أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إطلاق منصة تواصل اجتماعي جديدة تحمل اسم "تروث سوشيال".
وقال إن المنصة الجديدة ستقف في وجه "تعسف عمالقة التكنولوجيا"، الذين اتهمهم بإسكات الأصوات المعارضة في الولايات المتحدة.
وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في وصول ترامب إلى البيت الابيض وكانت وسيلته المفضلة للتواصل الرئاسي، لكن تويتر حظره بينما علق فيسبوك حسابه بعد أن داهم مناصروه مقر الكونغرس الأمريكي.
وواجهت وسائل التواصل الاجتماعي ضغوطا خلال فترة رئاسة ترامب من أجل حظره، حيث اعتبرت منشوراته تحريضية ومهينة أو مروجة للمحتوى الزائف.
وبدأ موقعا فيسبوك وتويتر بحذف منشورات ترامب العام الماضي أو وضع علامة تحذر من أنها تنشر معلومات غير صحيحة وذلك بعد أن ادعى في أحد منشوراته بأن كوفيد أقل فتكا من الإنفلونزا العادية.
واتخذت المنصتان قرارا بحظر ترامب أو تعليق حسابه بعد أحداث الشغب في يناير/كانون ثاني الماضي، عقب خطاب له ادعى فيه بدون دليل أنه جرى تزييف نتائج الانتخابات.
وقد وصف ترامب الذين اقتحموا بناية الكابيتول بأنهم "وطنيون" ولم يبد أي بادرة لقبول نتائج الانتخابات، مما أدى إلى أن يرى فيسبوك وتويتر خطورة في ترك المجال له للنشر.
****
تحليل
جيمس كلايتون
مراسل شؤون التكنولوجيا في أمريكا الاشمالية
فريق دونالد ترامب عمل من الموضوع قضية كبيرة، لكن ليست هناك مؤشرات إلى أن الشركة الجديدة تملك منصة عمل. الموقع الجديد لا يحوي سوى صفحة لتسجيل البيانات.
يريد أن يخلق منصة تنافس تويتر وفيسبوك، لكن هذا لن يحدث.
المنصة الجديدة ذات طابع سياسي، لن تكون منصة لاستعراض الأفكار كما تويتر، ولا مكانا تجتمع فيه العائلة مثل فيسبوك.
قد تصبح شكلا آخر من اشكال منصات التواصل الاجتماعي "للتعبير الحر " مثل "بارلر" و "غاب"
من الواضح أن دونالد ترامب يريد أن يستعيد منصة الكلام، ويعتقد أن مشروعه الجديد سيمنحه ذلك. لكن إذا كان هناك من سيستمعون إليه فإنه بحاجة إلى أن تسمح له منصات عمالقة التكنولوديا بالعودة، وذلك لن يحدث في وقت قريب.
****
"حجب صوت رئيسكم المفضل"
منذ ذلك الوقت ذكر ترامب ومستشاروه أنه بصدد إطلاق منصة اجتماعية منافسة.
في بداية العام أطلق مدونة تحمل اسم "من على مكتب دونالد ترامب".
وقد حجب الموقع بعد أقل من شهر من إطلاقه بعد أن جذب جزءا يسيرا من الجمهور الذي كان يأمل باجتذابه.
وقال كبير مساعديه ديسون ميلر إن المدونة كانت جزءا من الجهود الواسعة التي تبذل.
وستفتح الصيغة الأولى للمشروع الجديد أمام عدد محدود من الضيوف ممن سيحصلون على دعوة خاصة الشهر القادم، بينما ستكون متاحة للعامة في الشهور الثلاثة الأولى من عام 2022، وفقا لبيان صادر عن مجموعة ترامب للإعلام.
وكتب ترامب "نحن نعيش في عالم لطالبان فيه حضور قوي على تويتر بينما حجب حساب رئيسكم الأمريكي المفضل. الجميع يسألني لماذا لا يقف أحد في وجه عمالقة التكنولوجيا ؟ حسنا، سنفعل، قريبا".
وقالت مجموعة ترامب للإعلام إن خدمة "الفيديو تحت الطلب" سوف تتضمن أخبارا وبرامج ترفيهية ومدونات وأشياء أخرى.
ويأتي إعلان ترامب بعد شهور من إطلاق مساعده السابق جيسون ميلر شركة تواصل اجتماعي تحمل اسم "غيتر".
ويتفق العديد من الجمهوريين مع رأي ترامب أن وسائل التواصل تسكت اصوات المحافظين، رغم أن بيانات فيسبوك تظهر أن شخصيات مثل بين شابيرو ودان بونغينو ومنصات مثل فوكس نيوز وديلي كولر هي بين المواقع الأكثر انتشارا.
ويحتفظ ترامب بتأثير قوي داخل الحزب الجمهوري ، وقد لمح إلى أنه سيرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى عام 2024 لكنه لم يعلن عن ذلك رسميا.