إيلاف من لندن: اعترف المتحدث باسم فلاديمير بوتين بخسارة "كبيرة" للقوات الروسية منذ بدء غزو أوكرانيا، وقال إن وفاتهم "مأساة". وقال إن روسيا تأمل أن تصل هذه العلملية إلى نهايتها في الأيام المقبلة.
وقال ديمتري بيسكوف لشبكة (سكاي نيوز) في أول مقابلة إذاعية له مع وسائل الإعلام الغربية "نعيش في أيام مزيفة وأكاذيب" وأن الصور التي تم التحقق منها وصور الأقمار الاصطناعية للمدنيين القتلى في شوارع المدن الأوكرانية كانت "وهمية بشكل مكشوف".
نفي
وأضاف: "ننفي أن يكون للجيش الروسي أي علاقة بهذه الفظائع، كما نفى أن تكون جثث القتلى عُرضت في شوارع بوتشا".
ولدى سؤاله عن عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم منذ بدء الحرب في 24 فبراير، قال بيسكوف إنه لا يريد الإجابة لأن الأرقام ليست "مؤكدة مرتين".
واستمر بيسكوف في الإصرار على أنها ليست حربًا بل "عملية عسكرية خاصة" كانت ضرورية لأن أوكرانيا، كما قال، كانت "مركزًا مناهضًا لروسيا" منذ عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
واعترف: "لدينا خسائر كبيرة في القوات وهي مأساة كبيرة لنا". وفي أول إشارة إلى أن الكرملين يريد أن يرى نهاية للحرب - على الرغم من أن الشكل غير معروف - قال: "جيشنا يبذل قصارى جهده لإنهاء تلك العملية.
وتابع بيسكوف: ونأمل أن تصل هذه العملية في الأيام المقبلة في المستقبل المنظور إلى أهدافها أو أن تنهيها بالمفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني.
وقال: كان الكرملين قلقًا بشأن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو لسنوات، وهذا أحد أسباب غزوها.
الناتو
وقال بيسكوف إن الناتو أصبح الآن أقوى وليس أضعف بسبب الغزو، فقال: "علينا إعادة التوازن إلى الوضع وعلينا اتخاذ تدابير إضافية لضمان أمننا لأننا مقتنعون تمامًا بأن الناتو هو آلة المواجهة ليس تحالفا سلميا. لقد صُمم من أجل المواجهة والغرض الأساسي من وجوده هو مواجهة بلادنا ".
وأضاف المتحدث باسم الكرملين أنه إذا انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو، فسيتعين على روسيا "جعل جناحنا الغربي أكثر تطوراً من حيث ضمان أمننا".
ونوه بيسكوف إلى أن "كل شيء يتعلق بالردع المتبادل، ويجب أن يكون أحد الأطراف - ونعتبر الناتو جانبًا - أقوى من الآخر ، خاصة فيما يتعلق بالأسلحة النووية ، عندئذٍ سيعتبر تهديدًا لهيكل الأمن بأكمله وسيكون كذلك خذونا الى اتخاذ اجراءات اضافية ".
واتهم بيسكوف بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بعدم الإيجابية في انتقاداته لروسيا. وقال "انه صاخب جدا في خطابه عن روسيا منذ بداية العملية، وليس بنّاء في موقفه".
وقال: "لم نسمع قط أي خطاب مماثل من بوريس جونسون في السنوات الثماني الماضية. عندما قُتل أشخاص في دونباس على يد القوميين الأوكرانيين، عندما تعرضوا للقصف الشديد والمدفعية الثقيلة ، لم نسمع أبدًا أي كلمة من السيد جونسون".
جرائم الحرب
وأغلق بيسكوف أي اقتراح بأن يمثل بوتين أمام محكمة جرائم الحرب، كما دعا جونسون، وقال ببساطة: "لا نرى أي احتمال لذلك، ولا نعتبره واقعيًا".
وزعم بيسكوف أن روسيا انسحبت من منطقتي كييف وتشرنيهيف الأوكرانيتين في إطار "حسن النية" بعد أن طاردت القوات الروسية المدينتين لأسابيع.
وقال "لقد كان عملا حسن نية لرفع التوتر عن تلك المناطق وإظهار أن روسيا مستعدة حقا لتهيئة ظروف مريحة لمواصلة المفاوضات".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ، الأربعاء ، إن القوات الروسية انسحبت بالكامل من العاصمة ومدينة تشيرنيهيف الواقعة شمالها في غضون 24 ساعة قبل ذلك.
لكن سلطات المخابرات الأميركية حذرت من أن الروس ربما تركوا الألغام وراءهم وما زالوا يقيّمون الأضرار التي لحقت بالأشخاص والبنية التحتية.
قصف مستشفى ماريوبول كان "مزيفا".
ماريوبول
وبخصوص ماريوبول ، الواقعة في منطقة دونيتسك التي ادعت روسيا أنها ملكها ، قال بيسكوف إنها ستتحرر من الكتائب القومية - نأمل أن يحدث ذلك عاجلاً وليس آجلاً.
وقد حاصرت القوات الروسية المدينة الواقعة في جنوب شرق البلاد منذ بداية الحرب، ولجأ الآلاف إلى الأقبية دون طعام أو ماء أو كهرباء.
وقال بيسكوف إن ماريوبول جزء من "جمهورية لوهانسك الشعبية"، التي تعترف بها روسيا كدولة منفصلة، وادعى أن القوات كانت هناك "لمساعدة أولئك الذين عانوا لمدة ثماني سنوات من القصف العنيف من أوكرانيا".
في 9 مارس/ آذار الماضي، قصف سلاح الجو الروسي مستشفى للولادة في ماريوبول، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 16 آخرين ، بينما أدى إلى ولادة جنين ميت واحد على الأقل.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجريمة بأنها جريمة حرب لكن بيسكوف قال إنها "وهمية". وقال "لدينا أسباب جدية للغاية للاعتقاد بأنها مزيفة ونصر على ذلك."