: آخر تحديث

فسروا هذا بذاك

70
71
90
مواضيع ذات صلة

السٶال الذي أعني به الکثير وأود أن أبدأ به مقالي هذا هو: بعد 44 عاما من تأسيس نظام الملالي في إيران، مالذي تغير في هذا النظام بحيث يمکن أن يتم التعويل عليه والثقة بأنه قد أصبح نظاما کسائر الانظمة الاخرى في المنطقة والعالم؟ قد يتحاجج البعض بذلك الجناح الهزيل والمشبوه المسمى بجناح "الاعتدال والاصلاح" والذي وصل الى أضعف حالاته ولاسيما بعد الهندسة التي أجراها خامنئي والنظام على الانتخابات التشريعية والرئاسية الاخيرتين، وهذه "الهندسة" التي أخرجت التيار الذي کان يحمل لواء "الحوار بين الحضارات" من الصورة، قد بعثت برسالة واضحة المعالم عندما أبعد النظام من کان يستخدمهم من أجل حفظ ماء وجه الولي الفقيه للتفاوض والتحاور والاتصال مع الاستکبار العالمي عموما والشيطان الاکبر خصوصا جاء بنفسه من خلال من قام بتشکيل "الحکومة الفتية" ليقوم بذلك!

في خضم التهافت الاکثر من ملحوظ لنظام الملالي من أجل التقرب من السعودية والدول الخليجية بشکل خاص وبلدان محورية مهمة أخرى مثل مصر، وتزايد التصريحات السياسية الايرانية بشأن "الحرص على أمن المنطقة" وإن أمن المنطقة من إختصاص دولها وإن النظام الايراني وبحسب تصريح المتحدث بإسم القوات المسلحة الايرانية، العميد أبو الفضل شكارجي "الحمد لله وصلنا إلى مستوى من القوة يمكننا إرساء أمن المنطقة حتى في المناطق البعيدة من إيران. إننا قادرون وقد أظهرنا ذلك"!. وکل هذا جرى ويجري مع زيارة وزير الخارجية الايراني الى الرياض والذي يريد النظام الايراني من ورائه ممارسة "الکسر والتجبير" من أجل التغطية على تهافته وحتى تعلقه الشديد بالتقرب من بلدان المنطقة الملغومة بالاذرع والخلايا التابعة له.

أهم قضيتين شغلتا وتشغلا نظام الملالي وتقضا مضجعه کانتا ولا زالتا؛ المحادثات المتعلقة ببرنامجه النووي وعلاقاته المتأزمة مع بلدان المنطقة وبشکل خاص جدا مع السعودية، ويجب أن لا ننسى بأن ابراهيم رئيسي وفي الايام الاولى لإننتخابه کرئيس للنظام، قد أکد على هاتين القضيتين ولکن، لم يخطو النظام الايراني منذ أواخر 2021 وحتى آذار 2023، خطوة عملية واحدة بهذا الاتجاه، وعلى الاغلب کان النظام ينتظر مبادرة من الاطراف الاخرى کي يقوم بإستغلالها وتجييرها کما يريد، لکن لم يحدث شئ من ذلك حتى جاءت المبادرة الصينية التي قلت ولا زلت أقول بأنها قد تمت بطلب من جانب النظام الايراني الذي تربطه مصالح قوية مع الصين.

المٶمن لا يلدغ من جحر مرتين! هذا ما أجده في الحذر السعودي في التعامل مع المساعي الجارية مع طهران من أجل تحسين العلاقات وزرع عوامل وأسباب الثقة بين الجانبين والتي من الضروري جدا هنا التنويه بأن السعودية وبلدان الخليج والمنطقة من تحتاج الى عوامل وأسباب الثقة بنظام الملالي بعد کل تلك العقود العجفاء في التعامل معه.

منذ آذار 2023 وحتى اليوم "أواخر شهر آب 2023"، لم تلمس السعودية کما يبدو خطوة عملية من الجانب الايراني تبعث على الثقة والاطمئنان، وحتى إن الصمت السعودي الملفت للنظر في وسائل الاعلام وقبل ذلك في الاوساط السياسية تجاه هذه المساعي، يٶکد ذلك بوضوح، في وقت إن التصريحات الصادرة من الاوساط السياسية في إيران وکذلك من قبل وسائل الاعلام، کلها تتحدث باسلوب يغلب عليه الثقة والتفاٶل بشأن تلك المساعي! ومما لاشك فيه فإن سفر عبداللهيان الى الرياض يهدف الى کسر الجمود وحتى من الممکن أن يسعى لجعل الصبر السعودي "المتميز" يطول بعض الشئ، ولکن السٶال المهم هنا هو؛ هل إن عبداللهيان ذهب الى الرياض وفي جعبته شئ ملموس کي يقدمه للسعودية أم سيطلق العنان للسانه بالکلام المعسول والکلام الذي لا يقبض منه على أرض الواقع شيئا؟ 

شخصيا لست أشك بل أنا واثق من إن هذا النظام لن يقدم شيئا ملموسا يمکن أن يوحي بأن "الثعلب" قد تاب أو سيتوب کما يمکن أن يترائى للبعض ذلك إنه لا توبة لهذا الثعلب أبدا، بل إن هذا النظام سوف يحرص على تقديم الکثير جدا من الکلام والقليل جدا من العمل وأن يسعى خلال ذلك لطرح أمور ومواضيع تخرج الموضوع من سياقه العام.

المفاوضات النووية الجارية مع هذا النظام، لوحدها، أفضل نموذج عملي من أرض الواقع لمعرفة مصداقية هذا النظام بهذا الصدد، حيث لا زال هذا النظام يلف ويدور ويناور ويعمل کل شئ من أجل إبقاء برنامجه النووي کاملا ومهيئا للخطوة الاهم التي تليها والتي يحرص النظام الايراني على القيام بها، وکما إن النظام الايراني لم يعط لحد الان ما هو مطلوب منه على وجه التحديد "ومٶکد جدا لن يعطيه لبايدن وإدارته الهزيلة أيضا"، ويتصرف بهذا الاسلوب مع البلدان العظمى فکيف الحال مع الادنى منها؟ إنه مجرد سٶال برئ يبحث عن إجابة شافية!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.