إيلاف من كان: ساعات قليلة تفصلنا عن بداية مهرجان كان في دورته الـ ٧٥ ورغم عودته العام الماضي بعد توقف بسبب جائحة كورونا، لكن في الدورة نستطيع أن نقول عدنا لكان كما كان، وتلاحظ ذلك بدءاً من الإقبال الصحفي الكبير، فإلى ماقبل يومين من المهرجان مازال هناك اعتمادات صحفية تطبع ، وتلحظ كذلك الضغط الكبير على موقع حجز التذاكر.
ويشهد هذا العام تواجداً كبيراً جداً للسينما العربية من خلال ثمانية أفلام هي:
(أشكال) و (تحت الشجرة) في مسابقة النقاد
ضمن أسبوع النقاد يتواجد فيلمان عربيان الأول فيلم (أشكال) وهو الأول للمخرج التونسي يوسف الشابي تبدأ أحداثه حين يتم العثور على جثة متفحمة في وسط موقع بناء.
كما يعرض كذلك فيلم (تحت الشجرة) وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة التونسية أريج السحيري، تدور قصته عن العلاقات بين الشباب والفتيات أثناء الحصاد الصيفي، يحاولون فهم بعضهم البعض و خلق روابط عميقة.
حضور عربي مميز في مسابقة من نظرة ما
يتواجد العرب في هذه المسابقة بثلاثة أفلام أولهما فيلم (حمى البحر المتوسط) للمخرجة مها حاج من فلسطين، يتناول قصة كاتب فلسطيني يعاني من مرض الاكتئاب، ويكون صداقة مع جاره المحتال ليساعده في تنفيذ مخطط مثير وغير معتاد كي يخرج من هذه الحالة.
(القفطان الأزرق) للمخرجة المغربية مريم توازني وسبق للمخرجة أن شاركت بفيلم مميز وعرض في كان كذلك باسم (آدم) ، تدور أحداث فيلم (القفطان الأزرق) حول زوجان يديران متجراً مختصاً بالقفاطين المغربية في مدينة سلا المجاورة للرباط، حيث ينضم يوسف ليتعلم فنون الخياطة فيكشف عن السر الدفين الذي يخفيه الزوجان.
الفيلم الثالث هو فيلم (حرقة) وهو من إخراج التونسي الأصل لطفي ناثان ويتطرق في هذا الفيلم صعوبة الحياة والمشاكل الحاصلة جراء قلة الأيدي العاملة، من خلال حكاية الشاب التونسي “علي” الذي يكسب قوت يومه من بيع الوقود المهرب و وكل مايتمنى أن يحظى بحياة أفضل بعيدا عن واقعه المرير.
(صبي من الجنة) فيلم مصري مثير للجدل
للمخرج السويدي مصري الأصل طارق صلاح، وتدور أحداثه عن اليوم الأول لآدم في جامعة الأزهر، ويتفاجأ بموت الإمام الأكبر في الجامعة ومن ثم تبدأ المعارك لخلافته.
من متوقع جدا ً أن يثير الفيلم جدلاً كبيراً بسبب حساسية الموضوع وحساسية المخرج كاسم والذي منع فيلمه الأول من العرض في مصر.
للمخرج فيلم سابق بعنوان (اللي حصل في الهيلتون) والذي نال جائزة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس 2017.
من ضمن الأفلام كذلك التي تعرض خارج المسابقة الرسمية ، فيلم (المتمرد) للمخرجين البلجيكيين عادل العربي وبلال فلاح، وتتمحور قصته حول فتى مغربي مراهق يعيش أزمة هوية بعد وفاة والده وتحاول والدته إبعاده عن شقيقه الأكبر.
والفيلم الثالث هو الفيلم اللبناني (السد) للمخرج علي شاري، والأحداث مستمدة من قصص حقيقية للعاملين في مصانع الطوب، الذين التقى بهم المخرج وبنى معهم علاقات وطيدة على مدى السنوات الماضية، ليقدم لنا أهمية الخيال وقدرة الإنسان على تخيل واقع معاكس لما يواجهه من قمع وظلم.
حضور مصري عربي قوي بلجان التحكيم
وإن غابت السينما المصرية عن الحضور في المسابقات الرسمية للأفلام إلا أن مهرجان كان هذا العام يشهد مشاركة عربية ومصرية مميزة في لجان التحكيم، إذ يرأس المخرج المصري يسري نصرالله لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، وهي المسابقة التي تشهد ترشيح ٩ أفلام تتنافس على جائزة أفضل فيلم قصير ، ويشارك من مصر أيضا الناقد السينمائي أحمد شوقي لجنة تحكيم الإتحاد الدولي للنقاد السينمائية ويتواجد معه في نفس اللجنة الناقدة المغربية جيهان بوقرين، وترأس المخرجة التونسية كوثر بن هنية مسابقة النقاد في مهرجان كان.