: آخر تحديث
رونالدو: جئت لكرة القدم وبقيت للمزيد

‏السعودية تطلق موسمها الشتوي وتستهدف 150 مليون سائح 

20
19
11

إيلاف من الرياض: أطلقت المملكة العربية السعودية برنامج "شتاء السعودية"، الذي يستمر حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، بوصفه موسمًا سياحيًا شاملاً يندرج ضمنه عدد من مواسم المدن الكبرى، بما في ذلك موسم الرياض، موسم جدة، وموسم العلا. ويأتي إطلاق هذا البرنامج في إطار جهود المملكة لتوسيع قطاع السياحة وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي، بما يتماشى مع التوجه العام نحو تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية.

يتضمن البرنامج أكثر من ألف ومئتي منتج سياحي، إلى جانب أكثر من ستمئة عرض خاص، ما يعكس زخم النشاط السياحي المتنامي داخل المملكة. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الزوار بلغ العام الماضي مئة مليون زيارة، شملت الزائرين من الداخل والخارج، بمن فيهم زوار الحرمين الشريفين، الذين أصبحوا يحصلون على تأشيرات الدخول في غضون دقائق، بفضل الإجراءات الرقمية المتطورة المعتمدة مؤخرًا.

وفي سياق الترويج السياحي، أطلقت المملكة حملة عالمية بعنوان "السعودية، أهلاً بكم في الجزيرة العربية"، وهي علامة تجارية مخصصة للمستهلك الأجنبي، وتشرف عليها الهيئة السعودية للسياحة. وتُعد هذه الحملة الأحدث ضمن الحملات الدولية الترويجية، وتشمل مشاركة النجم العالمي كريستيانو رونالدو، تحت شعار "جئت من أجل كرة القدم وبقيت من أجل المزيد".

تم إطلاق الحملة عبر أسواق رئيسية في أوروبا، وكذلك في الهند والصين، وتهدف إلى إبراز صورة المملكة العربية السعودية كوجهة تقدم للزائرين أكثر مما يتوقعونه. وتسعى الحملة إلى تسليط الضوء على الموسم السياحي الموسّع الذي يشمل فعاليات رياضية من المستوى الرفيع، وأنشطة ترفيهية، وأفلام، وموضة، وفعاليات ثقافية، وذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية، ومنصات التواصل الاجتماعي، والوسائط الرقمية، ووكالات السفر الإلكترونية، لتقديم نظرة شاملة على ما يُعدّ من أكثر الرزنامات السياحية تنوعًا وإثارة على مستوى العالم.

يشارك في هذه الحملة كريستيانو رونالدو، نجم كرة القدم البرتغالي وأبرز المقيمين الأجانب في المملكة العربية السعودية، حيث يصطحب المشاهدين في جولة عبر أبرز أحداث موسم الشتاء في المملكة. ويظهر رونالدو وهو يقارن بين الرياضات المختلفة ورياضته المفضلة، في مقاطع مصورة تبرز جوانب الجذب التي شدته إلى المملكة. وتركّز الحملة على إبراز قيم المشاركة والحماس والطموح، وهي عناصر تصفها الحملة بأنها تمثل جوهر المملكة العربية السعودية وسعيها لتأكيد مكانتها على الساحة العالمية.

في هذا السياق، صرّح وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، لصحيفة "آس" الإسبانية قائلاً: "تعزز المملكة العربية السعودية اليوم مكانتها كوجهة عالمية تجمع بين الأصالة الثقافية وكرم الضيافة وإثارة الفعاليات العالمية. وفي قطاع السياحة، نلتزم التزامًا راسخًا بتطوير مشهد متناغم يلهم العالم ويقدم للزوار تجارب لا تُنسى".

من جانبه، قال كريستيانو رونالدو: "لقد كان التواجد في رحلة المملكة العربية السعودية كمركز رياضي عالمي أمرًا مميزًا حقًا، وفي بعض النواحي، لم يكن متوقعًا بالنسبة لي قبل بضع سنوات. واليوم، والحقيقة هي أنه من حماس المشجعين إلى حجم الطموح، يُكتب مستقبل الرياضة هنا. أكثر ما يُعجبني في المملكة العربية السعودية هو كيفية تكريمها لجذورها بينما تبني المستقبل. من الإبل إلى الخيول، ومن سباقات الخيل إلى الرياضات الإلكترونية، ومن الصحراء إلى الملاعب، هذا هو المكان الذي يمكن لجميع الرياضيين الشباب أن يحلموا فيه أحلامًا كبيرة".

وأكد فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، أن الحملة تعكس طموحات المملكة، قائلاً: "تُبرز هذه الحملة مع كريستيانو رونالدو المملكة العربية السعودية اليوم وطموحاتنا. السياحة ركن أساسي من رؤيتنا، ونسعى باستمرار لتوسيع عروضنا. منذ عام 2018، استضفنا أكثر من مئة فعالية دولية كبرى، ومع استمرار توسع جدولنا السياحي، نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا المتمثل في استقبال مئة وخمسين مليون زائر بحلول عام 2030. من فعاليات عالمية المستوى إلى مواقع مميزة ومناظر طبيعية خلابة، تُعدّ المملكة العربية السعودية أرضًا تنتظر من يكتشفها. نحن ملتزمون بالترحيب بالعالم للانضمام إلينا في قلب الجزيرة العربية، والبقاء لفترة، والاستمتاع بأشعة شمس الشتاء، ورؤية المستقبل في الوقت الفعلي".

تُبرز الحملة تنوّع الفعاليات الرياضية والترفيهية المُقامة في المملكة طوال العام، خاصة في الرياض، جدة، والعلا. وفي ضوء استعداد المملكة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، وكأس آسيا 2027، وأولمبياد الرياضات الإلكترونية 2027، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، تتعزز مكانتها كمركز عالمي للفعاليات، ضمن جدول حافل يشمل كذلك كأس العالم للرياضات الإلكترونية، سباقات فورمولا 1، بطولة "ليف غولف" في الرياض، بطولات التنس، والدوري السعودي للمحترفين.

من أبرز محطات السياحة الشتوية السعودية هذا العام، ينطلق موسم الرياض تحت إشراف رئيس الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، ويبدأ الموسم في الشهر المقبل باستضافة بطولة "Six Kings Slam" العالمية للتنس، التي تُعد واحدة من أقوى مواجهات اللعبة، وتُقام في الأيام الخامس عشر والسادس عشر والثامن عشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

لا تقتصر الفعاليات على الرياضة، بل تمتد لتشمل الثقافة والفنون والموضة، حيث يتواصل نمو الرزنامة السنوية لتضم أسبوع الموضة في الرياض، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وبينالي الفنون، والمواسم التي تُقام في مدينتي الرياض وجدة. وتُقدم الفعاليات عروضًا موسيقية وكوميدية بمشاركة فنانين عالميين وإقليميين، بما يوسّع من نطاق الوصول إلى جمهور واسع ومتزايد.

تُظهر المؤشرات الاقتصادية أن المملكة العربية السعودية تستثمر بفعالية في ترسيخ موقعها كمركز عالمي للفعاليات، في إطار تنفيذ رؤية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني. وقد خُصص لهذا القطاع نحو ثمانمئة مليار دولار أميركي، وسط توقعات بأن تبلغ القيمة السوقية لقطاع السياحة اثنين وعشرين فاصل أربعة مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، مع مساهمة متوقعة تصل إلى ستة عشر فاصل خمسة مليار دولار أميركي في الناتج المحلي الإجمالي.

وتلعب الفعاليات دورًا جوهريًا في هذا الإطار، من خلال رفع أعداد الزوار، دعم البنية التحتية، تحفيز نمو الوظائف، وتعزيز مشاركة الشباب. كما تسهم الاستثمارات في الملاعب، المنشآت الرياضية، والبرامج المجتمعية، في بلورة إرث متكامل يرسّخ موقع المملكة ليس فقط كوجهة رائدة في السياحة الرياضية العالمية، بل كذلك في قطاع الترفيه بشكل أوسع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل