دوربان (جنوب أفريقيا): يخرج أياندا جيليكا من أنقاض منزل عائلته في جنوب إفريقيا، حاملا بعض الأخشاب التي يلقيها عند البوابة من أجل استخدامها لحرق رأسين من الماعز كجزء من طقوس جنازة ضحايا الفيضانات التي دمرت مقاطعة كوازولو-ناتال وأودت بحياة 435 شخصا وفق أحدث حصيلة للضحايا.
قال رئيس وزراء كوازولو-ناتال سيهلي زيكالالا إن أكثر من 17 ألف أسرة تضررت بسبب الكارثة التي شردت أكثر من ستة آلاف شخص وأصابت 55 آخرين بجروح.
معاناة
وما زال أكثر من 50 شخصا في عداد المفقودين فيما يعاني السكان من نقص المياه الصالحة للشرب بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة التي دمرت بنى تحتية وقلبت حياة سكان مدينة دوربان الساحلية المطلة على المحيط الهندي.
أياندا (19 عاما) الذي نجا من حادث مروع أودى بحياة خمسة أفراد من عائلة الزولو الملكية جيليكا ليل 12 نيسان/أبريل في بلدة كامويا الريفية قرب دوربان.
كان نائما في منزل مبني على الطراز الإفريقي التقليدي المعروف بروندافيل عندما انهار البيت تحت وطأة الطوفان وجرفته مياه الفيضانات.
وبعد لحظات، انهارت غرفة النوم في منزل العائلة المجاور على الأميرة بوناكيلي جيليكا وأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما.
نجا أياندا بأعجوبة، لكن جميع أقاربه الخمسة قتلوا على الفور.
ويعتبر حرق رأسي ماعز من الطقوس التي تمارس لاستقبال الجثث وتطهير المنزل عندما تحدث وفاة في العائلة.
تذبح الماعزان وتوضعان في حفرة وتحرقان قبل أن تنقل جيفتاهما عبر البوابة.
وقال أياندا لوكالة فرانس برس إن "هذا يخدم غرضا مزدوجا يتمثل في استقبال الجثث في المنزل وإبعاد سوء الحظ عن العائلة".
وصلت النعوش الخمسة إلى البوابة مغطاة بقماش وزهور بيضاء، ونقلت من البواية إلى خيمة أمام الأنظار الحزينة لأفراد العائلات والجيران.
ولم يكن ممكنا دفنهم على الفور إذ إن الأرض كانت مشبعة بالمياه.
جرح مفتوح
وقالت الناطقة باسم العائلة لانديل جيليكا "رغم أننا نعلم بوفاتهم منذ أكثر من أسبوع، فإن رؤية أجسادهم هكذا تشعرك كأنه جرح مفتوح في قلوبنا".
بعد ذلك، حان وقت الجنازة التي جمعت أكثر من 200 شخص ما زالوا لا يصدقون ما حصل قبل أسبوعين في تلك الليلة المصيرية، في كنيسة الروح القدس لتقديم التعازي.
وأشاد أصدقاء الاميرة بوناكلي وجيرانها وعائلتها بهذه المرأة المتواضعة التي كانت تعرف ما تريده.
وانضم إلى المعزين رئيس وزراء كوازولو-ناتال زيكالالا والملكة نومبوميليلو مشيزا الزوجة الخامسة لملك الزولو الراحل غودويل زويليثيني.
وقال زيكالالا إن المقاطعة ستخلّد ذكرى يومَي 11 و12 نيسان/أبريل القاتمة واصفا الفيضانات بأنها "أكبر كارثة في تاريخ بلادنا".