إيلاف من الكويت : قال الاعلامى والباحث فى الشؤون السياسية العماني ،محمد العريمي ، انه غير مقتنع بالمسميات المنتشرة الان حول الاعلام (اعلام قديم او اعلام حديث) ، مشيرا الى "ان الاعلام هو الاعلام ، فكما عرفناه سابقا نعرفه الان ، وهدفه هو التواصل" .
وذكر العريمي، الذي كان يتحدث مساء الأحد في الجلسة الرابعة من فعاليات ملتقى الاعلام العربي ال 17 في الكويت ،حول موضوع " تحولات الاعلام العربي"، ان من اراد ان تتطور مؤسساته سيعمل على ذلك بإستخدام ادوات التطوير الحديثة والتكنولوجية ، ومن يريد الاستمرار تقليديا سيظل كذلك وسيتركه الجمهور.
محمد العريمي
وأوضح العريمي أن المتغيرات الان كثيرة ومتسارعة، وان الاعلام اصبح لا مركزيا بسبب العولمة التى غيرت فيه كثيرا .
التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي
من جانبها ، قالت إحسان بن علوش ، المؤثرة المغربية، وصانعة المحتوى ، انه لا مجال للمقارنة بين التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى ،مشيرة الى ان غالبية الناس توجهوا الى السوشيال ميديا والسرعة وتبادل المحتوى .
واضافت بن علوش " لا يجب ان نقارن بين التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى لانه يجب على التلفزيون اولا ان يتطور ويواكب السوشيال ميديا ".
إحسان بن علوش
واشارت بن علوش إلى ان السوشيال ميديا لديها العديد من المميزات مثل سرعة وصول المعلومة ، وتوفرها على ما قل ودل من معلومات غير رتيبة مثل ما نجد في التلفزيون بالاضافة الى انها تعطي فرصة مشاركة الصحفى فى الاخبار عبر "صحافة المواطن"،وايضا قدرة الجمهور على ابداء رأيهم بوجهات نظر مختلفة.
ضرورة " التواصل الاجتماعي"
بدورها،قالت الصحافية اللبنانية غدى فرانسيس ان "السوشيال ميديا مهمة فى عملنا الحالي، ونحن كصحفيين لم نكن لنستمر او نتنقل بين المؤسسات الا بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعى ".
واضافت فرانسيس"ان جيلنا يشمل جسرا بين الاعلام التقليدى والاعلام الرقمى، وان المحتوى الذى يعرض على وسيلة التلفزيون لم يكن ليصل لكثير من الجمهور من دون ان يكون لديه وجود قوي ومسموع على السوشيال ميديا " .
غدي فرانسيس
واشارت فرانسيس إلى انه يجب على السوشيال ميديا لكي تستمر فى الانتشار والتطور ، أن تتجنب الاخبار المزيفة.
ولفتت فرانسيس الانتباه الى انه " حتى لو تحررنا ووجدنا بعض الحرية عند استخدام الاعلام الرقمي او السوشيال ميديا، إلا أنه مازالت هناك رقابة اخرى ، مشيرة الى ان ذلك ظهر فى حرب غزة ، وبالتالى لم نصل بعد الى الحرية المطلقة.
ايصال الرسالة للجمهور
أما الاعلامي القطري خالد الجميلي فقال انه لا توجد منافسة بين مختلف انواع الاعلام التقليدي او الحديث لأن الاعلام هو رسالة داخل مؤسسة ،ويتم استخدامها من خلال الوسائل المختلفة عبر شاشة التلفزيون او الاذاعة او الصحف او عبر السوشيال ميديا .
واضاف الجميلى "الاعلام يستخدم أي وسيلة لإيصال رسالته للجمهور، ولا يمكن الاستغناء عن المؤسسات التقليدية ، التي يحب عليها ان تتطور وتواكب الاحداث والتطورات السريعة .
وذكر الجميلي أن " كل شئ يكمل الاخر . فأنا امارس عملى كصحفي فى المؤسسات التقليدية منذ زمن طويل ، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لعرض وجهة نظري إزاء مختلف القضايا .
بين السرعة والتحليل والتدقيق
بدورها ، قالت الإعلامية المغربية حفيظة البشاري، إن مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بالسرعة، ولكن التلفزيون التقليدي، يتميز بالتحليل والتدقيق، فضلا عن وجود كمال معلوماتي، لذا سيظل التلفزيون يتميز برونقه الخاص، مهما كانت سرعة السوشيال ميديا.
وأضافت البشاري "التلفزيون يمتلك مجموعة من المراسلين قادرين على توضيح الحقيقة للرأي العام عكس السوشيال ميديا، الذي لا يكشف الحقيقة كاملة».
وخلصت الى القول إن التلفزيون سيظل دائمًا مصدر للمصداقية بالنسبة للرأي العام بصورة أكبر من السوشيال ميديا».
قدسية التلفزيون
من جانبه ، قال الإعلامي العراقي علي الخالدي، إن التلفزيون سيظل دائمًا له قدسيته رغم انتشار الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة « السوشيال ميديا »، في ظل غياب المصداقية عبر المواقع المختلفة المتاحة للجماهير للحديث ونقل الأخبار دون وجود محاسب لصاحب نقل الخبر.
وأضاف الخالدي :« دخلت أماكن الحجر الصحي الخاص بفيروس كورونا، في بداية ظهور الجائحة ، من دون خوف، وكان ذلك لتكذيب بعض ماجرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كان بعيدا تمامًا عن الحقيقة ، ومجرد خزعبلات،ومفاد ذلك أن من يُصاب بكورونا يموت فورا، أو يتم حرقة بعد وفاته. وهنا يكمن دور الإعلامي الحقيقي الذي ينقل الحقيقة للرأي العام دون الخوف على نفسه».
الجلسة الثالثة للملتقى الاعلامي
قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي انه اصبح في مصر والعالم العربي ايضا صوت قاسي ومعايير صارمة من المجتمع،مشيرا الى أنه من الممكن ان تتسامح الدولة فى بعض الاشياء بينما المجتمع تراجع كثيرا عن ما كان يوافق عليه في الماضي .
واضاف الشناوي ، الذي كان يتحدث في الجلسة الثالثة من الملتقى الاعلامي العربي الأحد حول موضوع "صناعة المحتوى في الدراما العربية"، أن " المجتمع الان اصبح هو الذى يمارس الضغوط بشكل اكبر من الجهات الرقابية،ففي اكثر من مرة يستوقفني الناس في الشوارع لتعرب عن غضبها من بعض المشاهد في الافلام والمسلسلات.
واشار الشناوي الى ان ثقافة الجمهور تغيرت تماما عما كانت عليه سابقا فأصبح الكل يغضب من وجود مثلا "القبلات" في الاعمال الفنية مع انها كانت تعرض سابقا من دون اي انزعاج.
ولفت الشناوي الانتباه الى ان هناك بعض الممثلين العرب اذا ما كانوا سيشاركون فى عمل فني خليجي فإنهم لن يكونوا مثل من سيشارك فى عمل فني مصري ذلك انهم سيفرضون أشياء فى العمل الفني المصرى لا يقدرون على فرضها فى العمل الخليجي ، نظرا لان القانون اصبح يمنح الفنانين صلاحيات اكبر ، يجب التصدى لها ، مشيرا الى انه ليس ضد النجوم أو ضد انهم مهمين فى التسويق ، ولكنه ضد سطوة التسويق .
الرقابة المتشددة توئد الابداع
دمن جهتها ، قالت الفنانة والمنتجة المغربية ميساء مغربي إن الرقابة المتشددة توئد كافة انواع الابداع سواء كانت اعمالا فنية او كتبا او مقطوعات فنية .
واضافت ميساء " الان اصبح لا يوجد تخصص . فنحن نرى ان مخرج العمل الفنى قد ينسف نص العمل ، ويأتى بممثلين غير الموجودين ، وكل ذلك من دون وعى او ادراك فى اي خانة قد تصب تلك التغيرات بأسقاطاتها السياسية والاجتماعية . لذلك عندما تكون الرقابة دكتاتورية تكون سيئة وقد عشت بعضا من تلك الدكتاتورية اثناء عملى الفنى السابق "قابل للكسر" من حيث فكرة الاجهاض ، والتى هي موجود بالفعل فى المجتمع ولا احد ينكر وجودها.
وتابعت ميساء قائلة " الذى يجب ان يحدث فى الفترة الحالية هو طرح الكاتب لفكرة ما في المجتمع ،وفتح مجال للنقاش من لدن المتخصصين لتتم افادتنا بالحلول حول تلك الفكرة او القضية "، مشيرة الى انه ليس على الكاتب أن يأتي بالحلول،لكن من الممكن ان يعالجها دراميا بحيث لا يشجع سلوكا ما.
وذكرت ميساء ان هناك الكثير من الاعمال الدرامية كانت سببا فى تشريع قوانين من طرف مجالس النواب، لذلك فالدراما مهمة جدا والمشكلة تكمن فى ان هناك البعض لا يفهم معنى الحرية فى طرح القضايا، وبالتالي اصبحت الحرية الفكرية الان مقيدة .
وخلصت ميساء الى القول " لن اقول اننى اريد ان يرتفع سقف الحرية بل اريده ان يرجع مثل ما كان سابقا ويضاف عليه التوعية بقضايانا، ومن ثم يجب ان تكون لدينا اجندة درامية تخدم الاجندة السياسية والدرامية ، وتقديم قضايانا بشكل حقيقي وواقعي".
الإصطدام بين كاتب العمل الفني والجمهور
أما الكاتب والمخرج الكويتي فهد العليوة فقال إن الاصطدام الذى يحدث الان بين كاتب العمل الفني والجمهور وليس بين القنوات أو أي طرف اخر ، مشيرا الى أن القنوات تسعى لعرض المزيد من الجرأة والتحرر والقضايا التى تجذب الجمهور فى الاعمال الفنية .
فهد العليوة
واضاف العليوة " ان كاتب العمل الفني ليس عليه قيود. فهو عليه ان يغير الثوابت ويطوعها ويغيرها بما يتناسب مع المجتمع الافضل الذى يراه هو .وهناك تجارب تاريخية تثبت كلامي" .
واشار العليوة إلى ان دور الكاتب هو توصيل الرسالة من خلال الاعمال الفنية بغض النظر عما يراه المجتمع صوابا ام خطئا .وقالدانرالصدام الان ليس مع الدولة لان هناك قوانين رقابية لمنع او حذف او تعديل اى مشاهد غير جيدة .
وافاد العليوة أن المشكلة اليوم " هو حاجتنا فى الاعمال الدرامية لدعم وثقة الدولة بالاضافة الى رفع الوعي الثقافي لدى المجتمع ليتفهم ان دور الدراما هو تسليط الضوء على كافة المشاكل ، وأن ما يراه الكاتب مشكلة اجتماعية تحتاج الى الطرح لايجاد حل لها من قبل المختصين وليس بواسطة الكتاب".
وأضاف "نحن نحتاج الان لوعي اجتماعي وثقافي، ودعم للفن والفنانين مثل ما كان موجود سابقا، وللاسف اصبحنا نرى اعمال فنية وكتبا قد يجري منعها ليس بسبب الحكومة بل بسبب كلمة فى تويتر او هاشتاج من الجمهور يرفض هذا العمل، وتلك مشكلة كبيرة نعانى منها الان" .
وخلص العليوة الى القول " ان الفنانيين والعاملين فى القطاع الفنى عليهم مسؤولية كبيرة فى رفع المستوى الثقافى للناس بدلا من الخوف والوقوف فى الظل وتبني رأي الشارع وترديده حتى اصبح اليوم هو الصح بل يجب علينا ان نكسر ذلك الخوف كي يتطور الفن".
غياب في حرية طرح محتوى الاعمال الدرامية
من جهته ، قال الفنان الإماراتي حبيب غلوم، إن هناك غياب في حرية طرح المحتوى في الأعمال الدرامية التي يقوم الكاتب بكتابتها، وهذا لا يتعلق بعالمنا العربي فقط بل بكل البلدان حتى التي يتغنى بها البعض بأنها تمتلك حرية في طرح قضاياها، مشيرًا الى أنه لا توجد حرية كاملة في الطرح عربيًا وغربيًا، ولا يوجد سقف حرية لأي كاتب في طرح كتاباته.
وأضاف :" لم نر حرية كبيرة في المجال الدرامي عربيًا وغربيًا، مطالبًا بالاهتمام بصناعة الدرامة، والابتعاد عن التكرار وهو الأمر الذي أصبح ملحوظًا في الفترة الماضية، بسبب غياب الحرية لدى الكاتب ، الأمر الذي ساهم في زيادة التكرار وطرح أفكار جديدة في الأعمال الدرامية، وغياب الجرأة في الموضوعات المطروحة».
حبيب غلوم
وشدد غلوم على القول إن الجميع أصبح يعلم أن ما يُقدم من أعمال درامية، بالفترة الماضية عربيًا وغربيًا، هي أعمال تنقصها مساحة من الحريات، وأن هناك ضغوط مباشرة وغير مباشرة لعدم تناول الطرح من خلال بعض الموضوعات الدرامية من زوايا مختلفة.
وزاد قائلا :"الجهات الإنتاجية، هي التي فرضت النجم الأوحد في العمل الدرامي، وحينما نقول أن العمل به نجوم فانه يوجد به نجمين فقط ، مؤكدًا ان غياب وجود أكثر من نجم في عمل درامي واحد أمر غير صحيح، وليس في صالح العمل الدرامي والمشاهد أيضًا ، مشيرًا الى أن كثرة النجوم يزيد من قوة العمل وطريقة إيصال الفكرة إلى المشاهد".
الإبداع إبن الحرية لذا الدراما تُعاني
أما الكاتب والمؤلف السعودي خلف الحربي، فقال إن الإبداع إبن الحرية، لذا تعاني الدراما في ظل غياب الحرية الكاملة لمؤلف العمل، بسبب رغبة القائمين على القنوات التى تملك حقوق عرض تلك الأعمال، في غياب طرح بعض الموضوعات.
وأضاف الحربي أن الجهات الرقابية لديها للأسف ثوابت وقوانين تقوم بتطبيقها،دون النظر والوضع في الاعتبار تغيير الثقافات في مجتمعاتنا العربية، لذا هناك تضييق على الدرامة العربية من قبل القائمين على الصناعة».
الجلسة الثانية للملتقى الاعلامي
وكانت الجلسة الثانية من الملتقى الاعلامي العربي السابع عشر قد عقدت مساء السبت تحت عنوان " تأثير المحتوى في الخطاب الإعلامي" بمشاركة بدر نبيل العيسى ، الناشط الكويتي في مواقع التواصل الاجتماعي، والكاتبة الكويتية مريم حمد الدخيل، والاستشارية التربوية السورية غزل بغدادي، وادار الجلسة الإعلامي البحريني إبراهيم علي التميمي .
وقال العيسي إن الأعلام العربي يوجد به نوعين الاول محدث ويقوم على تحديث الاخبار اول بأول مثل قناة" ام بي سي" ، بينما النوع الثانى غير محدث ولا يقوم بإضافة تحديثات او معلومات للاخبار .
واضاف العيسى ان هناك قنوات اخرى تقوم بإضافة كافة التحديثات اول بأول ولكن على النقيض هناك قنوات اخرى غير متطورة ولا تقوم بأى تحديثات .
جانب من جلسة اخرى للملتقى الاعلامي العربي
قنوات عفى عليها الزمن
اما مريم حمد الدخيل فعبرت عن أسفها لكون اغلب القنوات قد عفى عليها الزمن ، واصبحت غير محدثة. وتمنت الدخيل ان يحدث شيء لها فى المستقبل ، وتصبح قادرة على مجاراة التطورات ، وتقف مرة اخرى .
وقالت الدخيل ان الدخول لمجال الاعلام الان اصبح يعتمد على المظهر والشكل مما جعل العديد من الناس يدخلون للمجال من دون ان تكون لديهم اساسيات العمل الاعلامي مثل شرط الثقافة .
وذكرت الدخيل أنها ليست سعيدة بدخول نجوم السوشيال ميديا الى التلفزيون ، مشيرة الى انهم رائعون فى اماكنهم الاساسية أي على حساباتهم الشخصية فى طرح محتواهم.
واوضحت انهم عندما ظهروا في التلفزيون " توقعنا ان يضيفوا جديدا على الاعلام ، بيد انه لم يطرأ اي شيء جديد بل تواصل الامر كما كان عليه سابقا" .
مشاهير التواصل الاجتماعي والتلفزيون
من جهتها ، اعتبرت غزل بغدادي استقطاب مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى التلفزيون أمر غير مؤكد النجاح ، مشيرة الى انهم رغم نجاحهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فانهم لم يفلحوا في التلفزيون . وقالت ان المضمون والمحتوى هو الرهان الوحيد لنجاحهم.
وأضافت " لابد من توافر معايير محددة لدى من يعمل في مجال الإعلام وفقًا للمحتوى المتقدم، حتى يستطيع تقديم إعلام هادف قادر على الاستجابة لاستحقاقات الواقع المهني".
وذكرت بغدادي ان الإعلام العربي لا يوجد به محتوى تربوي للأطفال، معتبرة ذلك أمرا سيئا جدًا، كما لا يوجد محتوى للأطفال يؤدي إلى بناء ثقافة الاختلاف لديهم ، بعكس ما يقدم في الإعلام الغربي لهم.