تعبئة جزئية لقوات الاحتياط وإقرار استفتاءات في مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا.
وأضاف الوزير الأميركي أن من الأهمية بمكان إظهار أنه "لا يمكن لأي دولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة".
وتابع "إذا فشلنا في الدفاع عن هذا المبدأ الذي ينتهكه الكرملين بشكل صارخ، فإننا نوجه رسالة إلى المعتدين في كل مكان بأنه يمكنهم تجاهله أيضا".
لافروف
من جهته انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتهامات الغربية.
وقال لافروف لمجلس الأمن "هناك محاولة اليوم لفرض رواية مختلفة تماما عن عدوان روسي هو أصل هذه المأساة".
واتهم أوكرانيا بأنها تعاني "رهابا روسيا" يشمل فرضها قواعد تكرس استعمال اللغة الأوكرانية حصرا.
لافروف
وأردف لافروف "الولايات المتحدة وحلفاؤها يغطون جرائم نظام كييف بتواطؤ من منظمات حقوق إنسان دولية".
وجاءت الجلسة بدعوة من فرنسا التي ترأس حاليا مجلس الأمن، بهدف تسليط الضوء على السعي لتحقيق المساءلة بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للصحافيين "لا سلام بدون عدالة".
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مستهل الجلسة إن تقارير الهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان تظهر "قائمة من (الأعمال) الوحشية -- إعدامات بإجراءات تعسفية وعنف جنسي وتعذيب وغيرها من الممارسات اللاإنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب".
وأضاف "يجب التحقيق في كل هذه المزاعم بشكل شامل لضمان المساءلة"، بدون أن يتّهم روسيا بشكل مباشر.
وأورد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أدلة تسلط الضوء على تلك الانتهاكات في أوكرانيا، علما أنه أعلن عن تحقيق في جرائم حرب محتملة بعد أيام فقط من غزو روسيا لجارتها في شباط/فبراير.
وقال خان لمجلس الأمن الخميس "من وجهة نظري ينبغي سماع أصداء نورمبرغ اليوم"، في إشارة إلى المدينة الألمانية التي جرت فيها محاكمات جرائم الحرب النازية.
سافر خان إلى أوكرانيا وزار بلدة بوتشا حيث عثر على عشرات الجثث في الشوارع وفي مقابر جماعية.
وأنكرت موسكو حينها وقوع فظائع ووصفتها بأنها وهمية، وقال لافروف الخميس إن جهود أوكرانيا لإلقاء اللوم على روسيا في جرائم الحرب هي "عملية دعائية".
لكن خان رد قائلاً لمجلس الأمن "عندما زرت بوتشا وذهبت خلف كنيسة القديس أندرو، لم تكن الجثث التي رأيتها مزيفة".
وحضّ ممثل أوكرانيا في الاجتماع وزير خارجيتها دميترو كوليبا على "تضامن ووحدة" الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمساعدة كييف في صد العدوان الروسي.
وصرح للصحافيين بأن "أفضل طريقة لمنع وقوع مزيد من الفظائع الروسية هي تزويد أوكرانيا مزيدا من الأسلحة الضرورية".
أقامت روسيا بعد الحرب علاقات أوثق مع الصين، لكن الولايات المتحدة رحبت بما تعتبره نبرة حذرة من الصين التي لم تزود موسكو بإمدادات عسكرية كبيرة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال الجلسة إن "الأولوية هي أن يستأنف الطرفان الحوار بدون شروط مسبقة".