: آخر تحديث
متهمون عديدون... ولا جهة متبنية حتى الساعة

هجوم مطار أتاتورك لا يزال "لقيطًا"

177
197
174

يثير عدم تبني هجوم مطار أتاتورك في اسطنبول تساؤلات عديدة، فإن كان من صنع داعش فالتنظيم عادة ما يعلن عن عملياته مفتخرًا، وإن كان حزب العمال الكردستاني هو من فعلها فلا دلائل تؤكد ذلك. وتبقى كل الاتهامات حتى اللحظة في طور النظريات والتحليلات.

إيلاف من إسطنبول: حين قتل مسلحو داعش 130 في باريس أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في صباح اليوم التالي. وحين قتل 32 شخصًا في بروكسل أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في اليوم نفسه. وبعد هجمات كاليفورنيا وفلوريدا أعلن داعش مسؤوليته عنها رغم أن دوره كان  ضئيلًا أو غائبًا في تخطيط الهجمات أو تنفيذها.  

هل فعلها داعش؟
لكن بعد مرور ثلاثة أيام على تفجيرات مطار أتاتورك في اسطنبول ومقتل 41 شخصًا على الأقل، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها، لا داعش ولا غير داعش.  وأثار هذا تساؤلات بين المحللين والمراقبين حول سبب السكوت.  

كان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اتهم داعش بعد فترة وجيزة على الهجوم من دون أن يقدم دليلًا يؤكد الاتهام، ولم يصدر منه تصريح آخر منذ ذلك الحين. ورجّح مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان في مقابلة مع ياهو نيوز أن يكون داعش هو المسؤول من دون أن يقدم دليلًا على ذلك.  
 
... أم حزب العمال
ليس من المستبعد أن تكون جهة أخرى غير داعش نفذت الهجوم، مثل حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض كفاحًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ أكثر من 30 عامًا. 

وشهدت الحرب مع الحزب تصعيدًا خلال العامين الماضيين، وشن الجيش التركي هجمات عديدة على معاقل الحزب والتنظيمات المرتبطة به في جنوب شرق تركيا، حيث أقامت حكمًا ذاتيًا. ونفذ مسلحو حزب العمال الكردستاني هجمات انتحارية من قبل، رغم أن الحزب، كقاعدة، لم يستهدف الأجانب ذات يوم. 

وإذا أظهرت الحقائق أن داعش هو المسؤول عن هجمات إسطنبول، واستمر التنظيم في التزام جانب الصمت، فإن هذا سيلقي ضوءًا كاشفًا على العلاقة المعقدة بين داعش وتركيا التي نشأت خلال السنوات الخمس الماضية. 
 
من ممر إلى مقر
وتشير مجلة نيويوركر إلى أن داعش يدين بوجوده جزئيًا إلى تركيا، التي أصبحت الممر الرئيس لعشرات الآلاف من الأجانب، الذين تقاطروا على سوريا للقتال ضد نظام الأسد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضده في عام 2011.  

وانتهى المآل بالكثير من هؤلاء الأجانب في صفوف داعش. وكان السبب في تحول تركيا إلى البوابة الرئيسة "للجهاديين" المتوجهين الى سوريا هو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أرادها أن تكون كذلك. إذ قرر إردوغان أن صديقه السابق الأسد يجب أن يرحل، وكان مستعدًا لعمل أي شيء تقريبًا من أجل هذا الهدف.  

وأصبحت حدود تركيا، التي تمتد 800 كلم مع سوريا، مفتوحة للجهاديين الأجانب، الذين كان الكثير منهم يستخدم مطار أتاتورك في اسطنبول للوصول إلى سوريا. وفي الوقت نفسه تمكن "جهاديو" داعش من بناء شبكات داخل تركيا نفسها. 

انعطافة إردوغان
وبضغط دبلوماسي أميركي تراجع إردوغان عن سياسته في دعم داعش في العام الماضي، وانضم إلى التحالف الدولي ضد التنظيم، بحسب مجلة نيويوركر. ومنذ ذلك الحين قرر داعش أن يتعامل مع إردوغان على أنه عدو، حتى إن الرئيس التركي ظهر على غلاف مجلة دابق، التي يصدرها داعش باللغة الانكليزية، في سبتمبر العام الماضي، بوصفه أحد أطراف "التحالف الصليبي". 

لكن رغم غضب داعش على إردوغان فإنه لم يعلن مسؤوليته عن سفك الدماء في تركيا. وإذا ثبت أن داعش نفذ تفجيرات مطار اسطنبول، فإنه لن يكون الهجوم الأول داخل تركيا الذي اتهمته أنقرة بالمسؤولية عنه. ورغم اتهام السلطات التركية مسلحي داعش بتنفيذ هجمات في منطقة السلطان أحمد في اسطنبول وشارع الاستقلال التاريخي في المدينة، فإن داعش لم يعلن قط مسؤوليته عن هذه الهجمات.  

رسائل الإرهاب
من جهة أخرى، كان قادة داعش سعداء بإعلان مسؤوليتهم عن الاغتيالات في جنوب شرق تركيا، التي تستهدف عادة قادة المعارضة الوطنية السورية. وفي نوفمبر الماضي مثلًا نشر داعش مقطع فيديو إدّعى فيه مسؤوليته عن قتل سوريين، أحدهما معارض شارك في تأسيس منظمة "الرقة تُذبح بصمت"، التي تضم صحافيين وناشطين حقوقيين، يوثقون جرائم داعش في الرقة.  

يُمارس "الإرهاب" عادة لتحقيق هدفين، هما إيصال رسالة أو إشاعة الفوضى. وبشأن الهدف الأول يبدو أن داعش فشل فشلًا ذريعًا. إذ كيف يمكن أن يوجه رسالة إلى الحكومة التركية، إذا كان غير مستعد لإعلان مسؤوليته عن هجماته؟.  

لكن في ما يتعلق بالهدف الثاني أي إشاعة الفوضى فإن داعش حقق نجاحًا ساحقًا، بما في ذلك تدمير قطاع السياحة التركي. كما إن الوضع السياسي الداخلي في تركيا لم يعرف عدم الاستقرار الذي يشهده الآن منذ سنوات. وتعمل هجمات داعش على تصوير إدارة إردوغان ضعيفة وعديمة الفاعلية. فحين يتعلق الأمر بإشاعة الفوضى يعرف داعش ما يفعله بكل دقة.

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن صحيفة نيويوركر
يمكنكم قراءة المادة الأصل على الرابط التالي:


    http://bit.ly/29h6DdQ


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار