: آخر تحديث
بحضور مئات الشخصيات السياسية والثقافية

"مآل أفريقيا" محور ندوات موسم أصيلة الـ38

142
165
137

عبد الرحمن الماجدي من أصيلة: انطلقت مساء الجمعة 16 يوليو في مدينة أصيلة، شمال المغرب، فعاليات الموسم الثامن والثلاثين لمهرجان أصيلة بحضور ثقافي وسياسي وفني وإعلامي واسع برعاية الملك محمد السادس.

ويشهد هذا العام عددا من الفعاليات أبرزها الندوات التي تنظمها جامعة المعتمد بن عباد بدورتها الصيفية الـ 31 وفي مقدمها ندوة "الوحدة الترابية والأمن الوطني: أي مآل لأفريقيا؟".

 حفل الافتتاح الذي شهد حضوراً نوعياً من وزراء ودبلوماسيين ومفكرين وإعلاميين عرب وأجانب تحدث فيه الامين العام لموسم أصيلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سابقا محمد بن عيسى مشيدا بالرعاية الملكية المغربية للمهرجان الذي منح مدينة أصيلة ترسخاً ثقافياً متوسطيا لثلاث قارات. وأشار الى أن "هذه الدورة، التي تقترب بنا من رقم الأربعين، لا تختلف  في جوهرها عن سابقاتها بخصوص التوجهات الحاكمة. لكنها تنفرد كأخواتها بتنويعاتٍ واجتهادات، يفرضها السياق العام ومواكبة المستجدات الحاصلة في عالم  تتقاذفه رياح تغييرٍ عاصفة، لا تتيح دائما  مجالا للرؤية الواضحة". و"في هذا السياق، يشتمل برنامج الدورة على تظاهرات فكرية في صورة ثلاث ندوات كبرى، نفتتح أولاها بعد قليل. كما يتميز بلحظة إبداعية رائقة  تتمثل في تسليم جائزة (محمد زفزاف  للرواية العربية) للروائي التونسي المتميز حسونة المصباحي".

 وحول ورشات الفن التشكيلي قال "أضفنا إلى المشاغل والمعارض المعتادة، معرضا خاصا للوحات ولا أقول رسومَ أطفالِ مرسم الموسم، احتفاء وتشجيعا لإبداعاتهم ومواهبهم الواعدة، ستُغْني السجل التشكيلي لمدينتهم وموسمها.

وأضاف أن هذه السنة نحتفي في "خيمة الإبداع" بقامة إبداعية مغربية كبيرة متمثلة في الشاعر والكاتب محمد بنيس. كما أدرجنا ضمن البرنامج تكريما ثلاثي الأبعاد، مخصصا للمعهد الوطني للفنون الجميلة في مدينة تطوان، بمناسبة مرور سبعين عاما على إحداثه، بإشراف الفنان الإسباني الراحل ماريانو برتوشي الذي أشاع وشجع ثقافة اللون والصورة في شمال المغرب.

ثم بدأت فاتحة ندوات الموسم الخاصة بمستقبل القارة السمراء وبحث السبل للحؤول دون بلقنتها، وشارك في هذه الندوة التي تستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري كل من: يوسف العمراني "الوزير المكلف بمهمة لدى الديوان الملكي". ويوسف ودارووغو "وزير الخارجية السابق في بوركينا فاسو". ولاميدو مومتي هارونا "برلماني من النيجر". والمصطفى رزرازي (من المغرب) "مختص في الدراسات الاستراتيجية للعالم العربي وآسيا، والامين العام للجنة المدنية لأفريقيا". وأستاذ التأريخ  ورئيس جمعية المؤرخين الأفارقة دولاي كوناتي. والدبلوماسية والممثلة لجمهورية التوغو لدى الاتحاد الافريقي سابقاً فيرجيني أموكو كوفاج.

تحدثوا حول مستقبل أفرقيا ودولها الـ 54 وما يتهددها من تطرف وتصعيد النزاعات العرقية بغية تجزئة الدول الكبرى فيها لغايات سياسية. وقد أجمع المتحدثون والمتداخلون في الندوة، التي احتضنتها الصالة الكبرى لمكتبة الامير بندربن سلطان وسط أصيلة، على منع بلقنة أفريقيا التي رأوا أن الشركات المتعددة الجنسيات والبنك الدولي يساهمون في ذلك الى مدى بعيد، ضاربين مثلا جلياً في جنوب السودان الذي انقسم رغم عدم موافقة دول الاتحاد الافريقي على ذلك ويتخوف من تجزئة ما تبقى منه. وليس بعيدا ما يجري في مالي ونيجيريا وليبيا. لكن لم ينفوا مساهمة الداخل الافريقي في كابوس البلقنة كما حصل في راوندا وجنوب السودان على وصف السفيرة فيرجيني أموكو كوفاج.

وختاما شخّص جون وليام مدير المركز الافريقي في أميركا أربعة محاور لدعم أفريقيا هي: السلام والأمن وتعزيز الديمقراطية المشروعية والاحتواء وعدم الاقصاء والاستثمار والتنمية الاقتصادية.

وسوف تستمر فعاليات موسم أصيلة حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

يذكر أن موسم أصيلة الثقافي أسسه قبل 38 عاماً محمد بن عيسى وزير الخارجية والثقافة الأسبق ورئيس مجلس بدلية أصيلة الحالي، وشهد فعاليات فنسة وأدبية وفكرية شارك فيها عدد كبير الادباء والباحثين والساسة والفنانين والاعلاميين عرباً وأجانب وقد خلدت المدينة الراحلين منهم بأطلاق أسمائهم على معالم مهمة في المدينة مثل الشاعرين سنكور وبلند الحيدري والروائي الطيب صالح وسواهم. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار