: آخر تحديث

مدينة فاراديرو الكوبية تنتظر على أحر من الجمر عودة السياح

49
56
46
مواضيع ذات صلة

فاراديرو (كوبا): بالرغم من الأزمة الصحية، تأمل مدينة فاراديرو الساحلية، أشهر المنتجعات السياحية في كوبا، جذب السياح مجددا إلى مياهها الفيروزية الصافية وشواطئها ذات الرمل الأبيض بعد إعادة فتح الحدود المرتقبة في نوفمبر.

ولا يخفي الإسباني لورينزو روبيو المدير العام لفندق "رويالتون إيكاكوس" في هذه المدينة الواقعة على بعد 140 كيلومترا من هافانا والمصنّفة شواطئها من بين الأجمل في العالم بحسب موقع "تريب أدفايزر"، تفاؤله. وهو يقول "في نوفمبر... ستعود الجنّة التي عهدناها".

وأعلنت وزارة السياحة أن الجزيرة ستفتح تدريجا حدودها للسياح اعتبارا من الخامس عشر من نوفمبر، من دون أن تفرض عليهم فحصوات "بي سي آر" عند وصولهم كما الحال راهنا، بغية إنعاش قطاع اقتصادي حيوي للبلد.

ولم يستبعد روبيو أن "تعود الأرقام إلى ما كانت عليه في العام 2019 تقريبا اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر".

ولا شكّ في أن الخروج من عنق الزجاجة لن يكون بالأمر السهل. وبين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو، استقبل البلد 270 ألفا و639 سائحا أجنبيا، أي بالكاد ربع الوافدين خلال الفترة عينها من العام 2020 (مليون و239 ألفا و99 سائحا) وأقلّ من عُشر هؤلاء الذين زاروه في هذه الفترة من 2019 (مليونان و856 ألفا و761).

ولا يبشّر الوضع الصحي خيرا. فالبلد الذي يعدّ 11,2 مليون نسمة يواجه منذ أشهر ارتفاعا شديدا للإصابات يثقل كاهل النظام الصحي، فيما تخطت حصيلة الإصابات بالفيروس 800 ألف حالة بينها ما يزيد عن 7 آلاف وفاة.

عندما قرّرت الجزيرة إعادة فتح حدودها للمرّة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2020، دفعت غاليا ثمن قرارها هذا الذي تسبّب باشتداد حالات العدوى اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر.

أما الآن، فتبرّر السلطات قرارها الجديد بـ "تقدّم حملة التلقيح في كوبا".

وقد طوّر البلد نسختيه من اللقاح المضاد لفيروس كورونا هما "عبدالله" و"سوبيرانا" (غير معترف بهما من منظمة الصحة العالمية) ويأمل تلقيح 92,6 % من سكانه بحلول تشرين الثاني/نوفمبر، في مقابل الثلث راهنا.

واستعدادا لموسم الذروة (تشرين الثاني/نوفمبر-نيسان/أبريل)، تبرَم عقود مع وكالات سفر في كندا وبريطانيا وروسيا، وهي أبرز البلدان التي توفد سياحا إلى كوبا، على ما تكشف ايفيس فيرنانديز المسؤولة عن السياحة في إقليم ماتانزاس الذي تنتمي إليه فاراديرو.

وهي توضح أنه "من المتوقع أن يصل مزيد من الزوّار الأجانب، لكنها مجرّد توقّعات... وما من شيء أكيد بعد".

وتستقبل فاراديرو في الواقع بعض السياح منذ عشرة أشهر، غالبيتهم من الروس والكنديين، إثر السماح بتسيير بعض الرحلات التجارية.

لكن عندما يكون الفندق "معتادا على أن تكون نسبة الحجوزات فيه بحوالى 97 % طوال السنة"، من الصعب التكيّف مع "معدّل منخفض جدّا" بحدود 300 سائح في الشهر، وفق ما يكشف لورينزو روبيو.

ويرزح قطاع السياحة، محرّك الاقتصاد في كوبا مع عائدات بحوالى 2,645 مليار سنة 2019، تحت وطأة الوباء وأيضا تشديد العقوبات الأميركية.

غير أن الكندية سامنثا يورك (25 عاما) المستلقية تحت أشعّة الشمس على حافة حوض السباحة في فندق إنترناسيونال في فاراديرو الذي تديره سلسلة ميليا الاسبانية تؤكّد أنه لو كان في وسعها الانتقال للعيش هنا، لما توانت عن ذلك. وهي تقول "أشعر بالأمن والموقع جميل".

وهذا الفندق هو أحد الفنادق الخمسة عشر المفتوحة في فاراديرو (من أصل 52) وقد بلغت نسبة الحجوزات فيه 20 %، بحسب المديرة التشغيلية ألمودينا روسادو التي تقرّ "لا يمكننا الاشتكاء في الظروف الحالية".

ويؤكّد الروسي سيرغي إيغيمنكو (32 عاما) الذي يدخّن السيجار للمرّة الأولى في حياته في فندق رويالتون أنه لا يخشى "التقاط الفيروس، إذ إن تدابير السلامة ممتازة".

وتفرض كوبا على الوافدين إليها فحصا لتشخيص الإصابة نتيجته سلبية. ويعاد الفحص لهم عند وصولهم. وفي حال كانت نتيجته إيجابية، يُنقلون إلى فندق يقوم مقام مركز تعاف وفي حال ساء وضعهم، يؤخذون إلى معهد الطبّ المداري في هافانا.

واعتبارا من الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، ستخفّف هذه الإجراءات، بحسب ما كشفت وزارة السياحة "ولن تعود فحوص +بي سي آر+ لازمة لدخول البلد".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل