الرباط: قال محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي المشارك في الحكومة، ان حزبه يعدُ بمفاجأة كبيرة في انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مشدداً على القول إن حالة حزبه جيَدة.
وربط العنصر إمكانية عودة حزبه إلى الإنضمام للتَحالف الحالي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بعد الإنتخابات المقبلة بالتزام الحكومة اتجاه عدد من القضايا "التي يجب أن تكون في صلب برنامج التحالف الحكومي المقبل ضمنها تنزيل اللغة الأمازيغية"، مشيرا الى ان الحزب له ارتباط وثيق بالتربة والجذور المغربية.
وأبرز العنصر الذي كان يتحدث خلال استضافته في ندوة نظَمتها جمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال، بشراكة مع معهد التنوع البريطاني في الرباط، الليلة الماضية، في الرباط، أن حزبه يعتبرُ اللُغة الأمازيغية مسألةً وطنيةً قبل كل شيء مؤكداً أن "الحركة الشعبية" استطاعت أن تجعل من الأمازيغيَة قضيَةً وطنيَةً وليس "قضية ريع".
ولم يُفوَت العنصر المُناسبة من دُون توجيه انتقادات للحكومة الحالية، خاصَة في مسألة تعامُلها مع اللُغة الأمازيغية، في حين قال ان حزبه أنجز الكثير في مجال الأمازيغية والعالم القروي، معتبراً دخول حزبه إلى الحكومة من أجل الدفاع عن مبادئ الحركة التي تدافع عن هاذين المطلبين.
وزاد العنصر في انتقاده للحكومة قائلاً: إنه "لا يُعقل ألاَ يتمَ وضعُ قانون الأمازيغيَة"، مضيفاً: "نُطالب بلجنة على أعلى مُستوى يُمكن أن تأخُذ برأي الجميع، مع عدم استثناء المكوَنات الأخرى، كالمكوَن الأفريقي والحسَاني، الَذي ينبغي الاهتمام به".
وفي سياق تقييمه لعمل التَحالف الحكومي، قال العنصر ان التحالف نجح في محطَات كبيرة في الحفاظ على لُحمته وتماسُكه خاصَة في التحالفات القبليَة إبان الانتخابات الجهوية، وزاد قائلا "فما عدا بعض الحالات، التي فشل فيها التزام أطراف التحالف الحكومي، بمرشَح الأغلبية، إلَا أنَنا ولأول مرة دشنا في الحياة السياسية تحالفاً جهوياً متفق عليه في العاصمة الرباط".
وشدَد العنصر على أن حزب الحركة الشعبية يرفض "التوافقات" قبل الانتخابات لأنَها مخالفةٌ للقيم السياسيَة لحزبه، مؤكداً أن حزبه "مرتاحٌ" في التحالف الحكومي الحالي، غير مستبعد الاحتفاظ بنفس تركيبته "إذا لم تتغيَر الظروف بعد الانتخابات".
وجدَد العنصر إلتزام حزبه في المشاركة مع الأغلبية في حكومة عبد الاله بن كيران إلى اخر عمرها، مضيفاً "إذا لم تتغيَر الظروف، نحن مرتاحُون في هذه الأغلبيَة وليس هناك ما يقلقُنا أو يجعلُنا نبحثُ عن حُلفاء آخرين".
وزاد زعيم حزب الحركة الشعبية قائلا ان حزبه "كان من دُعاة توفير الأجواء الملائمة للتحالفات القبليَة"، قبل أن يستدرك أن "نمط الاقتراع لا يسمح بتاتاً بهذه التحالفات".
ودعاالعنصر إلى ضرورة اعتماد العتبة الوطنية وليس المحلية لتجاوُز "التَفتيت" الذي تعرفه السَاحة السياسية المغربية، معتبراً أن نمط الإقتراع غير سليم وعليه تسجَل بعضُ الحالات المخالفة للقانون.
في السَياق ذاته، قال العنصر ان الأحزاب المغربية همُها فقط ربح أكبر عدد من المقاعد ولايهمها الإشكاليَات المرتبطة بالبرامج، وهو ما كان واضحاً سنة 2011 حيث كان هناك من يعد بخلق 800 ألف منصب شغل أو نسبة نمو 7 بالمائة، في الوقت الذي يجبُ على الأحزاب أن تكون أكثر واقعية مع المواطنين.
وتحدث العنصر عن نيَته ترك منصبه في الأمانة العامَة لحزب الحركة الشعبية، كاشفاً أنه منذ سنة 1994 كانت لديه رغبة في ترك المنصب، كما كان يفضّل أن يكون في موقع مسؤولية آخر، في حين ستكون سنة 2018 مناسبة من أجل ترك المجال أمام كفاءات أخرى لتقلُد المسؤولية.
وذكر العنصر أن "حال الحركة الشعبيَة من حال الأحزاب الأخرى، التي تبرزُ فيها عدد من الخلافات والتَجاذبات، إلاَ أنَ ذلك يبقى داخل المؤسَسات الحزبية، رغم بروزُ إنشقاقات".