: آخر تحديث
مع تسلم طالبان السلطة في أفغانستان

سكان مدينة في أوزبكستان يخشون جيرانهم الجدد

54
48
48

ترميز (أوزبكستان): بدأ سكان بلدة ترميز في أوزبكستان على الحدود الأفغانية يومهم الأحد مع جيران جدد يستعدون لاقتحام العاصمة الأفغانية وتسلم السلطة في هذا البلد المجاور.

وذكرت سلطات أوزبكستان أن 84 جنديا أفغانيا عبروا نقطة بالقرب من ترميز عاصمة الإقليم الهادئة، خلال الليل هربا من زحف طالبان بعد سقوط مدينة مزار شريف بشمال أفغانستان.

وتمركزت مجموعة أخرى من الجنود الأفغان لفترة وجيزة على جسر فوق نهر أمو داريا الذي يفصل بين البلدين، قبل مغادرة المنطقة "طوعا" بعد محادثات، بحسب المصدر نفسه.

وبالنسبة لنحو مئتي ألف من سكان ترميز التي تعود شوارعها إلى العهد السوفياتي، أصبح احتمال وجود طالبان على بعد أميال قليلة من مدينتهم مصدر قلق رئيسيا.

وصرح سفر تورسونوف (66 عاما) لوكالة فرانس برس "لم يكونوا ودودين من قبل ومن غير المرجح ان يصبحوا كذلك". وأضاف أن "أوزبكستان بلد مزدهر ولسنا بحاجة إلى جيران من هذا النوع".

علاقات تجارية

وفي السنوات العشرين الماضية، حافظت ترميز على علاقات تجارية جيدة مع أفغانستان المجاورة تكللت بمد خط للسكة الحديد يربط هذه المدينة بمزار شريف التي تبعد نحو مئة كيلومتر.

لكن أوزبكستان اضطرت إلى إجلاء عمال السكك الحديد الذين يعيشون على الجانب الأفغاني من الحدود الأحد.

شاركت أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان في العقد الأول من القرن الراهن في التحالف ضد القاعدة وطالبان، عبر إقامة قواعد عسكرية غربية تشارك في العمليات التي شنت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

لكن بعد عشرين عاما تغير الوضع. فمع الانسحاب الأميركي أقامت حركة طالبان اتصالات رسمية مع تركمانستان وأوزبكستان.

وتؤكد طالبان أنها لا تهدد دول آسيا الوسطى الأخرى، لكن الجمهوريات السوفاتية السابقة في المنطقة عانت في الماضي من هجمات نسبت إلى حلفاء للإسلاميين الأفغان وتشعر بالقلق من عمليات توغل محتملة داخل أراضيها قد تهدد أمن البنى التحتية الإقليمية.

ويأمل أوليمجون عثمانوف أحد سكان ترميز، ألا يمتد الصراع الأفغاني إلى حدود البلاد. وأضاف الرجل البالغ 24 عاما "لدينا ثقة بقواتنا المسلحة. لا أعتقد أن طالبان ستهاجم أوزبكستان".

ويعيش نحو ألفي أفغاني في ترميز يرتبط وجودهم بالتجارة في أغلب الأحيان.

قال أحد هؤلاء الأفغان عبد القادر حميدي (70 عاما) لفرانس برس إن النوم فارقه بسبب انتصارات طالبان الأخيرة.

واعترف بأن "أوزبكستان منحتنا فرصة العيش هنا، لكن أبناءنا وأحفادنا موجودون هناك ونحن قلقون عليهم". واضاف "مع كل ساعة تمر الموت ينتظرنا".

وظهرت في تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ليل السبت الأحد عشرات الآليات العسكرية الأوزبكية وهي تتخذ مواقعها على "جسر الصداقة" الذي يفصل بين الجمهورية السوفياتية السابقة وأفغانستان.

ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من هذا الانتشار لأن نقطة العبور تخضع لسيطرة الشرطة على بعد كيلومترين من الحدود.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار