طهران: قتل ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من أفراد الطاقم، في تحطم مقاتلة عسكرية للجيش الإيراني مخصصة للتدريب الإثنين عند مدرسة كانت خالية من التلامذة في مدينة تبريز بشمال غرب البلاد.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن مدير الهلال الأحمر في تبريز قوله إن المقاتلة تحطمت عند سور المدرسة التي كانت مغلقة لدى وقوع الحادث.
وأدى سقوط الطائرة، وهي من طراز "أف-5"، الى مقتل عنصرَي الطاقم، وشخص ثالث من المدنيين المتواجدين في المكان، وفق المصدر نفسه.
وتتبع الطائرة لقاعدة الشهيد فكوري الجوية، وفق ما أفاد قائد هذه القاعدة العميد رضا يوسفي.
مشكلة تقنية
وأوضح أن "مشكلة تقنية" أصابت الطائرة أثناء تحليقها، حالت دون عودتها بسلام الى المدرج للهبوط، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأضاف "كان يمكن للطيارَين أن يقذفا بنفسيهما (من خلال الآلية الخاصة بذلك في مقاعد الطائرات المقاتلة)، الا أنهما ضحيا بنفسيهما من أجل إيصال المقاتلة الى منطقة فارغة".
من جهته، أشار محمد باقر هنرور، مدير هيئة إدارة الأزمة في محافظة أذربيجان الشرقية ومركزها تبريز، أن الطائرة كانت مقاتلة من طراز "أف-5" الأميركية الصنع، وتحطمت عند الساعة التاسعة صباحا (05:30 ت غ) في حي منجم وسط المدينة، وفق ما نقل عنه الموقع الالكتروني للتلفزيون.
وأوضح "لحسن الحظ، كانت المدرسة مقفلة بسبب جائحة كوفيد-19".
وأظهرت أشرطة مصوّرة قصيرة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من الاطفاء يعملون على اخماد نيران مندلعة في مكان سقوط المقاتلة.
وبثت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية عبر حسابها على تويتر، لقطات من المكان أظهرت حضور عدد من سيارات الاطفاء، وتواجد عشرات الأشخاص من عاملي إغاثة إلى عناصر في قوات الأمن التي ضربت طوقا حول مكان سقوط الطائرة.
وأظهرت اللقطات دخانا منبعثا من مكان سقوط الطائرة، ولونا أسود طغى على جدران مبنى خلف السور حيث تحطمت المقاتلة. كذلك، بدت أجزاء من الحديد الملتوي على الأرض، بينما عمل عناصر الاطفاء على اخماد النيران بالكامل.
طائرات قديمة
ويضم أسطول القوات الجوية الإيرانية نحو 300 طائرة من طرازات مختلفة، منها الروسية (ميغ 29 وأس يو 25)، وصينية من طراز "أف-7". كذلك، يضم طائرات أميركية الصنع من طراز "أف-4" و"أف-14" و"أف-14"، إضافة الى طائرات فرنسية من طراز "ميراج"، تم اقتناؤها خلال حقبة الشاه قبل انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.
الا أن محللين يبدون اعتقادهم بأن عددا محدودا من هذه الطائرات، خصوصا تلك العائدة لحقبة ما قبل الثورة الإسلامية، يحتفظ بقدرته التشغيلية.
وخلال الأعوام الماضية، عملت طهران على تطوير طائرات نفاثة خاصة بها، استندت تصاميم بعضها لمقاتلات أجنبية، منها على سبيل المثال "صاعقة".
وخلال زيارة الى موسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، الى أنه بحث مع المسؤولين الروس في "تنفيذ عقود تم التوصل إليها بين الطرفين من أجل شراء طائرات مقاتلة ومخصصة للتدريب".
سلسلة حوادث
وعانى أسطول القوات الجوية الإيرانية من سلسلة حوادث خلال الأعوام الماضية.
ففي كانون الأول/ديسمبر 2019، أفادت وسائل الاعلام الإيرانية عن تحطم مقاتلة "ميغ 29" قرب بركان خامد في شمال غرب البلاد. وبعد ثلاثة أيام من الحادث، أكد الجيش العثور على جثة الطيار.
وفي تموز/يوليو 2014، تحطمت مقاتلة "أف-4" خلال تدريبات عسكرية في جنوب البلاد، ما أدى الى مقتل طاقمها المكوّن من عسكريين اثنين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وفي أيلول/سبتمبر 2011، تحطمت طائرة مقاتلة في مدينة تبريز أيضا على هامش مناورات عسكرية، من دون سقوط ضحايا.