بودابست: نظم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وزعيم المعارضة المنتخب حديثاً بيتر ماركي-زاي تظاهرات حاشدة في بودابست السبت قبل ستة أشهر من الانتخابات التي من المتوقع أن تشهد تنافسا هو الأشد منذ 15 عاما.
شارك عشرات الآلاف من أنصار أوربان في مسيرة في العاصمة المجرية للاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء القومي في اليوم الوطني لإحياء ذكرى انتفاضة المجر الفاشلة ضد الاتحاد السوفياتي عام 1956.
وانتقد أوربان في كلمته الاتحاد الأوروبي، وشبّه تعامله مع المجر وحليفتها بولندا خلال الخلافات الأخيرة حول قضايا سيادة القانون بالحقبة السوفياتية.
وقال إن "الاتحاد الأوروبي يتحدث إلينا ويتصرف معنا نحن والبولنديون كما لو كنا أعداءه".
وأضاف "من الأفضل أن تفهم بروكسل أن الشيوعيين أنفسهم لم يتمكنوا من إخضاعنا".
ويقف فيكتور أوربان إلى جانب وارسو في خلافها مع بروكسل بشأن قانون لإصلاح النظام القضائي البولندي، بينما تعهد البلدان باستخدام حق النقض ضد تحركات محتملة للاتحاد الأوروبي لمعاقبة أي منهما.
وحمل العديد من المشاركين في المسيرة، كثر منهم جاؤوا من بولندا، الأعلام البولندية بينما رفع أحدهم لافتة كتب عليها "بروكسل = دكتاتورية".
سيواجه أوربان (58 عاما) في الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها في نيسان/أبريل المقبل، رئيس البلدية المحافظ ماركي-زاي (49 عاما) الذي فاز في الانتخابات التمهيدية للمعارضة الأحد الماضي.
وحذر أوربان مواطنيه من عودة "اليسار" إلى السلطة وقال "هناك يسار واحد بغض النظر عن الطرق العديدة التي يتخفى بها"، في إشارة إلى الأحزاب المكونة لتحالف المعارضة.
وجرت الانتخابات التمهيدية الأولى من نوعها في المجر، داخل تحالف معارض مكون من ستة أحزاب أنشئ العام الماضي في محاولة لهزم أوربان وحزبه اليميني الحاكم.
بعد ثلاثة انتصارات عريضة منذ عام 2010، توقعت استطلاعات الرأي أن يواجه أوربان أشد منافسة منذ خسارته في الانتخابات العامة عام 2006.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن نوايا التصويت لتحالف المعارضة بقيادة ماركي-زاي متقاربة مع حزب أوربان.
لمح أوربان أيضا إلى أنه يشتبه في تدخل محتمل في الانتخابات المجرية المقبلة لقوى خارجية وللملياردير الأميركي الليبرالي جورج سوروس.
وقال أوربان الذي يشنّ منذ فترة طويلة حملات إعلامية ضد سوروس المجري المولد، إنه "في مكان ما على الشاطئ المقابل، يجهز العم جورجي نفسه".
واضاف في إشارة إلى دعوات أطلقتها أطراف مجرية للحصول على مساعدة من الغرب خلال الانتفاضة "عندما كنا نحتاج إلى مساعدتهم (كما في 1956) لم يأتوا. الآن، عندما لم نتصل بهم، جاؤوا".
وتجمع حوالى 5 آلاف من أنصار المعارضة في وقت لاحق في تظاهرة منفصلة قال خلالها ماركي-زاي إن "الناس كانوا حانقين عام 1956 وهم تحملوا ما يكفي (من أوربان) حاليا".
وأضاف الكاثوليكي المتدين والأب لسبعة أطفال إن المجريين سئموا "حملات الكراهية" التي يقوم بها أوربان، مثل حملات مناهضة الهجرة والمثليين.