: آخر تحديث
تعتريها الغيرة والمنافسة والعاطفة القوية في آن 

علاقة الشقيقات ببعضهن من أشدها تعقيداً

108
95
79

تروي الكاتبة والصحافية البريطانية جين كوري كيف شعرت بفرحة غامرة يوم اخبرتها امها أن طفلاً ينمو في رحمها.  وكانت جين وقتذاك الطفل الوحيد في العائلة. وفكرت انها بعد ست سنوات على ولادتها سيكون لها أخ يدافع عنها في المدرسة.  ولكن الآمال التي علقتها على شقيقها انهارت حين اكتشفت ان الطفل الذي عادت أُمها معه الى البيت من المستشفى ذات يوم هو أُخت جديدة. 

وتقول كوري انها وشقيقتها كانتا تتشاجران مثل كثير من الشقيقات.  وكان الفارق في العمر يعني أن الشقيقتين تفعلان أشياء مختلفة في أوقات مختلفة.  

وتتذكر كوري ان نقطة الانعطاف في العلاقة مع شقيقتها كانت بعد زواجها مباشرة في الثانية والعشرين من العمر حين وجدت شقيقتها المغتمَّة على عتبة بيت الزوجية الجديد مع صديقها.  إذ تخاصمت الشقيقة مع الأم وتأثرت كوري بعمق لأن شقيقتها اختارت ان تلوذ بها في زعلها. 

لاحقًا، ساعدت الشقيقتان إحداهما الأخرى في الطلاق من زوجيهما، وتقول كوري انها عرَّفت شقيقتها على زوجها الثاني.  وبحسب كوري، فان غريزة الأخوة هي التي جعلتها تشعر انه الرجل المناسب لشقيقتها.  

وتمضي كوري قائلة ان شقيقتها كانت أول من اتصلت بها حين ارتعبت من ظهور أعراض مرض خبيث اتضح في ما بعد انه ليس خبيثاً.  وحين توفيت والدتها بسرطان المبيض عن 56 عاماً ازدادت علاقتها الحميمية مع شقيقتها.  وتقول جين كوري عن شقيقتها "انها الشخص الوحيد في العالم الذي يشاركني ذكريات طفولتي وخبراتها.  فنحن مختلفتان، لكننا متشابهتان تمتد بيننا آصرة فريدة ، حبل أمان غير مرئي يربطنا".  

الشقيقات...المشاهير وعلاقة لا تخلو من المطبات
هذه العلاقة "نفسها" لكنها "مختلفة" هي مبعث فضول لا ينتهي اليوم.  فإن علاقة بيبا وشقيقتها كيت ، دوقة كامبردج الآن ، سبقتها علاقة الملكة اليزابيث وشقيقتها المتمردة ، الأكثر تحرراً من قيود البروتوكول ، الأميرة مارغريت.

ويزيد الاهتمام حين تكون الشقيقتان في مواجهة احداهما الأخرى مثل لاعبتي التنس فينوس وسرينا وليامز.  ويبدو ان علاقتهما تلخص علاقة الوحدة والمنافسة القائمة بين الكثير من الشقيقات.  وتلاحظ كوري ان من الصعب ايجاد علاقة أشد تعقيدًا أو أقوى عاطفة في آن واحد من علاقة الأخت بأختها.  

ومن المستبعد ان توجد علاقة كهذه بلا مطبات من الزعل والجفاء ، كما على سبيل المثال علاقة اوليفيا دي هافيلاند وجوان فونتين اللتين تفصل بينهما 15 شهراً فقط ويقال انهما لم تتوقفا عن الاختصام منذ الطفولة.  وحين رُشحت الشقيقتان لجائزة الاوسكار في عام 1941 وفازت بها جوان ، لا يسعنا إلا ان نتخيل كيف شعرت شقيقتها بفوزها عليها.  
  
وتبدى الجانب المظلم لهذه العلاقة التنافسية بين الأخت وأختها في القصة المرعبة عن الانكليزية كيم ادوردز التي أُدينت مع صديقها بقتل والدتها وشقيقتها ذات الثلاثة عشر عاماً.  

وقالت ادوردز التي كانت في الرابعة عشرة انها كانت تكره شقيقتها كايتي بسبب علاقتها القوية مع والدتهما. وكما في النتاجات الأدبية عن الشقيقات مثل كيتي وكلوفر في رواية سوزان كوليج "ما فعلته كيتي" فإن التاريخ زاخر بالنساء اللواتي حُكم عليهن بالقتال حتى الموت. 

ومن الأمثلة على ذلك برنيكة الرابعة التي حكمت مصر، ويقال انها دست السم لشقيقتها في سنة 57 قبل الميلاد وعاقبها والدها بقطع رأسها.  وعلى الغرار نفسه أوحت كليوباترا لعشيقها مارك انطوني ان يأمر بإعدام شقيقتها أرسينوي في سنة 41 قبل الميلاد.  

وللأخوات غير الشقيقات قصص لا تقل درامية منذ سندريلا والملكة ماري الأولى واليزابيث الأولى.  

تقول الطبيبة النفسية السريرية لندا بلير "اننا حين نشأنا في ظروف بدائية بُرمِجنا للعمل معاً، ولكن كان هناك نزاع ايضاً سببه التنافس على الظفر بالذكر الأفضل لانجاب اطفال اقوياء.  ولهذا السبب تكون علاقاتنا مع النساء الأخريات علاقة متذبذبة ـ ايجابية وتنافسية في آن واحد".  واضافت ان هذا مطبوع عميقاً في تلافيف عقولنا.  

والمعروف ان الشقيقتين المتنافستين بحدة في الصغر تصبحان أقوى قرباً مع إحداهما الأخرى في الكبر.  وتقول الدكتورة لندا "ان نوع العاطفة ليس هو الذي يعزز هذه الرابطة بل شدتها".  

كما ان الاختلافات في الشخصية تشجع على توثيق العلاقة.  وتقول اماندا روز خبيرة العلاقات العامة انها كانت متمردة رياضية خلاقة في سنوات المراهقة، بينما كانت اختها الأكبر ذات اهتمامات اكاديمية "وبسبب اهتماماتنا المختلفة لم نتنافس مع إحدانا الأخرى".  وفي العشرينات أصبحتا أفضل صديقتين.  

ولكن هناك شقيقات أخريات يفصمن العلاقة بطرق مثيرة احياناً.  وتقول لندا إن السبب الأساسي ينبع على الأغلب من الطفولة، مشيرة الى ان الطفل قد يتصور وجود محاباة من أحد الوالدين لشقيقه أو شقيقته وأي انتقاد يوجه اليه يمكن ان يصبح رفضاً، "ويمكن ان يستمر الأذى الناجم عن ذلك سنوات".  

وهذا ما حدث لسوزان التي امتنعت عن اعطاء اسمها الكامل مثل كثير من الشقيقات المصدومات بشقيقاتهن.  

كشفت سوزان ان شقيقتها الأكبر كانت لا تطيق حصولها على علامات أفضل من علاماتها في المدرسة.  وحتى في سنوات البلوغ "كانت دائماً تحط من قدري وتستغلني".  وفي النهاية قررت سوزان قطع العلاقة فردت الشقيقة الكبرى برسائل جارحة عبر البريد الالكتروني لكن سوزان تجاهلتها.  

تقول الكاتبة جين كوري انها اكتشفت من خلال أحاديث اجرتها مع شقيقات في طول بريطانيا وعرضها انه نادراً ما يكون هناك طريق وسط بين الحب والكراهية. 

ظروف تعيد تقييم العلاقة
وان الشقيقة التي تنفصم علاقتها بشقيقتها كثيراً ما تجد صديقة حميمة تصبح شقيقة بديلة عن الشقيقة الحقيقية. وحين يتوفى الوالدان يُعاد تقييم العلاقة بين الشقيقتين.  وتقول بام من لندن انها اختلفت مع شقيقتها بشأن وصية العائلة، مشيرة الى ان والديهما تركا القسم الأعظم من مدخراتهما الى شقيقتها لأنها عازبة وهي ، بام ، متزوجة.  "ولكن ذلك مؤلم لأنه يعني اني لم أكن عندهما بمنزلتها هي".  

وبعد قطيعة دامت سنوات، قررت بام ذات يوم في عيد الميلاد ان تتصالح مع شقيقتها.  وحين كانت على وشك رفع سماعة الهاتف اتصلت صديقة لتقول لها إن شقيقتها ماتت.  وقالت بام "ان هذا حدث قبل خمس سنوات وما زلتُ اشعر بأني مدمًّرة وسأفعل أي شيء لإعادة عقارب الساعة الى الوراء.  فالشقيقات أثمن بكثير من المال ولكني لم أدرك ذلك في حينه".  

أعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف".  الأصل منشور على الرابط التالي:
http://www.telegraph.co.uk/women/family/sisters-one-complicated-relationships-ever-have/
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل