نعم قالوا له في نيسان (أبريل) الماضي في البث المباشر في اسبانيا خلال مباراة لفريق برشلونة في دوري الأبطال:"إذا لم تقدم أفضل ما لديك فسوف ينتهي بك الأمر في إشارة المرور"، أي متسولاً، في إشارة إلى أنه "مهاجر"، فإذا به يصنع مجد الاسبان في يورو 2024، إنه لامين يامال أو (الأمين جمال) المغربي الاسباني.
ابن المهاجر المغربي
فعلها ابن المهاجر المغربي، وأثبت أنه سوف يكون المستقبل المشرق للكرة الاسبانية والأوروبية وليس لفريق برشلونة فحسب، وبرهن على أن المهاجر الموهوب ما هو إلا هبة من الله للبلد الذي يهاجر إليه، فهو يبلغ 16 عاماً فقط، ولكنه نجح في ضرب رقم الأسطورة الراحل بيليه، وأصبح أصغر لاعب في التاريخ يسجل هدفاً في بطولة عالمية كبيرة، سواء قارية أو مونديالية، وهو مجد كروي لو تعلمون عظيم.
لا أهتم بالمجد الشخصي
الشاب الواعد قال عقب المباراة التي قاد خلالها منتخب اسبانيا للفوز على فرنسا مساء الثلاثاء، والتفوق على الأسطورة مبابي ورفاقه، إنه لا يهتم بالأرقام الشخصية بل كل ما يطمح إليه هو التتويج بلقب أمم أوروبا مع منتخب اسبانيا، مما يبرهن على أنه يملك نضجاً مبكراً ليس داخل الملعب وعلى المستوى التكتيكي فحسب، بل كذلك على مستوى الشخصية والاتزان والتوازن النفسي، وهي تركيبة خاصة قادته لمعانقة المجد مبكراً، بل مبكراً جداً، وسوف تقوده لدخول التاريخ مستقبلاً، شريطة أن تستقر رأسه فوق كتفيه.
DNA البارسا
يامال الموهوب الصغير يحمل DNA البارسا، الذي يقوم على الثقة في الذات والمهارة والتمرير السريع القصير، والرؤية الخاصة، وإحالة الفريق المنافس إلى مجرد متفرج من فرط التحكم في الكرة، وهي صفات كان يحملها ميسي وغيره من نجوم برشلونة في عصره الذهبي .
التحدي الكبير أمام النجم الواعد يامال الآن أنه سوف يتحمل مسوؤلية كبيرة مع برشلونة، والفريق ليس في أفضل أحواله، فيما يواصل ريال مدريد وهو المنافس الأزلي دعم صفوفه بأفضل نجوم العالم، وفي حال لم يتحرك لابورتا للبناء حول لامين يامال فسوف يخسر هذه الموهبة الفذة، سواء بانخفاض المستوى والاحباط، أو الرحيل عن النادي، أما خطوة الرحيل فهي صعبة للغاية، خاصة أنه لديه عقد يتضمن شرطاً جزائياً قيمته مليار يورو مع فريق برشلونة.