إيلاف من لندن: لم تعد شوكولاتة دبي مجرد ترند عالمي عبر منصات السوشيال ميديا، أو طعم يعشقه كثيرون حول العالم، بل أصبح اسم شوكولاتة دبي مرادفاً لظاهرة اقتصادية جديدة لها تأثيرتها حول العالم، فقد أكد تقرير لصحيفة "الغارديان" اللندنية أنها تسببت في أزمة فستق عالمية، فما القصة؟
أصبح الترويج للمنتجات على تطبيق تيك توك قويًا بما يكفي للتأثير على الاقتصادات الزراعية الضخمة في الولايات المتحدة وإيران - على الأقل عندما يتعلق الأمر باستهلاك الحلويات الشهيرة التي تكتسح الترند العالمي مثل شوكولاتة دبي.
اكتسبت قطعة شوكولاتة محشوة بحشوة كريمية من الفستق الأخضر شعبيةً واسعةً بعد سلسلة من مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
نُشر أول مقطع فيديو يُشيد بطعم ما يُسمى بـ"شوكولاتة دبي" غالية الثمن في نهاية عام 2023، وحصد الآن أكثر من 120 مليون مشاهدة، ناهيك عن مقاطع الفيديو العديدة التي تلتها.
نتج عن ذلك نقص عالمي في المكوّن الحيوي، وهو الفستق، والذي تتتم زراعته على نطاق واسع إما في الولايات المتحدة أو إيران. وفي غضون عام، ارتفعت الأسعار من 7.65 دولار إلى 10.30 دولار للرطل، وفقًا لما ذكره جايلز هاكينج، من شركة سي جي هاكينج لتجارة المكسرات، لصحيفة فاينانشال تايمز.
قام المنتجون الإيرانيون بتصدير 40% أكثر من المكسرات إلى الإمارات في الأشهر الستة حتى آذار (مارس) مقارنة بالأشهر الاثني عشر التي سبقت ذلك.
سر الشغف بشوكولاته دبي
يعود شغف دبي بالشوكولاتة إلى ابتكار لوح يجمع بين شوكولاتة الحليب، وعجينة القطايف المبشورة ، وحشوة كريمة الفستق. صنعته شركة الشوكولاتة الإماراتية الفاخرة "فيكس"، التي تُباع في الإمارات فقط، وقد سُميت هذه الحلوى، على سبيل المزاح، "لا أستطيع الحصول على كنافة"، في إشارة إلى حلوى عربية تقليدية.
سارعت شركاتٌ رائدةٌ أخرى في صناعة الشوكولاتة، مثل لاديراخ وليندت، إلى إنتاج منتجاتها الخاصة من شوكولاتة الفستق، لكنها تُكافح الآن لتلبية الطلب العالمي.
دهشة عالمية من انتشار شوكولاتة دبي
صرّح تشارلز جاندرو، المدير العام لمجموعة بريستات، التي تمتلك العديد من علامات الشوكولاتة البريطانية الفاخرة، لصحيفة فاينانشال تايمز بأن الطلب على ألواح الشوكولاتة فاجأ الصناعة. وأضاف: "يبدو الأمر كما لو أنه جاء من العدم. فجأةً، تراه في كل متجرٍ على امتداد الشارع".
يُقال إن بعض المتاجر تُقنن عدد ألواح الشوكولاتة المباعة دفعةً واحدة. وهذا دليلٌ على قوة مؤثري تيك توك، أو على جاذبية الشوكولاتة اللذيذة الأوسع انتشارًا، وربما على تزاوج منتج لذيذ الطعم مع عالم السوشيال الذي أصبح يتحكم في توجهات وعقول البشر دون سابق انذار، وقد يحدث زلزال تسويقي لمنتج بعينه بسرعة فائقة وبدون مقدمات، كما حدث مع "شوكولاتة دبي".
