إيلاف من لندن: فيما شدّد الكاظمي على منع أي ضغوط على العسكريين المصوّتين الجمعة فقد تم الإعلان عن إحالة مجموعة من الضباط والجنود إلى التحقيق بتهمة الترويج لمرشّحي جهات سياسية فيما قُتل وأُصيب 41 عسكريًّا خلال توجّههم للإدلاء بأصواتهم .
وأكّد مهند نعيم مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الإنتخابي إحالة ضباط للتحقيق لتورّطهم في الدعاية الإنتخابية لجهات سياسية معنية" داخل وحداتهم العسكرية من دون تسمية هذه الجهات أو عدد الضباط. وأشار إلى أنّ عددًا كبيرًا من المراقبين الدوليين يشاركون في هذه الإنتخابات".. مشدّدًا على أنه "لا توجد أي حالات ضغط على المنتسبين خلال الاقتراع الخاص محذّرًا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية تابعته "إيلاف" أنّه ستتم محاسبة أي عنصر أمني يروّج للمرشّحين.
عسكريون عراقيون في حماية احد المراكز الانتخابية الجمعة 8 تشرين الاول اكتوبر 2021 (الاعلام الامني)
وأوضح أنّه بعد انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين كان هنالك تعميم وتشديد كبيران من القائد العام للقوات المسلّحة مصطفى الكاظمي بعدم جواز قيام أي عنصر من عناصر القوات الأمنية بأي عملية ترويج للمرشّحين. ونوّه إلى أنّ "هنالك شبكة كبيرة من العناصر الأمنية والإستخباراتية تتكوّن من الجهاز الأمني الوطني وجهاز المخابرات والإستخبارات العسكرية والإستخبارات الداخلية واستخبارات الأمن والدفاع، عملت على رصد حالات الترويج، وبالتالي طُبّق القانون". مؤكّداً "إلقاء القبض على أكثر من عنصر وإحالة أكثر من ضابط إلى التحقيق".
وأشار إلى أنّ "القائد العام للقوات المسلّحة مصطفى الكاظمي رجل مستقل بالتالي جميع القوات المسلّحة يجب أن تكون مستقلة وتحمي العملية الإنتخابية فقط ولا تميل لكيان أو لحزب معين مع أنّ القانون سمح له بالتصويت دون الضغط أو التأثير على أي ناخب". وتمّت إحالة ضباط وعناصر أمنية إلى التحقيق ظهروا في مقاطع فيديو يروّجون لقوائم إنتخابية إلى التحقيق".
نشر عناصر استخبارية
وأوضح نعيم أنّ اللّجنة الأمنية العليا للإنتخابات وضعت خطة لنشر عناصر إستخبارية بشكل سري لمنع أي حالات ضغط أو إكراه قد تحصل على المصوّتين ولكن هذه الحالة لم نجدها فعلياً .
ورأى مستشار رئيس الوزراء إنّ "هذه الإنتخابات هي الأولى في المنطقة التي تشهد عدداً كبيراً جداً من المراقبين الدوليين والبعثات الدولية المختصة بالقانون وليست بعثات دولية دبلوماسية، وهذا أمر مهم إضافة إلى أنّ الفرق الخاصة لعملية الرصد للبيئة الإنتخابية موجودة قبل 10 أيام من موعد الإنتخابات والرقابة أيضًا وقمنا بتأمين حركتهم في عموم العراق".
وبين أنّ "الوفود الدولية منتشرة في عموم البلاد كون هذه الإنتخابات مهمة ومفصلية وهي تحت رقابة دولية لذلك هنالك تطبيق كامل للمعايير الدولية للإقتراع لضمان عدم وجود تزوير أو ضغط أو إكراه على الناخبين".
وبالترافق مع ذلك فقد تم الإعلان عن إصدار القائد العامل للقوات المسلّحة مصطفى الكاظمي أوامر عليا تمنع مرافقة الضباط للمنتسبين خلال الإقتراع في التصويت الخاص.
وفتحت مراكز الإقتراع أبوابها اليوم للتصويت الخاص في تمام الساعة السابعة صباحًا وتغلق في السادسة مساء بتوقيت بغداد في أوّل انتخابات برلمانية مبكرة تشهدها البلاد منذ عام 2003.
عسكريون عراقيون في كركوك ينتظرون دورهم للتصويت في الاقتراع العام الجمعة 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (الإعلام الأمني)
الكاظمي يتابع بشكل مباشر
ومن جانبه أكّد اللواء يحي رسول الناطق باسم القائد العام للقوّات المسلّحة اليوم أنّ العملية الإنتخابية الخاصة بالتصويت الخاص تجري بانسيابية وسلاسة عاليتين، فيما أشار إلى متابعة القائد العام للقوات المسلّحة بسير إجرائها.
وقال رسول "هناك إقبالاً وتوافداً كبيرين على مراكز الإقتراع من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية للإدلاء بأصواتهم في العرس الإنتخابي".. منوّهًا إلى أنّ القائد العام للقوات المسلّحة مصطفى الكاظمي يتابع بشكل مباشر عملية التصويت الخاص".. مشيراً إلى أنّ "هناك غرف عمليات في قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات بغداد حيث يطّلع رئيس الوزراء بشكل مباشر لأدق تفاصيل عمليات التصويت".
وقال المتحدّث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في مؤتمر صحافي ظهر اليوم "كان هناك اتصال مباشر من القائد العام مصطفى الكاظمي إلى قائد عمليات بغداد بتوجيهات صريحة وواضحة بان يكونوا بوتيرة عالية ولا يكون هناك أي ضغط على المنتسبين خلال التصويت وأن يستمر الجهد الإستخباري".
مصرع وإصابة عناصر شرطة
قُتل وأُصيب 41 عنصرًا من أفراد الشرطة الإتحادية العراقية الجمعة بحادث سير جنوبي محافظة كركوك الشمالية خلال توجّههم إلى مركز انتخابي للإدلاء بأصواتهم. وقالت وزارة الداخلية العراقية أن اثنين من منتسبي اللواء الثامن عشر التابع للفرقة الخامسة ضمن تشكيلات الشرطة الاتحادية توفوا فيما أُصيب 39 آخرون بحادث تصادم شاحنة مع مركبتين إحداهما حافلة نقل نوع كوستر قرب ناحية الرشاد جنوب كركوك".. موضحًا أنّ "العجلتين كانتا تقل المنتسبين المتوجّهين إلى مراكز الإقتراع للمشاركة في التصويت الخاص".
تصويت خال من الترهيب والتهديد
ومن جانبها دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة تمتّع العراقيين بالثقة للتصويت كما يشاؤون في بيئة خالية من الضغط والترهيب والتهديد.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في تغريدة على تويتر اليوم تابعتها "إيلاف" أنّه "في يوم الإنتخابات ينبغي أن يتمتّع العراقيون بالثقة للتصويت كما يشاؤون في بيئة خالية من الضغط والترهيب والتهديد". وطالبت "جميع الأطراف إلى احترام حرية أي عراقي في الإدلاء بصوته لمرشّحين من اختياره".
وعلى الصعيد نفسه أعلنت مفوضية الإنتخابات أنّ عملية الإقتراع الخاص للعسكريين والنازحين والسجناء التي بدأت صباحًا تسير بإنسيابية عالية وهناك إقبال كبير على التصويت مؤكّدة عدم رصد أي معوّقات حتى الآن.
وأوضحت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية سبب تحليق مقاتلات أف 16 العراقية في أجواء البلاد تزامناً مع سير عمليات الإقتراع الخاص قائلة أنّ "صقور الجو يشاركون في تنفيذ الخطة الأمنية بتأمين الإنتخابات البرلمانية في التصويت الخاص بالقوات الأمنية من خلال طلعات جوية".
وقال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري أنّ القوات الأمنية تعمل على تأمين المراكز الإنتخابية وكذلك التي تشارك في التصويت الخاص. وأضاف "إنّ العراق اليوم يشهد إنتخابات حرة شفافة بعد أن تمكّنت اللجنة الأمنية العليا للإنتخابات بالتنسيق مع المفوضية العليا للإنتخابات من تهيئة الأجواء المناسبة لهذه العملية الديمقراطية.. مشيراً إلى أنّ التصويت يجري بشكل حيادي بعيدًا عن أي ضغوطات.
كما أكّدت المتحدّثة باسم مفوضية الإنتخابات جمانة الغلاي أنّ "الإقبال على التصويت الخاص جيد جداً ويجري بسلاسة وأنّ الحكومة سخّرت جميع مؤسّساتها خدمة لعملية التصويت الخاص". وأشارت إلى وجود خطط طوارئ بديلة في حال حصول أي طارئ غير محسوب .
التصويت الخاص يجري بسرية
وفي وقت سابق صباح الجمعة فتحت مراكز الإقتراع للتصويت الخاص في عموم العراق أبوابها لاستقبال أكثر من مليون مصوّت عسكري ونازح وسجين حيث بدأ الناخبون المشمولون بالتصويت الخاص من ثلاث فئات بالإدلاء بأصواتهم بسرية عبر 595 مركزاً إنتخابياً تضم 2548 محطة إنتخابية موزّعة بين محافظات البلاد الثمانية عشر.
ويشارك في التصويت الخاص مليوناً و75 ألفاً و727 من العناصر الأمنية والعسكرية و120 ألفًا و126 نازحًا و676 نزيلًا من السجناء الذين تقلّ مدة محكومياتهم عن الخمس سنوات. وقد تم تخصيص 599 مركزاً إنتخابياً تضم 2584 محطة إنتخابية لعناصر القوات الأمنية و86 مركزاً تضم 309 محطات للنازحين موزعة على 27 مخيماً فيما تم تخصيص 6 محطات إنتخابية لنزلاء السجون.
آلية التصويت الخاص
وتأتي عمليات التصويت الخاص قبل يومين من الإنتخابات العامة المقرّرة الأحد المقبل والتي ستجري في 8273 مركز اقتراع في عموم العراق حيث يبلغ مجموع عدد الناخبين أكثر من 23 مليونًا للتصويت على أكثر من 3240 مرشّحًا في أنحاء العراق من بينهم 950 مرشّحة وبين المرشّحين 789 مستقلًّا إضافة إلى الاخرين الذين يمثّلون 261 حزبًا و33 تحالفًا إنتخابيًّا حزبيًّا لاختيار 329 نائبًا في البرلمان الجديد بينهم 25 بالمئة من النساء.
وستتم آلية تصويت العسكريين اليوم من خلال تقسيمهم إلى دفعات للإدلاء بأصواتهم اليوم إذ سيكون قسم مرابطًا لحماية المراكز الإنتخابية وعدم الإضرار بالوضع الأمني والقسم الآخر يدلي بصوته .. بينما تصوّت عناصر الحشد الشعبي في مراكزها الإنتخابية المخصّصة لها خلال التصويت العام وفق خطة مهيّأة من قبل الحشد .
8 فرق أممية تتابع التصويت الخاص
وقالت المتحدّثة باسم المفوضية جمانة الغلاي في تصريح للقناة الرسمية أنّ 12 فريقاً تابعاً للأمم المتحدة يشارك اليوم لمراقبة الإقتراع الخاص .. مشيرة إلى أنّ "المراقبين الأمميين تجاوز عددهم 1500بينهم و274 من الإتحاد الأوروبي و17 من الجامعة العربية" كما سيقوم 491 إعلاميّاً أجنبيّاً و85 دولة ومنظّمة ستراقب الإنتخابات.
وحدّدت مفوّضية الإنتخابات موعد إعلان نتائج الإنتخابات النهائية للإنتخابات وأشارت إلى أنّ هناك 24 موقعاً متاحاً للمواطن لمتابعة العملية الإنتخابية.
يشار إلى أنّ 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الإنتخابات المقبلة الأحد فيما كان إجمالي عدد المرشحين في إنتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشّحًا بينما سيتولّى حوالى 1500 مراقبًا عربيًّا وأوروبيًّا وأمميًّا مراقبة عمليّات الإقتراع.
يُذكر أنّ مجموع عدد الناخبين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة في الإنتخابات المبكرة المقرّرة الأحد المقبل يبلغ 23 مليون و986 ألفًا و741 مواطنًا فيما يبلغ عدد المراكز الإنتخابية في عموم البلاد 8273 مركزًا بواقع 55041 محطة اقتراع ضمن 83 دائرة إنتخابية .