أثبتت دراسة رسمية بدبي ان قلة النوم تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسرطان.
تشير دراسة أعدتها هيئة الصحة بدبي إلى أن نسبة السيدات المصابات بسرطان الثدي ارتفعت إلى 20% خلال الست سنوات الماضية.
كان ولا يزال موضوع جودة ومدة النوم عنواناً للكثير من الدراسات والأبحاث العلمية للعديد من المعالجين والأطباء. وخلال السنوات الماضية لم يقتصر ارتباط اضطراب وقلة النوم مع الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب وداء السكري والسمنة فقط، بل أصبح مرتبطاً أيضاً بمرض السرطان.
تتعدد اضطرابات النوم، وتتراوح أسبابها بين الإجهاد والمرض والعلاج بالأدوية والشيخوخة، كما ترتبط جودة النوم بالشفاء والوقاية من الكثير من الأمراض. من المهم أن ينال البالغون قسطاً من النوم لمدة 7-8 ساعات كل ليلة من أجل تعزيز الصحة النفسية وتحسين أداء الجهاز المناعي للجسم. على الصعيد البيولوجي، يمكن أن تتسبب قلة النوم في زيادة الالتهابات وتعطيل وظائف المناعة الطبيعية للجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسرطان، كما أن هرمون "الميلاتونين" الذي ينتج أثناء النوم قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة تساعد على منع تلف الخلايا.
النوم سلاح
قد يكون الحصول على النوم الجيد سلاحا مهما في المعركة ضد السرطان، حيث أن إفراز "الميلاتونين" أثناء النوم يعد إشارة على التصدي لمرض السرطان. يمكن أن يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة أكبر من 60% لدى السيدات اللاتي يحصلن على نوم أقل من 6 ساعات يومياً. يعتقد الباحثون أن أنواع النوم والاستيقاظ الطبيعي للإنسان هي الأكثر انسجاماً مع التواتر اليومي والساعة البيولوجية والعمليات الحيوية للجسم. ويتمثل التواتر اليومي أو الإيقاع اليومي للجسم في التعرض بالنهار لأشعة الشمس بالتناوب مع قضاء الليل في أوقات الظلام الدامس. تعد دورة النوم والاستيقاظ الصحي في غاية الأهمية لإنتاج "الميلاتونين" الذي يعمل بمثابة ساعة بيولوجية داخلية لتنظيم درجة حرارة الجسم ووظائف الغدد الصماء وعدد من عمليات الأمراض مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسرطان.
قد تكون هناك علاقة بين سرطان الثدي واختلال دورات الهرمونات. قد يؤدي "الميلاتونين"، الذي يتم إفرازه بشكل رئيسي ليلاً، إلى خفض إنتاج الجسم من الأستروجين. يعيق الحرمان من النوم إفراز "الميلاتونين"، مما يسمح بارتفاع مستويات الأستروجين في الجسم. من المعروف أن زيادة إنتاج الأستروجين يزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي. في كافة الاحتمالات، قد تتعرض النساء لخطر سرطان الثدي في حالة الحرمان المزمن من النوم، كما أن السيدات بعد انقطاع الطمث من اللاتي ينمن عدد ساعات أقل، يزداد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفي إطار التأكد من صحة تلك الحقائق، يقول الدكتور إرشاد إبراهيم المدير الطبي لمركز نوم لندن بدبي: "هناك أدلة متزايدة على أن تحسين جودة النوم لمرضى السرطان، من الممكن أن يحسن جودة حياتهم على المدى الطويل، وكذلك أثبتت الدراسات والتجارب أن ذلك يزيد من معدلات بقائهم على قيد الحياة ويعزز استجابتهم للعلاج. من خلال تحسين جودة ومدة النوم، يمكننا تقليل حدوث الاكتئاب لمرضى السرطان وتحسين جودة حياتهم والارتقاء بها نحو الأفضل".
وفقا لدراسة هيئة الصحة بدبي، فإن عدد السيدات اللاتي تم تشخيصهن مصابات بسرطان الثدي قد ارتفع بنسبة 20% خلال السنوات الست الماضية. ومع حلول شهر أكتوبر الذي يمثل الشهر العالمي للتوعية حول مرض سرطان الثدي، يقدم خبراء مركز لندن لعلاج الأرق واضطرابات النوم بعض النصائح حول النوم والروتين اليومي من أجل التمتع بصحة جيدة:
1. يجب أن يكون النوم والاستيقاظ في موعد محدد يومياً.
2. لا تأخذي قيلولة بعد الظهيرة في حال كنت تنوي الحصول على 7-8 ساعات كاملة من النوم ليلاً.
3. تجنبي الكافيين والنيكوتين والكحول قبل 4-6 ساعات على الأقل من الذهاب إلى السرير.
4. لا تمارسي التمارين الرياضية قبل 4 ساعات على الأقل من الخلود إلى الفراش.
5. اتبعي طقوس اليومية مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والاسترخاء وقراءة كتاب ممتع لمدة 15 دقيقة وتناول كوب من الشاي الخالي من الكافين.
6. تناولي وجبة خفيفة قبل النوم، وهناك العديد من الخيارات الجيدة مثل اللبن والحليب الخالي من الدسم وعصير الكرز.
7. مارسي تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والعمل على استرخاء العضلات بشكل تدريجي.
8. حاولي السيطرة على المنبهات والمحفزات من حولك، حيث يؤدي ذلك إلى تقليل وقت الاستيقاظ في السرير قبل النوم وعرض السرير كمكان مخصص للنوم فقط.
9. اضمني الراحة الكاملة أثناء النوم مثل تجنب الوجبات الثقيلة ومشاهدة التلفاز قبل النوم.
سرطان الثدي هو واحداً من أكثر أنواع السرطان الأكثر شيوعاً وتشخيصاً، وتتزايد الأدلة التي تشير إلى وجود صلة بين قلة النوم وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. إذا كان لديكِ مشكلات مزمنة مع النوم، قد يكون الحصول على نوم جيد حلماً بعيد المنال. هناك العديد من العلاجات التي تعمل على تحسين جودة النوم. قد تستفيدين بالتأكيد من خلال زيارة أخصائي للنوم، حيث أن التدخل الطبي مطلوب لإعادة تأسيس دورات النوم والاستيقاظ السليم والصحي.