الرباط: حصل المغرب مساء الاثنين على عضوية الاتحاد الافريقي (منظمة الوحدة الافريقية سابقًا)، بعد معركة دبلوماسية حامية الوطيس.
ووافقت القمة الافريقية الـ 28 التي انطلقت أعمالها الاثنين في أديس أبابا على قبول عضوية الرباط في الاتحاد الافريقي، بالتوافق بين دوله.
وعلمت" إيلاف المغرب " أن ألفا كوندي، الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي، عرض، عقب انتخابه، طلب المغرب على أنظار القمة .
وبدورها، قدمت نكوسازانا دلاميني زوما مفوضة الاتحاد الافريقي المنتهية ولايتها تقريرًا قالت فيه انها أرسلت طلب المغرب للعضوية الى الدول الـ54 المكونة للاتحاد حتى تدلي برأيها فيه، واعلنت ان 39 دَولة من مجموع 54 دولة وافقت على عودته، بينما اعترضت 15 دولة .
وحسب ما قاله مصدر موثوق لـ" إيلاف المغرب" حضر اجتماع القمة لبحث موضوع العودة، إنه كان هناك اتجاهان. الاول يتعلق بالدول الـ 15 الذي تقوده جنوب افريقيا والجزائر، ومفاده أن المغرب لم يفِ بشروط طلب العضوية نظرًا لأن النظام الأساسي للاتحاد الافريقي يشدد على ضرورة احترام وحدة التراب للدول الأعضاء، في إشارة الى "الجمهورية الصحراوية" .
وترى الدول ذاتها أن أساس الطلب المغربي لا يقوم على احترام النظام الأساسي للاتحاد الافريقي، وإنما على أساس دستور المغرب، وعدت ذلك بأنه يمس مصالح 3 دول من دون ان تذكرها بالاسم. اما موقف الدول الـ 39 المؤيدة للمغرب فيتجلى في تحبيذها وجود المغرب، ونفس الامر حبذه الرئيس كوندي، الذي قال " أن يكون المغرب معنا أحسن من ان يكون بعيدًا عنا "، وأن وجوده داخل الاتحاد يعبد الطريق لإيجاد حل لنزاع الصحراء من خلال وجود المغرب وجبهة البوليساريو في الاتحاد الافريقي، وهو ما جعل الدول المناوئة تقبل عودة المغرب على مضض.
وحظي القرار بترحيب واسع في الأوساط المغربية التي عبرت عن ارتياحها للقرار وثمنت الجهود التي بذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس، من خلال زيارات مكوكية قادته للعديد من البلدان الأفريقية لحشد التأييد والدعم الكافيين لقرار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.
وفي متابعتها لمواقف وردود الطبقة السياسية المغربية إزاء نجاح البلاد في استرجاع مقعدها في المنظمة الأفريقية، خلصت "إيلاف المغرب" إلى أن هؤلاء القادة والمسؤولين في الأحزاب السياسية، عبروا عن سعادتهم بهذا القرار ودعوا إلى المزيد من العمل وتكثيف الجهود لتحقيق العودة المنشودة وحماية المصالح والوحدة الترابية للمملكة.
وفي أول تعليق له على القرار، قال إسماعيل العلوي، الوزير السابق والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، "إننا نهنئ أنفسنا وجلالة الملك على هذه المبادرة ونُثمن الخطوة عاليًا"، معتبرًا أن نجاح المغرب في تحقيق العودة للاتحاد الأفريقي "مسؤولية إضافية توضع على عاتقنا كأحزاب ومؤسسات ينبغي القيام بها على أكمل وجه".
وأشار العلوي إلى أن مشكلة الوحدة الترابية بالنسبة للمغرب ستكون تحديًا كبيرًا في عمله بالمنظمة، لافتًا الى أنه " مع الأسف نتعرض لمضايقات من جيراننا وإخواننا في نفس الوقت للأسف"، وأضاف موضحًا "أنا لا أعتبر الشعب الجزائري هو المسؤول وإنما الطغمة الحاكمة هي التي مازالت متشبثة بمواقف لم تعد في صالح شعوبنا بشكل شامل".
من جهته، قال محمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال إن المغرب انتصر في معركة عودته إلى أسرته الأفريقية في منظمة الاتحاد الأفريقي، معتبراً أن المغرب "كان أول من فكر في بداية الستينات في إنشاء وحدة أفريقية لاستقلال دولها آنذاك وبناء مستقبلها".
وأضاف الخليفة، في تصريح لـ"إيلاف المغرب":" إنه يوم خالد في تاريخ المغرب السياسي يستحق أن نهنئ به المغاربة وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي قاد معركة الرجوع إلى الاتحاد"، كما وصف الخليفة ما قام به العاهل المغربي بـ"النضال المستميت طيلة الأشهر الماضية في كل أرجاء أفريقيا، متحليًا بشجاعة نادرة وحكمة سياسية بالغة مكنتنا من تحقيق هدف العودة للاتحاد الأفريقي".
بدوره، أفاد محند العنصر، أمين عام حزب الحركة الشعبية ووزير الداخلية السابق، في اتصال مع " إيلاف المغرب"، أن عودة المغرب بشكل رسمي للاتحاد الأفريقي "قرار تاريخي لا يمكنني إلا أن أهنئ جلالة الملك عليه لأنه هو الذي كان في الحقيقة وراءه بنضاله والتزامه تجاه أفريقيا"، مشددًا على أن ما حدث اليوم ليس إلا تتويجًا "للعمل النضالي الذي قام به الملك محمد السادس لاسترجاع حق المغرب الطبيعي في عضوية الاتحاد الأفريقي".
وعبر العنصر، في الاتصال ذاته، عن شكره لرؤساء الدول التي قال إنها "تجندت وانتزعت هذا القرار رغم مناورات البعض"، وذلك في إشارة إلى التحركات التي قادتها الجزائر وجنوب أفريقيا لعرقلة قبول الاتحاد طلب عودة المغرب لأسرته الأفريقية، معربًا عن أمله في أن تكون الخطوة مقدمة لتصحيح ما سماه "خطأ الاتحاد الأفريقي عندما قبل عضوية الجمهورية الوهمية فيه".
أما محمد يتيم، القيادي في حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب، فاعتبر رجوع المغرب للاتحاد الأفريقي "انتصاراً للمشروعية وإرجاع الأمور إلى نصابها"، مؤكداً أن الخطوة هزيمة منكرة لكل المناورات التي سعت بكل الوسائل والحيل لتعطيل هذه العودة من خلال قراءات مضللة للقانون الأساسي للاتحاد الأفريقي"، مشيدًا بالدور الذي قام به الملك محمد السادس في تحقيق العودة المستحقة.
وأضاف رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، أن العودة تمثل أيضًا "هزيمة للطرح الانفصالي ومن كان يؤازره والذين سعوا لعرقلة مساعي عودة المغرب لأسرته الأفريقية"، مشددًا على أن المعركة القادمة ستكون من داخل منظمة الاتحاد الأفريقي، و"هي معركة تصحيح الوضعية ودفع مناورات الخصوم المتعددة وإثبات أن جبهة البوليساريو مجرد دولة وهمية وصنيعة للجزائر التي آن لها أن تعود للصواب"، حسب تعبيره.