: آخر تحديث

الوصاية المزعومة… كفى كذباً

3
3
3

ما يربط بين لبنان والسعودية من تاريخ طويل وحافل من العلاقات الأخوية خير موضع لتأكيد أهمية الموقف السعودي الداعم لاستقرار لبنان. والمتأمل سيعلم أن الأصوات التي تدعي الوصايات لا تنطبق بوصفها ذلك على المملكة تحديداً. ووضعها في مقارنة مع دول أخرى مارست الوصاية على لبنان بأسوأ أشكالها والشواهد كثيرة، وما خسره لبنان يتجاوز الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية إلى خسران الهوية اللبنانية. وبقيت المملكة الداعم الوفي لاستقرار لبنان وهويته.

ماذا قدم الأعاجم غير الانقسام وإضعاف كتلة الرئاسة وترجيح كفة على أخرى؟ وماذا قدمت سوريا الأسد غير الإرهاب الأمني وتجيير القرار اللبناني إلى دول أخرى؟ وماذا قدمت دول  أخرى للبنان سوى تمزيق لبنان وإعطاء مساحات لتلعب إيران تارة وسوريا تارة أخرى برضى وموافقة وصمت؟

اللبنانيون يعلمون حجم تلك الوصايات ودورها، وعاش لبنان أسوأ عصوره في ظل التمزق الطائفي.

إذا لم يستطع لبنان أن يجد لنفسه طريقاً من التعايش البيني بين طوائفه ويحتاج إلى وصاية، فالدعم الأخوي السعودي خير وصف لذلك الوجود الإيجابي المثمر. المملكة لا تصادر القرار السياسي لأي بلد ولا تعمل على تمزيق المجتمعات كما تفعل دول أخرى، ولم يحدث في تاريخها الممتد لقرون ما يجعلنا نخجل، بل كلها مواقف فخر واعتزاز واستقرار. المملكة لا تجلب إلا خيراً على خير. السعودية بطبيعتها لا تتدخل في شؤون أحد وتقدم المساعدات بكل أشكالها انطلاقاً من مسؤوليتها ودورها وامتداداً لتاريخها الطويل في دعم الأشقاء العرب.

إقرأ أيضاً: أسئلة للتأمل فقط

مواقف المملكة العديدة مع كل القضايا العربية خير شاهد على نقاء تعاملها وترفعها عن الإضرار بأحد مهما كان الخلاف معه.

الذين ورثوا لبنان بعد حادثة التفجير سحبوا أشلاء القرار السياسي في بيروت إلى مزابل السياسة الدولية وجعلوا لبنان رهينة في يد صغار المسؤولين في عواصم دول أخرى.

خيراً للبنان اليوم أن يكون في دعم دولة قوية كأميركا أو في دولة كلها خير كالسعودية من أن يبقى على هامش النزاع السياسي في الشرق الأوسط، تتلاعب أهواء السياسيين الطامعين فقط لتحقيق مكاسب شخصية أو طائفية على حساب بلد عريق وواجهة عالمية للسياحة. بلد عرف الحضارة من بدايتها ونقل المعرفة إلى الملايين.

إقرأ أيضاً: الفلول تتحين فرصها

لبنان يستحق تجربة أفضل وفرصة جديدة ليحيا وينهض وينفض عنه غبار الطوائف والانقسامات، ويكون شعار لبنان لكل اللبنانيين.

من حق لبنان أن يختار من يمد يده بالخير والبناء والازدهار، خيراً له من أن يصافح من تلطخت يده بدماء الأبرياء في لبنان نفسها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف