: آخر تحديث
بينما يضيّق الجيش الروسي الخناق على العاصمة

مدنيون أوكرانيون يتطوعون للدفاع عن كييف

60
54
50

كييف: "وزّعوا بنادق ولقّموها لنا وها نحن" هكذا قال يوري كورتشمني الذي لم يحمل سلاحاً يوماً قبل انضمامه إلى كتيبة من المدنيين المتأهبين لحماية كييف من الهجوم الروسي.

ومع الغزو الروسي لبلاده ودخول أولى القوات الروسية إلى العاصمة في أقل من 48 ساعة، لم يعد المؤرخ البالغ 35 عاماً متردداً.

مثله، جاء عشرات الرجال من الحي الذي يسكنه في اليوم التالي للحصول على رشاش كلاشنيكوف من نقطة التوزيع المعلنة، شاحنة عسكرية مليئة بصناديق من الأسلحة.

عبر فيسبوك وفي وسائل الإعلام، تكثّف وزارة الدفاع دعواتها إلى التجنيد العاجل في كتائب "الدفاع الإقليمي" وهي مؤسسة أنشئت في 2015 لدعم الجيش النظامي إذا اقتضت الحاجة.

ويكفي أن يكون عمر المتطوع بين 18 و60 عاماً ويحمل جواز سفر صالحاً للانضمام إليها. كذلك، فإن هذا التجنيد لا يتطلّب أي نوع من التدريب.

المتطوعون المدنيون

وروى متطوع آخر هو فولوديمير موغيلا "حصلنا على أسلحة في مكتب التسجيل العسكري. ونحن الآن ننتظر بفارغ الصبر ليتم استدعاؤنا".

ينتشر المتطوعون المدنيون في كتائب "الدفاع الإقليمي" في كييف، مرتدين سراويل جينز ومنتعلين أحذية رياضية أو أزياء غير متطابقة، في كل أنحاء كييف. وهم مرئيون في الشوارع أكثر من القوات النظامية، ويمكن التعرف عليهم من شارة صفراء صغيرة موضوعة حول الذراع اليسرى.

وفي مدينة شبه خالية من السكان، يبدو وجود هذه الكتائب واضحاً.

ويضيّق الجيش الروسي الخناق بشكل خطير على العاصمة الأوكرانية، والجميع يستعد لمعارك ضارية.

وليل الجمعة السبت، توجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مواطنيه عبر فيديو وقال لهم "لا يمكننا أن نخسر العاصمة. أتوجه إلى المدافعين رجالاً ونساء على كل الجبهات: هذه الليلة، سيستخدم العدو كل قوته لسحق دفاعاتنا بأكثر الطرق حقارة وقسوة ولا إنسانية. الليلة سيحاولون الاستيلاء على كييف".

لكن حالياً، ما زال العدو الروسي، رغم انتشاره في كل أنحاء المدينة، غير مرئي على الرغم من المعارك الأولى في منطقة أوبولونسكي في شمال كييف، صباح الجمعة.

خطوط المواجهة

وقد وجد المتطوعون في "الدفاع الإقليمي" في هذه المنطقة أنفسهم، رغماً عنهم، في خطوط المواجهة في هذه المعركة الأولى.

ويقع مقر قيادتهم الرئيسي على مسافة أمتار قليلة من المكان الذي بثت فيه مجموعة كوماندوز مؤلفة من ثلاث مدرعات روسية الرعب، وفتحت النار على مدني وسحقت سيارة في طريقها.

وما زالت جثة المصاب التي تغطيها الدماء على الأرض بعدما فحصها أطباء شرعيون عند مدخل المقر.

لكن المتطوعين لم يعودوا آبهين به، إذ أنهم منشغلون بتلقّي تدريباتهم العسكرية البدائية السريعة في موقف السيارات المجاور.

ويبرر قائدهم "بوب" ذلك بالقول "لدينا عدو قوي جداً أمامنا".

وأضاف مهندس الكمبيوتر البالغ من العمر 51 عاماً أنّ "ذلك لا يكفي لإيقاف المروحيات، ولا يكفي لمواجهة الدبابات" داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدة الأوكرانيين عبر تزويدهم بالمزيد من الأسلحة.

وشدد على أنه "علينا أن نوقف موسكو، علينا أن نوقف هذا العدو".

وقال المتطوّع رومان بوندرتسيف الذي تعهّد "عدم البقاء مكتوف اليدين" في وطنه خلال غزو روسيا بلاده، إنه مستعد للدفاع عن مدينته مهما كان السيناريو. لكنه لا يوهم نفسه بأمور كثيرة.

وأوضح "لم أحمل سلاحاً نارياً في حياتي. ماذا تريدون؟ سنحاول فعل كل ما بوسعنا (...) وإذا قتلت، سيكون هناك اثنان مستعدين ليحلّا مكاني".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار