: آخر تحديث
"ليس مهماً ما لديهم ما داموا يتصرفون مثل المهرجين!"

عسكريون أميركيون: إيران نمر من ورق

62
70
68
مواضيع ذات صلة

إيلاف من دبي: تستعرض إيران بين الفينة والأخرى قواتها في عروض عسكرية، ساعية لإعطاء انطباع بأنها قوة قادرة على مواجهة الولايات المتحدة الأميركية.

لكن عسكريين أميركيين تحدثت إليهم قناة "العربية" ينظرون إلى قوة ايران بطريقة مختلفة تماماً، حتى إن أحد المتحدثين، قال عند سؤاله عن الانفجارات المتفرقة التي وقعت مؤخرا، فضلا عن الحريق الذي ألم بسفينة عمليات إيرانية وغرقها، قال: "ليس مهماً ما لديهم ما داموا يتصرفون مثل المهرجين!"

لا يعني هذا الكلام أن الأميركيين يستخفون بإيران، وبالتهديدات والمخاطر التي تتسببها للدول الجارة وللملاحة الدولية في الممرات المائية، بل إن الاستخبارات العسكرية الأميركية وضعت تقريراً مفصلاً عن القدرات العسكرية الإيرانية منذ عامين وأشارت فيه بوضوح إلى أن إيران لديها أكثر من 600 ألف جندي في الخدمة الفعلية، من بينهم 150 ألفاً تابعين للحرس الثوري، كما تملك القوات الإيرانية أكثر من 1900 دبابة ومئات الطائرات الحربية وبعض أنواع الغواصات والسفن الحربية، وفي السنتين الماضيتين أنتجت المزيد من الصواريخ البالستية والعابرة والطائرات بدون طيار، وزاد خطرها على أمن الدول الجارة وعلى مصالح الولايات المتحدة.

غير أن العسكريين الأميركيين رأوا أن هذا التعداد يعطي انطباعات عن القدرات الإيرانية، وقد انطلق أحد المتحدثين للقول "هل لدى الإيرانيين المحروقات لهذه الدبابات والطائرات؟ هل لديهم سلسلة الإنتاج الضرورية لتشغيل هذه الآلات العسكرية؟ المسألة تتعلّق بالجهوزية وهذا هو المهم!"

كما لفتوا إلى أن الإيرانيين قادرون على تشغيل بعض المنصات بشكل متكامل، وهذا ما تثبته المشاريع الصاروخية الإيرانية، ولهذا تشكّل إيران خطراً، كما أن البحرية الإيرانية تستطيع القيام بعملية مثل "مهاجمة سفينة في المياه الدولية وإجبارها على الإبحار إلى أحد الموانئ الإيرانية" لكنها غير قادرة على مواجهة أي قوة معروفة على المسرح الدولي لأكثر من أيام قليلة، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت".

وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تملك أكبر وأقوى قوة في العالم، وهي تساوي بميزانيتها ميزانية الدول العشر التي تليها "مجتمعة"، وتملك صواريخ نووية تساوي عدد الصواريخ الروسية، كما أن لديها قوة بحرية تساوي الصين في العدد، لكنها تتفوق على دول العالم بامتلاك قدرات دفاعية ضخمة لا تملكها قوة أخرى وأهمها أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ.

مع هذا التعداد، تبدو إيران قوة هشة مقابل الولايات المتحدة. ويشدّد العسكريون الأميركيون على أن "التصعيد" عتبة مهمة في الميزان العسكري الأميركي الإيراني.

كما يؤكدون أن إيران خلال الأعوام الماضية، تحاشت تماماً أي تصعيد مع الولايات المتحدة، لأنها تفهم تماماً أن أي تصعيد من قبلها سيواجه أميركياً بقوة ضخمة لا تستطيع طهران تحمل تبعاته.

ولعل أفضل مثال يستشهد به الأميركيون هو ما حدث بعد مقتل اغتيال "قاسم سليماني" في مطار بغداد، فقد توعّدت طهران بالردّ لكنها اتفقت بقصف قاعدة عين الأسد، ولم يسقط قتلى أميركيون، وأنهى الإيرانيون مسألة الردّ على مقتل سليماني بعدم الردّ.

إذا يدرك الأميركيون أن الإيرانيين يفهمون هذه المعادلات، وأن طهران تعرف حجمها العسكري.

ولا تريد التصعيد ضد الأميركيين في الشرق الأوسط، وربما يكون أفضل من عبّر عن ذلك هو قائد المنطقة المركزية الجنرال فرانك ماكنزي يوم الاثنين 7 حزيران يونيو قائلا "انتشارنا في المنطقة ردع إيران وأصبح من الأصعب عليهم تحمّل المسؤولية عن التصرفات السيئة".

كما أضاف "أنجزنا ذلك من خلال انتشار صلب يشمل السفن والقوة الجوية والقدرات الصاروخية الدفاعية وبالعديد من الأمور التي نقوم بها بالتنسيق مع أصدقائنا في المنطقة وهم يساهمون بإنجاز الهدف".

ما يكرره العسكريون في أميركا مرات عديدة هو أن طهران تفهم أنها لا تستطيع مواجهة قوة معروفة عالميا. وقال أحدهم لدى التحدث إلى العربية والحدث "إيران تستطيع أن توجّه لكمة، أو تقوم بعمل مفاجئ، و لفت الانتباه لوقت قصير، أو تسفك دماً، لكنها تدرك ماذا يحدث لو رددنا عليها، فهي لن تتمكن من الوقوف في مواجهتنا.

أما عما يحدث الآن بين الطرفين، فشبهه بلعبة شطرنج، مؤكدا أن الإيرانيين يعرفون هذه الحسابات جيداً ويتحاشون التصعيد.

يشار إلى أن الأميركيين يبدون جازمين في مواقفهم عند التحدّث عن الميزان العسكري، ولدى مقارنة قوتهم بالسلاح الإيراني القديم، الذي يعود عمر بعض الطائرات الحربية فيه من نوع إف 4 الأميركية الصنع إلى أيام الشاه، فيما تعود الطائرات الروسية لديه من نوع ميغ إلى أوائل التسعينات.

ولدى سؤال أحد العسكريين عن رأيه في مشهد القوارب الإيرانية السريعة، وهي ترسم خطوطاً متعرجة أمام السفن الحربية الأميركية في مضيق هرمز ومياه الخليج العربي، قال "ما يشغل بالي هو سماع تلك الطلقات النارية، وقد تمّ استعمالها على يد الأميركيين لتحذير الحرس الثوري أكثر من مرة، فما يأتي بعدها هو التصعيد، وعلى الشخص المسؤول عن إطلاق النار أن يعرف أن ما يحدث بعد ذلك ضخم".

وختم قائلا: "من الأفضل أن يحدث ذلك لحماية روح أحد الأميركيين ولو كان إطلاق النار من الجهة فالأمر هو ذاته".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار