: آخر تحديث
محاولًا التخفيف من وقع تصريحاته في قمة هلسنكي

ترمب يقرّ بتدخل روسي في انتخابات 2016 الرئاسية

63
71
70

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء أنه يقبل باستخلاصات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت بالفعل حصول تدخل روسي في الحملة الانتخابية الرئاسية للعام 2016، محاولًا على ما يبدو تهدئة الجدل الحاد الذي أعقب تصريحاته خلال قمة هلسنكي مع فلاديمير بوتين.

إيلاف من واشنطن: تراجع ترمب بذلك عن تصريحاته، التي اعتُبرت شديدة الليونة إزاء بوتين في هلسنكي، وقال إنه أساء التعبير عندما اعتبر أن لا سبب لديه لعدم تصديق نفي بوتين تدخل موسكو في الانتخابات.

قال ترمب: "أوافق على استخلاصات أجهزة استخباراتنا لجهة أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016"، مشددًا على "احترامه" لهذه الوكالات الفدرالية. أضاف أن تدخل موسكو "لم يكن له أي تأثير" على نتيجة الانتخابات التي فاز فيها.

وأكد ترمب أنه قال جملة أساسية خلال مؤتمره الصحافي نسي أن يستخدم فيها صيغة النفي، ما جعل المعنى يتخذ منحى معاكسًا.

وكان ترمب قد صرح في هلسنكي: "لا أرى أي سبب يدفع إلى القول إن روسيا (هي التي قامت بعملية التدخل)"، في حين أكد الثلاثاء أنه كان عليه أن يقول العبارة الآتية: "لا أرى أي سبب لأن لا تكون روسيا (هي التي قامت بعملية التدخل)".

وكان ترمب عاد الثلاثاء إلى البيت الأبيض ليجد نفسه معزولًا، حتى داخل معسكره الجمهوري، إثر جولة أوروبية كارثية، أدار خلالها ظهره لحلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، وتقرب بشكل مذهل من زعيم الكرملين. وارتفعت الأصوات من مختلف أطياف الطبقة السياسية الأميركية لتصفه بالضعف، وهي التهمة نفسها التي كان يستسيغ استخدامها بحق معارضيه.

لا يبدو أن التعليق الإيجابي الوحيد على أدائه في قمة هلسنكي، الذي جاء من السناتور الجمهوري راند بول، كان كافيًا لفك العزلة عن ترمب. فقد عزا السناتور بول الهجوم على الرئيس الأميركي إلى نوع من "الهوس المناهض لترمب"، مشيرًا أيضًا إلى أن ترمب يتعرّض لما وصفه بالمضايقات القضائية. وغرّد ترمب غداة أول قمة بين الرئيس الأميركي الخامس والأربعين وبوتين قائلًا: "شكرًا راند بول، أنت تفهم الأمور بشكل جيد".

وخلال الأيام القليلة الماضية، أكان في بروكسل أو لندن، فإن ترمب ضرب، بإجماع المحللين، عرض الحائط العلاقات بين ضفتي الأطلسي، وشنّ هجمات غير معهودة على ألمانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

الانتقادات تتوالى

تتعارض إشادة السناتور راند بول اليتيمة بشدة مع سيل من الانتقادات انهال على ترمب من كل حدب وصوب، أكان من أعضاء في الكونغرس أو من محللين، وصفوه بـ"الخائن" و"المتهور" و"المعيب"، وغيرها من الأوصاف اللاذعة.

وأثارت تصريحات ترمب صدمة كبيرة، حتى في صفوف الجمهوريين من أعضاء الكونغرس، الذين يتجنبون عادة توجيه الانتقادات العلنية إليه. والسبب أن ترمب استخدم لهجة تصالحية جدًا مع نظيره الروسي، لا بل ذهب إلى حد التشكيك بالقضاء الأميركي، وبعمل أجهزة الاستخبارات الأميركية، التي خلصت إلى اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. 

خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء الثنائي مع بوتين، الذي استغرق نحو ساعتين، بدا ترمب كأنه قبل سريعًا نفي بوتين لأي تدخل روسي. ووصل الضيق من كلام ترمب أمام بوتين إلى درجة جعلت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الداعمة تقليديًا لمواقفه، تفتح الهواء لأكثر من عشرة صحافيين ذائعي الصيت ليوجّهوا انتقادات قاسية إلى الرئيس الأميركي.

قال المعلق الشهير في "فوكس نيوز" آبي هانتسمان في تغريدة "لا يمكن لأي مفاوضات أن تبرر التضحية بشعبك نفسه وبلدك نفسه". كما قال أنطوني سكاراموتشي مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض، إنه من الضروري جدًا أن يجلس حلفاء الرئيس معه، لكي يشرحوا له أن الطريق الذي يسلكه خاطئ جدًا.

في الإطار نفسه، اعتبر نيوت غينغريتش، الرئيس السابق للكونغرس والمقرب من الرئيس، أن الأخير "ارتكب أسوأ خطأ خلال رئاسته، وعليه تصحيحه على الفور". كما قال السناتور الجمهوري لولاية نبراسكا بن ساس: "لقد فاوضنا البارحة من موقع ضعف، وغادر فلاديمير بوتين هلسنكي بعدما ربح الجولة. إنها كارثة".

وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء في مبنى الكابيتول، أكد رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين أن "فلاديمير بوتين لا يقاسمنا قيمنا. لقد أنهينا للتو تحقيقًا استمر عامًا حول تدخل روسيا في انتخاباتنا. لقد تدخلوا بالفعل. هذا واضح، ولا يجوز إبداء أي شكوك". 

 

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار