إيلاف من بيروت: نشر رئيس الأساقفة الكاثوليك السابق وسفير الفاتيكان السابق في الولايات المتحدة كارلو ماريا فيغانو مقالة افتتاحية مطولة في موقع LifeSiteNews يشرح فيها رأيه في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ويعتبره مؤامرة عالمية "لتأسيس نظام استبدادي عالمي جديد".
يقول فيغانو في مقالته: "إذا نظرنا إلى ما يحدث في أوكرانيا، من دون أن يتم تضليلنا بالتزوير الجسيم الذي تمارسه وسائل الإعلام الرئيسية، نرى مدى تجاهل احترام حقوق بعضنا بعضا. في الواقع، لدينا انطباع بأن إدارة بايدن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي يريدون الحفاظ على حالة من عدم التوازن الواضح، وعلى وجه التحديد لجعل أي محاولة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية مستحيلة، ما يستفز الاتحاد الروسي لإثارة الصراع. وهنا تكمن خطورة المشكلة. هذا هو الفخ الذي تم وضعه لكل من روسيا وأوكرانيا، باستخدام كل منهما لتمكين النخبة العالمية من تنفيذ خطتها الإجرامية".
مجسات الأوليغارشية
يشير فيغانو إلى مجسات الأوليغارشية، التي تشمل "الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والمنتدى الاقتصادي العالمي والاتحاد الأوروبي" إضافة إلى المنظمات "الخيرية" مثل "مجتمع جورج سوروس المفتوح ومؤسسة بيل وميليندا غيتس". قال فيغانو إن تصوير وسائل الإعلام الإخبارية الزائفة أوكرانيا على أنها بطولية وروسيا على أنها همجية تحريف للحقائق. يكتب: "مزعج أن نرى النفاق الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة - بروكسل وواشنطن – في دعمهما غير المشروط للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي استمرت حكومته ثماني سنوات حتى الآن في اضطهاد أوكرانيين ناطقين بالروسية، مع إفلاتها من العقاب، حتى أنه حظر عليهم التحدث بلغتهم الخاصة، في أمة تضم العديد من المجموعات العرقية، والتي يمثل من يتحدثون الروسية 17.2 في المئة منها. مخزٍ الصمت عن استخدام الجيش الأوكراني المدنيين دروعاً بشرية، وتثبيته مواقع مضادات الطائرات داخل التجمعات السكانية والمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال على وجه التحديد حتى يتسبب تدميرها في وفيات بين السكان".
وتحدث فيغانو عن انقلاب الثورة الملونة الذي تم تنفيذه في عام 2014 لتمهيد الطريق لهذا الصراع حيث قام دعاة العولمة بمبادرة جدلية المشكلة-رد الفعل-الحل. يكتب: "كانت الثورة الملونة في الميدان الأوروبي، فضلاً عن إنشاء حكومة موالية للناتو مؤلفة من شخصيات دربها المنتدى الاقتصادي العالمي وجورج سوروس، وتهدف إلى تهيئة الظروف لإخضاع أوكرانيا للناتو، وإزالة نفوذ الاتحاد الروسي منها. تحقيقا لهذه الغاية، التزم الجميع الصمت بشأن جرائم المنظمات شبه العسكرية النازية الجديدة، التي يمولها نفس الأشخاص الذين يرعون زيلينسكي".
غسيل أدمغة
يضيف: "لكن إذا نجح غسيل الأدمغة الذي نفذته وسائل الإعلام السائدة في الدول الغربية في نقل رواية مشوهة تمامًا للواقع، فلا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة إلى أوكرانيا، حيث يدرك السكان جيدًا فساد الطبقة السياسية الحاكمة أيضًا من حيث بعده عن المشاكل الحقيقية للأمة الأوكرانية. نحن في الغرب نعتقد أن الأوليغارشية موجودة في روسيا فحسب، في حين أن الحقيقة هي أنها موجودة في جميع الدول التي كانت تؤلف سابقًا من الاتحاد السوفياتي، حيث يمكنهم تجميع الثروة والسلطة ببساطة عن طريق وضع أنفسهم في التصرف في فاعلي الخير الأجانب والشركات متعددة الجنسيات".
يختم فيغانو: "أفراد الشعب الأوكراني، بغض النظر عن المجموعة العرقية التي قد ينتمون إليها، مجرد رهائن غير متعمدين للنظام الشمولي فوق الوطني الذي وضع الاقتصادات الوطنية للعالم كله على ركبتيه من خلال خدعة جائحة كوفيد، بعد التنظير العلني حول الحاجة إلى القضاء على سكان العالم وتحويل الناجين إلى مرضى مصابين بأمراض مزمنة".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "بيغ ليغز بوليتيكس"