لندن: يشهد المغرب نهضة حقيقية تتصدرها مدينة الصويرة الساحلية على المحيط الأطلسي ذات الأغلبية اليهودية في السابق.
وتستضيف هذه المدينة الصغيرة المدرجة على قائمة اليونسكو ثلاثة مهرجانات موسيقية على الأقل هذا العام وحده، مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في أواخر أبريل ومهرجان كناوة في يونيو ومهرجان الموسيقى الاندلسية في اكتوبر.
وتُقام هذه الفعاليات الفنية برعاية اندريه ازولاي مستشار الملك محمد السادس ومن أبرز سكان الصويرة اليهود سابقًا.
ورغم أن عدد اليهود في مدينة الصويرة صغير، فإنهم نشيطون يشاركون جيرانهم المسلمين احتفالاتهم في مختلف المناسبات. وسمع جيل الشباب المغربي قصصاً كثيرة من آبائهم وأجدادهم عن التعايش والعلاقات الودية مع نظرائهم اليهود في مناطق سكن وأبنية واحدة في أحيان كثيرة.
تتفتح مع موسم الربيع
قد تبدو المدينة مثل أي منتجع سياحي يتسم بأطباقه من الأطعمة البحرية واعتدال مناخه وكرم سكانه. ولكن الصويرة في شهر أبريل تتفتح مع موسم الربيع بعد سبات الشتاء وتكتسي حلة من الألوان الزاهية.
وبدعم آزولاي تعمل جمعية الصويرة موكادور بنشاط الآن على إحياء التراث اليهودي في تقاليد المدينة قبل أن يزول وينساه الجيل الذي لم يختلط بالكثير من اليهود.
ويوجد مقر الجمعية نفسه في مبنى جميل يضم الى جانب قاعة الفعاليات مكتبة عامة فيها كتب بالعربية والفرنسية تغطي طائفة واسعة من المواضيع بما في ذلك تاريخ الصويرة والديانة اليهودية الى جانب التاريخ الاسلامي. وأول ما يلفت نظر الزائر لدى دخول المكتبة نموذج جميل لمدينة القدس بما في ذلك باب المغاربة مزيناً بالعلم المغربي.
وهناك أيضاً مركز حاييم زعفراني الذي من المقرر تجديده وفتحه لاستقبال الزوار في وقت قريب. وتوجد كتب المفكر زعفراني بالفرنسية والعربية في مكتبة الصويرة.
ولكن مركز زعفارني نفسه مبنى رائع ذو عدة طوابق مزينة بخشب السدر مع باحة مغربية تقليدية في الوسط، حيث ستُقام حفلات موسيقية. وسيفتح المركز ابوابه للباحثين الذين يستطيعون العمل في مكاتب فسيحة لدراسة التراث اليهودي الذي يشكل تجدد الاهتمام به جزءاً من التنوع القومي والتعدد الثقافي بالجمع بين الثقافة العربية والامازيغية والتراث اليهودي، كما ينص دستور المغرب، الذي يعتبر بدوره جسراً بين افريقيا واوروبا والشرق الأوسط.
فعاليات ثقافية متنوعة
ويمكن القول ان مدينة الصويرة تعمل المزيد كل عام لإشعار اليهود على اختلاف اصولهم وخاصة ذوي الاصول المغربية بأنهم موضع ترحيب. فالمدينة تستضيف الآن فعاليات ثقافية متنوعة على امتداد السنة حتى في وقت ينشط المغرب نفسه للمشاركة في العديد من المهرجانات الثقافية العالمية ومعارض الكتب ويقوم بالعديد من المبادرات الرامية الى المساهمة في حركة فنية وعلمية تنويرية تتعدى حدود المغرب نفسه.
ومثلما يعيد المغرب توكيد هويته الأفريقية والعربية والاسلامية وقربه من الثقافة الاوروبية، فإنه يسعى الى احياء مجد تقاليده الثقافية المتنوعة وتقديم مثال يُقتدى الى البلدان المجاورة وغير المجاورة. وتقوم مدينة الصويرة بدور متميز في هذا الاتجاه.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلا عن "تايمز أوف إسرائيل". الأصل منشور على الرابط التالي:
http://blogs.timesofisrael.com/essaouira-is-in-the-vanguard-of-the-moroccan-renaissance/