إيلاف من بيروت: بعد أن كان متوقعا أن يزور رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، قصر بعبدا، الثلاثاء، لطرح تشكيلته المقترحة على الرئيس ميشال عون، خيمت مؤشرات سلبية على الساحة اللبنانية، لتكشف مصادر إلغاء الزيارة وتأجيل خطوة الكشف عن الحكومة المرتقبة، وفقًا لـ "سكاي نيوز عربية".
وكان ميشال عون قد غرد على تويتر، صباح الثلاثاء: "من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تشكيل الحكومة، فليقرأ جيدا الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور".
من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة ٥٣ من الدستور.
— General Michel Aoun (@General_Aoun) July 13, 2021
وأكدت مصادر خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "مؤشرات سلبية سبقت الزيارة التي كانت مقررة للرئيس المكلف إلى بعبدا، ومن بينها التغريدة الصباحية لعون".
وأضافت: "هذه المؤشرات السلبية ليست الأولى من نوعها في رحلة تشكيل الحكومة، لأن نفس الذهنية لا تزال تتحكم بموقف بعبدا من تشكيل الحكومة" .
في غضون ذلك، أشارت مصادر في "تيار المستقبل"، إلى أن زيارة سعد الحريري إلى مصر، لا تزال قائمة في موعدها، الأربعاء.
ويعيش لبنان ساعات حاسمة، يسودها ترقب بشأن إمكانية تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتشكيل حكومة إنقاذ.
وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن الحريري "ذاهب إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، حيث كان من المتوقع أن يرفض عون تشكيلته الجديدة، علما أن ما حصل صباح الثلاثاء، قطع الطريق على الزيارة".
وهذه ليست اللائحة الأولى التي يقدم فيها الحريري أسماء مرشحين لتولي حقائب وزارية، يتم رفضها .
ووسط هذا المشهد القاتم، وبانتظار الساعات الـ48 المقبلة التي قد تغير مجرى الأمور، يعيش لبنان ساعات من القلق على مصير بلادهم الذي يزداد تأزما.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، بشارة خير الله، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "على عون الإسراع في تسهيل مهمة تشكيل الحكومة أمام الحريري، إذا كان يريد أن يحافظ على مكانة رئاسة الجمهورية".
ويضيف: "على الرئيس تسهيل مهمة الحريري لإنقاذ ما تبقى من عهده قبل كل شيء، فإذا اعتذر الحريري، سيكون عون الخاسر الأكبر مع صهره جبران باسيل، وتقع الخسارة على لبنان ككل".
وتوقع خير الله أن "يسهل عون مهمة ولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة، بالاعتماد على مبدأ (أعطني حكومة متوازنة وأحاسبك لاحقا)، وهذا من شأنه أن يبقيه كبيراً أمام الرأي العام من جهة، ومن جهة ثانية يشجع الرئيس المكلف على بذل جهود إضافية".
ورأى خيرالله أن مجموعة من "قليلي الخبرة تدير القصر الجمهوري، إضافة إلى الأطماع والطموحات الشخصية".
وختم حديثه بالقول: "على الرئيس العمل ليل ونهار كيلا يعتذر الحريري. وإذا حصل ذلك، فمن المتوقع أن يرتفع سعر الدولار بشكل مدو، كما أنه يجب أن يحسب حساب الرأي العام الغربي والعربي والبنك الدولي. العالم كله يترقب ماذا سيجري في الساعات القليلة الحاسمة".
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، منير الربيع، أن "كل هذا الحراك لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة، لأن عون لا يريد الحريري شريكا في السلطة، في وقت يتخوف فيه الأخير من تشكيل حكومة بلا ضمانات دولية ".
وتوقع الربيع في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "تستمر المراوحة إلى حين اعتذار الحريري، الذي يجد نفسه مكبلا ولا يريد تسمية أحد كبديل له لتشكيل الحكومة. وفي الوقت نفسه لا يريد الحريري أن يختلف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يصر على تسمية بديل له في حال اعتذاره عن التشكيل".
وتابع: "نمر في الوقت الضائع بانتظار لحظة الانتخابات النيابية، بينما الرأي العالمي والبنك الدولي في حالة انتظار وترقب".
كما نوه الربيع إلى أن "ينعكس اعتذار الحريري بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي، ليزيد من وقع الانهيار، وعلى سعر صرف الدولار وكذلك على حركة السياحة، التي كان من المتوقع أن تضخ بعض الدعم للاقتصاد من أموال المغتربين".
جدير بالذكر أن كلا من الحريري وباسيل خاضا ما يشبه "حربا سياسية" طوال الأشهر الماضية، كان عنوانها الأساسي "الخلاف على المقاعد ووحدة المعايير، في اختيار الحقائب وتسمية الوزراء والثلث المعطل وصلاحيات رئاستي الحكومة والجمهورية"، وسط أزمات اقتصادية خانقة يعيشها المواطن في ظل الارتفاع السريع لسعر صرف الدولار.