فى اللحظة التى تم فيها افتتاح أعمال بورصة نيويورك، صباح العشرين من هذا الشهر، كانت شبكة نتفليكس على موعد مع مفاجأة لم تكن تتوقعها ولا كانت فى حسابها!.
وما جرى فى صباح ذلك اليوم أن أعمال البورصة ما كادت تنطلق، حتى بدأت أسهم الشبكة تتراجع إلى حد أنها فقدت 30% من قيمتها خلال الساعات الأولى من بدء عمل البورصة.. ولم يكن هناك سبب واضح لانهيار الأسهم الذى فاجأ الجميع!.
وقد راح المسؤولون فى «نتفليكس» يبحثون عن سبب أو تفسير، ولكنهم لم يجدوا شيئًا محددًا يمكن به فهم ما حدث للمرة الأولى منذ عشر سنوات!.
وكان لابد من سبب يفسر ويشرح، ولكنهم لم يعثروا على شىء مقنع، وكان كل ما هداهم تفكيرهم إليه أن الحرب الروسية على أوكرانيا هى سبب من الأسباب لأنها أدّت إلى تعليق عمل الشبكة داخل الأراضى الروسية.. وكان هناك سبب آخر قيل تلميحًا، وهو أن «نتفليكس» كانت خلال الفترة الماضية تواجه صعوبة فى إغراء الناس حول العالم بالاشتراك فيها!.
والغريب أنها- وهى تفتش عن السر فيما أصاب أسهمها- لم تفكر، ولو مرة واحدة، فيما تعرضه من أعمال فنية على مشاهديها ومتابعيها، وما إذا كان محتوى هذه الأعمال هو السبب!.. لو جربت الشبكة أن تفكر فى هذا الاتجاه فالغالب أنها ستجد أن مضمون ما تقدمه هو السبب الأساسى، لا الحرب الروسية على أوكرانيا، ولا حتى الصعوبة التى تجدها إدارتها فى دفع المشاهدين الجدد حول العالم إلى الاشتراك فيها!.
لقد صار معروفًا بين الذين يشاهدونها، وكذلك الذين لا يشاهدونها، أنها تروج فيما تقدمه لأشياء غريبة وعجيبة، وأن هذه الأشياء تبدو صادمة لكل مشاهد لها وكل سامع بها، وخصوصًا فى المنطقة العربية هنا، وأن دعوات انطلقت منذ فترة إلى مقاطعتها، ومقاطعة الاشتراك فيها، والبعد تمامًا عما تقدمه على شاشتها، لا لشىء، إلا لأنها تستخف بعقول مشاهديها وتستهين بمشتركيها!.
هناك بالتأكيد أسباب مختلفة ومتنوعة وراء تراجع أسهمها المفاجئ والكبير، ولكنى أعتقد أن السم الذى تدسه فى العسل هو السبب، وأظن أن تراجع الأسهم يمكن أن يزيد فى المستقبل، بما يؤدى إلى المزيد من الانصراف عنها، وعندها سيكون شعارها: هذا ما جنيته على نفسى وما جناه علىَّ أحد.