: آخر تحديث
يعد من دائرة أصدقائه الأكثر قربًا

لبناني يرفض منصبًا في إدارة ترامب

267
279
270

إيلاف: عُرف توماس بيريك عالميًا بمساعدته المغني الراحل مايكل جاكسون حين كانت قريته نيفرلاند رانتش تقف على حفة الإفلاس. وبعد عامين، انضم بيريك إلى نخبة هوليوود بشرائه شركة "ميراماكس" للإنتاج السينمائي، وكان رئيس مجلس إدارتها لست سنوات.

الآن، وبفضل صداقته الحميمة مع دونالد ترامب، صار بيريك من أقوى الشخصيات الكاليفورنية في الحلقة الضيقة للرئيس الأميركي المنتخب، الذي كلفه تنظيم مراسم تنصيبه في 20 يناير الجاري. 

لاعب مؤثر
بيريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "كولوني كابتال إنك" الاستثمارية الضخمة، التي تدير أرصدة تزيد على 60 مليار دولار، يعود كثير منها إلى عملاء عرب.  

يربط بيريك بالشرق الأوسط تاريخ طويل من العلاقات التجارية، وتجعل معرفته الواسعة بسياسة المنطقة وثقافاتها لاعبًا مؤثرًا في تكوين أفكار ترامب ونظرته إلى المنطقة.

وقال الممثل روب لو الذي تربطه صداقة قوية ببيريك: "إن جلوسه إلى جانب ترامب على الطاولة يجعل الجميع سعداء". وكشف بيريك في حديث إلى صحيفة لوس أنجيليس تايمز أنه رفض تولي منصب رفيع في إدارة ترامب، قائلًا للرئيس المنتخب إنه يستطيع أن يخدمه بصورة أفضل كصديق. ويعني هذا في الوقت الحاضر الإشراف على التحضيرات لمراسم تنصيب ترامب، التي وصفها بيريك بأنها تشبه "تنظيم دورة ألعاب أولمبية في 60 يومًا".  

يقود بيريك مجموعة من مؤازري ترامب الأثرياء، جمعوا أكثر من 90 مليون دولار لتمويل حفلات وفعاليات في واشنطن، بينهم شيلدون أيدلسون وستيف وين، القطبان في عالم كازينوهات القمار.

تعود صداقة بيريك بترامب إلى ثمانينيات القرن الماضي حين كان ترامب قطبًا عقاريًا كبيرًا، وكان بيريك يعمل في شركة نفطية. يتذكر بيريك: "لم أكن ندًا له وقتذاك". 

وتطورت صداقتهما خلال ثلاثين عامًا من تنشئة الأطفال والطلاقات الصعبة والمناورات على المستويات العليا لعالم المال والعقارات. وبفضل هذه الصداقة، أدى بيريك دورًا بارزًا في مؤتمر الحزب الجمهوري. وليلة قبول ترامب ترشيح الحزب له، كان بيريك آخر من تكلم قبل أن تصعد إيفانكا ابنة ترامب إلى المنصة. 

رؤية جيدة
بيريك حفيد مهاجرين مسيحيين لبنانيين نشأ في مدينة كالفر التابعة لمقاطعة لوس أنجيليس في ولاية كاليفورنيا، وكان والده يملك متجر بقاليات، ووالدته تعمل سكرتيرة. وفي بيت العائلة الصغير، كان الوالدان يتحدثان الإنكليزية مع بيريك وشقيقته، والعربية والفرنسية مع جديهما. 

ما زال بيريك يتمتع بلياقة بدنية عالية في التاسعة والستين من عمره، وله ستة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 39 عامًا. يمارس التمارين البدنية كل يوم، وكثيرًا ما يمارس هواية ركوب الأمواج بألواح التزلج على الماء، ولعبة البولو في أنحاء العالم. 

قال بيريك: "إذا اتصل أحد مساء الأحد، وقال أُريد تناول وجبة الإفطار معكم في لندن الساعة الثامنة صباحًا، فإن غالبية من يتنافسون معي في السوق لا تكلف نفسها، وترسل أحدًا نيابة عنها. وإذا ذهبتُ أنا تكون هذه أفضليتي التنافسية عليهم. فأنا لا أشعر بتعب السفر". 

في عام 2016، زار بيريك الشرق الأوسط ومعه لو. وفي لبنان، تفقد الاثنان مخيمات اللاجئين السوريين، كان أحدها في زحلة، قرية أجداد بيريك لأبيه. وقال بيريك إنه شعر بالألم لمشهد آلاف الأطفال الذين شرّدتهم الحرب. 

وكان ترامب تعهد بمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة، داعيًا بلدان الشرق الأوسط إلى إقامة "مناطق آمنة" يستطيعون أن يعيشوا فيها بسلام. ويتذكر بيريك أنه أبلغ ترامب أن ذلك سيكون مهمة جسيمة دونها تحديات كبيرة. 

وقال بيريك في حديثه لصحيفة لوس أنجيليس تايمز: "لدى الرئيس المنتخب رؤية جيدة جدًا في شأن ما يجب عمله، ولكن الأمر ليس بتلك البساطة".

بيريك يقول إنه يستطيع أن يخدم ترامب بصورة أفضل كصديق

رقيق وجامع!
يرى بيريك أن منتقدي ترامب لا يعرفون كيف سيكون الرئيس "رقيقًا وجامعًا". وأضاف إنه يقول لأصدقائه إن ترامب "سيكون أفضل كثيرًا مما تظنون". 

عمل بيريك في مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال حملة ترامب، ودعاه إلى التخفيف من لغته النارية، قائلًا إن الاتهامات المتبادلة بينه وبين هيلاري كلينتون كانت "مثبطة". وأطلق بيريك في الوقت نفسه لجنة للعمل السياسي أنفقت أكثر من 17 مليون دولار على مهاجمة كلينتون في شأن تبرعات حصلت عليها مؤسسة عائلتها مما قالت الإعلانات إنها أنظمة حكم تكره المرأة. 

يشعر بعض أصدقاء بيريك وشركائه بالاستياء من وقوفه مع ترامب. وقال ريتشارد بلوم، أحد شركاء بيريك الاستثماريين، إنه لا يحب الرئيس المنتخب، لكن هذا لا يعني أنه لا يحب توماس بيريك. أضاف أن بيريك شخص ذكي، "وآمل بأن يستمع إليه ترامب".  
حقق بيريك نجاحه الكبير في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حين كان محاميًا في شركة هربرت كالمباك محامي الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون الشخصي. وأرسلته الشركة للعمل على مشروع في السعودية، حيث كان يلعب السكواش مع رجل اتضح أنه أمير سعودي. 

ترك بيريك مهنة المحاماة، وأمضى السنوات الأربع التالية في السعودية، حيث عمل مستشارًا للأسرة المالكة. وكانت المملكة تستثمر عائدات النفط لتحديث المجتمع ببرنامج إعماري عملاق. وكان بيريك يمضي كل أمسياته تقريبًا يتحدث بالعربية مع سعوديين في مجالسهم وصالوناتهم، حيث تعلم الصبر والتكيّف الثقافي، كما يقول.

تولى بيريك بخبرة السنوات التي قضاها في الشرق الأوسط مناصب إدارية عليا في القطاع العقاري، وعمل فترة قصيرة مساعدًا لوزير الداخلية في عهد رونالد ريغان. 

 

بيريك حقق نجاحه الكبير في أوائل السبعينيات


تفرج عن بعد
في عام 1991، أسس بيريك شركة كولوني كابتال الاستثمارية المتخصصة بالأرصدة المهددة، حيث بدأت بطائفة من القروض المتعثرة التي اشترتها بكلفة زهيدة من جهات رقابية فدرالية، بعد أزمة المدخرات والقروض. كما ربحت الشركة من مخلفات أزمة 2008، حيث اشترت عشرات الآلاف من البيوت التي بيعت في المزاد بعد مصادرتها، لأن مالكيها لم يتمكنوا من تسديد قروضهم العقارية. 
 
أصبح بيريك، الذي تمضي عائلته إجازات الصيف في قصره القروسطي على الريفيرا الفرنسية، محامي شركات كبيرًا في فرنسا، حيث امتلكت كولونيل كابتال لبعض الوقت نادي سان جرمان لكرة القدم، وهي من المستثمرين الكبار في قطاع الفندقة والتجارة بالتجزئة في فرنسا.
  
لكن أكبر صفقات بيريك كانت في هوليوود حين استملك استوديوهات "ميراماكس". لكن بيريك بقي بعيدًا عن مجتمع هوليوود المخملي.

قال بيريك إن شركة ميراماكس للإنتاج السينمائي حققت مردودًا قويًا في العام الماضي، حيث باعت الاستوديو بسعر لم يُكشف عنه إلى مستثمرين في قطر.  

الآن، إذ تكتسب إدارة ترامب شكلها النهائي، يكتفي بيريك بالتفرج عن بعد، وهو يريد أن يبقى قريبًا من أصغر أطفاله في كاليفورنيا وأن يشرف على اندماج شركة كولوني كابتال بشركتين عقاريتين. قال بيريك إنه إذا احتاجه ترامب في حلقته الداخلية، فإن التوقيت ربما يكون أفضل حين يستقر مستشاروه في أدوارهم الجديدة، "ويتعلم الجميع اللعب بشكل ألطف مع بعضهم البعض". وأضاف: "سأفعل أي شيء يطلبه ترامب".  

أعدّت "إيلاف" هذا التقربر بتصرف عن "لوس أنجيليس تايمز". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.latimes.com/politics/la-na-pol-trump-barrack-inauguration-20170109-story.html
 

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار