هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى مئة في المئة على دول مجموعة بريكس، في حال قررت المجموعة إنشاء أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي.
وأضاف دونالد ترامب في منشور على منصة إكس أنه لن يقف "مكتوف الأيدي" بينما تحاول دول مجموعة بريكس الابتعاد عن الدولار الأمريكي، مهدداً برفع الرسوم الجمركية ومنعهم من التجارة داخل الاقتصاد الأمريكي، ومؤكداً أنه "لا توجد فرصة لاستبدال مجموعة بريكس للدولار الأمريكي في التجارة الدولية.
ومن المقرر أن تستقبل مجموعة دول البريكس خمس دول أعضاء جُدد من أفريقيا والشرق الأوسط، في إطار سعيها لأن يكون لها دور أكبر في الاقتصادات الناشئة.
وهناك الكثير من التساؤلات حول المجموعة وأهدفها، أولا: ماذا تعني بريكس وما هي الدول المنضمة إليه؟
اتفقت أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين على إنشاء مجموعة أطلقوا عليها "بريك" (مستخدمين الحرف الأول من اسم كل دولة)، عام 2006. ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة في عام 2010، ليصبح الاسم "بريكس".
ومن المقرر أن تنضم مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى المجموعة في 1 يناير/كانون الثاني المقبل.
لم يتم الإعلان عن اسم جديد للمجموعة الموسعة، ولكن يُعتقد أنها قد تكون بريكس بلس"Brics+".
دعت المجموعة الأرجنتين للانضمام إليها، لكن رئيسها الجديد خافيير مايلي، رفض الانضمام وقال إنه لن يفعل ذلك.
تتخذ دول البريكس قراراتها في قمتها السنوية. يتناوب أعضاء المجموعة على رئاستها لمدة عام.
قمة بريكس: لماذا تطلب دول عربية الانضمام إلى المجموعة؟
انضمام السعودية ومصر والإمارات لعضوية مجموعة بريكس
ما أهمية البريكس؟
تضم دول البريكس قوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل.
وسيبلغ عدد سكان المجموعة بعد توسعتها نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45 بالمئة من سكان العالم.
وتبلغ قيمة اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28 بالمئة من الاقتصاد العالمي.
وستنتج دول البريكس أيضا نحو 44 بالمئة من النفط الخام في العالم.
وتتهم مجموعة البريكس الدول الغربية بالهيمنة على الهيئات المهمة عالميا التي تقوم على إقراض الأموال للدول، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتدعو إلى "صوت وتمثيل أكبر" للاقتصادات الناشئة.
وفي عام 2014، أنشأت دول البريكس بنك التنمية الجديد لإقراض الأموال للدول والحكومات من أجل التنمية.
وبحلول نهاية عام 2022، بلغ إجمالي القروض التي قدمها هذا البنك حوالي 32 مليار دولار للدول الناشئة لإنشاء مشاريع جديدة للطرق والجسور والسكك الحديدية وإمدادات المياه.
يوضح البروفيسور بادريج كارمودي، الخبير في جغرافية التنمية في كلية ترينيتي في دبل، إن هذا (إقراض الدول) هو في الأساس هدف الصين من مجموعة البريكس.
ويقول: "من خلال البريكس، تحاول الصين تعزيز قوتها ونفوذها، خاصة في أفريقيا". "إنها تريد أن تكون الصوت الرائد لجنوب الكرة الأرضية".
أما بالنسبة لروسيا، القوة العالمية الكبرى الأخرى في مجموعة البريكس، فإن لديها هدف مختلف عن الصين.
يقول كريون بتلر، من مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن: "تعتبر روسيا هذه المجموعة جزءا من حربها ضد الغرب، وتساعدها في التغلب على العقوبات المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا".
ويضيف أن عضوية إيران يمكن أن تزيد من طبيعة المجموعة المعادية للغرب .
هل تحل عملة البريكس محل الدولار؟
غالبا ما تستخدم دول البريكس الدولار الأمريكي للتداول فيما بينها. لكن اقترح سياسيون بارزون في البرازيل وروسيا إنشاء عملة البريكس للحد من هيمنة الدولار. ومع ذلك، لم تتم مناقشة هذا المقترح في قمة المجموعة الأخيرة عام 2023.
يقول البروفيسور كارمودي، إنه سيكون من غير العملي بالنسبة لدول البريكس إنشاء عملة مشتركة لأن اقتصاداتها مختلفة تماما.
لكنه أوضح أنهم "قد يفكرون في المستقبل في إنشاء عملة جديدة لاستخدامها في مدفوعات التجارة الدولية، أو عملة مشفرة للتجارة الدولية".
هل البريكس منافس لمجموعة العشرين؟
تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، وتضم الدول المتقدمة والنامية لمناقشة المشكلات العالمية، مثل الأزمات المالية وتغير المناخ.
وتضم مجموعة البريكس العديد من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، لذلك فإن المستقبل قد يشهد عمل المجموعتين معا، بحسب رأي الدكتورة إيرين ميا، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث.
وتقول إيرين: "معا، قد يكون هناك تعاون لتوفير المزيد من الأموال للدول النامية لمعالجة تغير المناخ، أو للحد من قوة الدولار الأمريكي كعملة عالمية".
كيف ستستخدم روسيا رئاستها لدول البريكس خلال عام 2024؟
من المقرر أن تستضيف روسيا قمة البريكس في كازان، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أنه سيعمل خلال رئاسته للمجموعة لتحقيق عدة أهداف، منها:
·- زيادة دور البريكس في النظام المالي الدولي.
·- تطوير التعاون بين البنوك وتوسيع استخدام عملات دول المجموعة.
· - تعزيز التعاون بين سلطات الضرائب والجمارك لدول المجموعة.
وتؤكد الدكتورة إيرين على أن روسيا تريد من خلال البريكس أن تُظهر للغرب أنها لا تزال لديها أصدقاء وحلفاء في بقية العالم، على الرغم من غزوها لأوكرانيا.