لست معجبا بدونالد ترامب کما قد يتصور البعض، لکنني أراه الافضل لأمريکا من ذلك الکهل المخرف بايدن الذي إنتزع الکثير من هيبة القوة الاولى في العالم وسمح لمن کان بالامس کالنعامة يخفي رأسه في الرمال خوفا من أمريکا أن يغدو کبلطجي على المستوى الدولي.
من ينتظر أن تسفر الانتخابات الرئاسية الامريکية عن رئيس حکيم وذو ثقافة نوعية کمن يصدق بأن الديمقراطية سيتم تطبيقها في البلدان العربية، ذلك إنني وکما ذکرت في مقال سابق، بأن أمريکا حالة خاصة في سياستها وفي فکرها وفي فنها وفي تعاملها مع العالم، هذه الحالة الخاصة هي السباقة في إبتداع وخلق حالات وأمور ونماذج يقوم العالم بتقليدها، وإن الذين يفکرون بقرب إزاحة أمريکا من موقعها کقوة أولى وکنموذج محتذى به، هم في أحلام يقظة، ذلك إنه لا زال لدى أمريکا الکثير من الذي تفاجأ به العالم، ولا تنسوا فإن الانترنيت الذي نستخدمه الان، والذي هو من إبداعات العقلية الامريکية، کانت أمريکا تستخدمه في العقد السادس من الالفية الماضيـة!
وأعود لترامب، هذا الرجل الذي شغل الدنيا کما لم يشغلها أي رئيس معاصر له، وحتى إننا لو قمنا بمقارنة بينه وبين المخرف بايدن، فإننا نجد إن الاخير لم يشغل العالم بنسبة 10% مما قد أشغله ولا يزال يشغله ترامب، الذي فرض نفسه کظاهرة على السياسة الامريکية وقد يتسائل البعض عن سبب ترکيزي على ترامب ومنحه الافضلية على بايدن، فأقول إن الرجل عنده روح مبادرة وليس من النوع الذي ينتظر رأيا أو موقفا لخصمه أو مقابله لکي يبني على أساس منه، بل إنه کان دائما من يبادر ويجعل الاخرين يبنون على أساس ما يصدر عنه من موقف ورأي.
کتابة هذا المقال کان أساسا بسبب أکثر من بريد ألکتروني خاص وردني يٶکد بأن ترامب "إنتهى" وليس"سينتهي"، وذلك بسبب الحملة القضائية الامريکية ضده والتي لاأعتبرها نزيهة ومن دون شوائب، لکن وعلى الرغم من ذلك، سترون کما أرى بأن هذه الحملة والحملة الاعلامية ضده، ستنتهي کما لو إنها مجرد زوبعة في فنجان، وسيعود ترامب رئيسا لأمريکا في العام 2024!
عودة ترامب کرئيس لأمريکا، ضرورة ملحة للعالم کله الذي لا أرى أبدا إن العقل والمنطق يحکمه، بل إن المصالح تحکمه وقد أثبت ترامب بأنه أفضل من يمکنه اللعب بهذا السياق، وإن بايدن في المقابل هو الأسوء ولاسيما وإنه قد أثبت ويثبت ذلك.